Tarihin Jaridun Larabawa
تاريخ الصحافة العربية
Nau'ikan
صحيفة يومية رسمية، أنشأها نابليون الأول سنة 1799 عندما كان قائدا للجيوش الفرنسية في وادي النيل؛ لنشر أخبار مصر وإذاعة أوامر حكومته بين سكان القطر المذكور. وعهد بكتابتها إلى إمام زمانه في العلوم الأدبية السيد إسماعيل بن سعد الخشاب كاتب «سلسلة التاريخ» في ديوان الحكومة المصرية؛ فقام بهذه المهمة أحسن قيام، كما روى معاصره العلامة عبد الله بن حسن الجبرتي في تاريخه (4، 238) بالحرف الواحد:
إن الفرنساوية عينوه في كتابة التاريخ لحوادث الديوان وما يقع فيه كل يوم؛ لأن القوم كان لهم مزيد اعتناء بضبط الحوادث اليومية في جميع دواوينهم وأماكن أحكامهم، ثم يجمعون المتفرق في ملخص يرفع في سجلهم بعد أن يطبعوا منه نسخا عديدة يوزعونها في جميع الجيش، حتى لمن يكون منهم في غير المصر من قرى الأرياف؛ فتجد أخبار الأمس معلومة للجليل والحقير منهم. فلما رتبوا ذلك الديوان كما ذكر كان هو المتقيد برقم كل ما يصدر في المجلس من أمر أو نهي أو خطاب أو جواب أو خطأ أو صواب، وقرروا له في كل شهر سبعة آلاف نصف فضة، فلم يزل متقيدا في تلك الوظيفة مدة ولاية عبد الله جاك منو
Menou
حتى ارتحلوا من الإقليم.
أما اسم الجريدة فلم نتحققه على رغم ما بذلناه من البحث والتنقيب والاجتهاد، فعسى يتوفق غيرنا إلى معرفته خدمة للتاريخ وتقريرا للحقيقة. ومن المعلوم أن الجبرتي روى عن إسماعيل الخشاب أنه كان يعتني بضبط «الحوادث اليومية» ويطبع منها نسخا ويوزعها على جميع الجيش، فاستنادا إلى رواية هذا المؤرخ الجليل ترجح لدينا أن «الحوادث اليومية» هو اسم الجريدة، فعولنا على استعماله سيما أنه يطابق على أوصاف هذه الصحيفة التي كانت تنشر يوميا كما رأيت، فلم يبق ريب بعد ذلك في أن هذه النشرة التي تأسست بعناية حكومة فرنسا تعد أم الجرائد العربية وباكورتهن. وقد انطفأ سراجها لدى انسحاب العساكر الفرنسية من مصر في 14 تشرين الأول 1801 وانكسارهم أمام جيوش تركيا وإنكلترا في الإسكندرية، وقد ورد ذكر هذه الصحيفة في مقالة عن صحافة الشرق بقلم الشيخ صالح اليافي منشئ جريدة «الرشيد» البيروتية (عدد 1، سنة أولى) حيث قال: «ولما دخل الفرنساويون مصر اتخذوا لهم وريقة ولكنها لم تدم.»
وكان إسماعيل بن سعد الخشاب محرر هذه الجريدة كاتبا بليغا وشاعرا أديبا بشهادة علماء عصره، وقد ترك ديوان شعر صغير الحجم جمع بعد وفاته بعناية صديقه العلامة الشيخ حسن العطار. وكانت وفاته في 2 ذي الحجة سنة 1230 الموافقة لسنة 1815 مسيحية. (2) الوقائع المصرية
بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر بقيت اللغة العربية محرومة من فوائد الصحافة، حتى قيض الله لها سندا قويا في شخص محمد علي باشا الكبير رأس العترة الخديوية، فما كادت قدم هذا المصلح العظيم ترسخ في وادي النيل بعد حروبه مع الإنكليز والوهابيين والسودانيين واليونان وغيرهم حتى صرف همته إلى توسيع نطاق المعارف بين سكان القطر المصري؛ فاشترى مطبعة يوحنا يوسف مرسال المذكورة وحسنها وزاد عليها. وهكذا أسس سنة 1822 مطبعة بولاق الشهيرة التي أدت خدما وافرة وجزيلة لجميع الناطقين بالضاد، وكان إلياس مسابكي الدمشقي من جملة العمال الذين اصطنعوا قاعدة الحروف البولاقية وخدموا فن الطباعة في مصر. ثم رأى محمد علي باشا أن الحاجة ماسة إلى إيجاد جريدة تقوم بنشر أوامر الحكومة وإذاعة إعلاناتها وسائر الحوادث الرسمية؛ فأنشأ في 20 تشرين الثاني 1828 بعناية الدكتور كلوت بك مؤسس مدرسة «قصر العيني» الطبية؛ جريدة «الوقائع المصرية» التي جعلها لسان حال الحكومة الخديوية، ولا تزال حية إلى الآن. وقد فوض إدارتها وتحريرها إلى العالم الكبير رفاعة بك ابن رافع الطهطاوي بعد عودته من باريس، حيث تلقى الدروس الكاملة على نفقة الحكومة المصرية. وكان رفاعة بك مؤسسا وناظرا لمدرسة الألسن؛ فنبغ من تلاميذه عدد وافر نهضوا بمصر نهضة تنطق بفضل الرجل وعظيم شأنه.
محمد علي باشا خديوي مصر؛ منشئ جريدة «الوقائع المصرية» في القاهرة.
هذا العلي محمد البطل الذي
دهشت له الدنيا وعزت مصره
Shafi da ba'a sani ba