Tarihin Jaridun Larabawa
تاريخ الصحافة العربية
Nau'ikan
The Sphinx
في القاهرة وغيرها، فإنها أجمعت قاطبة على امتداح سعادته بعبارات التعظيم والتوقير وأشارت إلى مساعيه الحميدة في جانب المنافع العمومية والأعمال المبرورة نحو كل النحل والملل.
وما كاد يبلغ خبر عزمي على تأليف كتاب «تاريخ الصحافة العربية» مسمعي هذا الشهم الجليل حتى أبدى ارتياحه لهذا العمل وأطراه، وشدد عزائمي على إخراجه من حيز القوة إلى دائرة الوجود، فبادر كرما منه وأتحفني بمجموعة نفيسة من الجرائد والمجلات العربية التي يبلغ عددها نيفا وثلاثمائة صحيفة مختلفة لأستعين بها في مشروعي المذكور، وإليك نص الرسالة التي بعث لي بها في هذا الشأن:
جناب الفيكونت المفضال الكريم الخلال
أسأل خاطر جنابكم الخطير بالإكرام الجزيل والاعتبار الوفير، والمعروض أنه قد أطلعني المحب المخلص صديقنا الكاتب الأديب ديمتري أفندي نقولا على خطابكم الكريم الذي نوهتم فيه بي، ورغبتم في الاطلاع على مجموعة الجرائد العربية الموجودة عندي. ولما كانت عنايتكم بأمر العلوم والآداب موجبة لمزيد الإعجاب والثناء المستطاب، فإنني بادرت بمزيد الارتياح إلى تقديم هذه المجموعة هدية لمكتبة جنابكم الحاوية نوادر الأخبار ونفائس الآثار راجيا تكرمكم لقبولها عنوان ولاء وتذكار وفاء مع المجلد الأول من «حلى الأيام في خلفاء الإسلام» وتشريفي بكل ما يعرض لجنابكم من الأمور والمهام، فإنني أتمنى توثيق عرى التعارف الثمين، وتوطيد دعائم الولاء المتين، بفضل مناقبكم العالية ومظاهر وجاهتكم السامية ... مكررا لذاتكم الكريمة اعتباري الصميم واحتراماتي العظيمة، ودامت معاليكم أفندم.
أول ذي القعدة سنة 1328.
صديقكم المخلص
عطا حسني
فمن صميم القلب أرفع لسعادته عبارات الشكران، وعواطف الامتنان والإحسان، متوسلا إلى العزة الصمدانية، أن تكلأه بعين عنايتها الربانية، وتجعل مقامه مرفوعا على منارة الأدب، بين العجم والترك والعرب، وقد رأيت تخليدا لذكره الميمون، أن أسرد خلاصة ترجمة حياته لتبقى آثاره محفوظة على ممر القرون، وأفردت لها فصلا مخصوصا قبل تراجم مشاهير الكتاب، الذين سيأتي الكلام عنهم في أجزاء هذا الكتاب:
هو عطا بك ابن حسن حسني بك أمير الحج ابن صالح بن حسن بك من أشراف مدينة ديار بكر، ولد في شهر ذي الحجة 1298 / 1881 ميلادية في مدينة القاهرة، ويتسلسل أجداده من إحدى العشائر المشهورة بين الأكراد في بلاد الأناضول. ومنذ نعومة أظفاره دخل المدارس العالية فانصب على تحصيل العلوم واللغات حتى نال منها النصيب الأوفر، وبعد خروجه من المدرسة أخذ يتردد على صفوة العلماء ونخبة الأساتذة، فازداد تعمقا في درس التاريخ الاجتماعي وسائر المعارف العصرية، وكان يراقب سير الترقيات الحديثة بعين يقظى وفطنة وقادة حتى صار عالما أخلاقيا وسياسيا محنكا ومؤرخا شرقيا بكل معنى من معاني الكلمة، وقد قال أحدهم عنه إنه «الرجل المصري المثري الوحيد الذي شغف بالعلوم، وبذل نفسه لأجل خدمة وطنه وملته، وأنفق جزءا كبيرا من ماله في سبيل المصلحة العامة.»
Shafi da ba'a sani ba