Tarihin Qustantiniyya
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
Nau'ikan
الزهرة:
السبعة أزهار هي تلك النجوم السيارة الكبيرة الممتازة عن سواها من باقي السيارات، وهي تابعة للشمس، وتدور حولها كما يأتي بالإيجاز؛ الأول عطارد: نجم من الخنس، وهو الأقرب إلى الشمس من سواه بين سائر السيارات، وقطره ثلاثة آلاف ومائة وأربعون ميلا، ويدور حول الشمس مرة في كل ثمانية وثمانين يوما، وبعده عنها سبعة وثلاثون مليون ميل. الثاني الزهرة: وهي ثاني الكواكب بعدا عن الشمس، ودورتها بين الأرض وعطارد، وسماها الأولون نجم الصبح ونجم الغروب، وبعده عن الشمس ثمانية وستون مليون ميل، وقطره سبعة آلاف وسبعمائة ميل، ويدور حول الشمس مرة في كل مائتين وأربعة وعشرين يوما. الثالث المريخ: وهو نجم سيار من الخنس، قيل سمي به لسرعة سيره، وقيل لأن لونه أصفر وأحمر كالمرداسنج «والعامة تقول المراسنك»، ضوه أحمر فيه قتمة، وقطره أربعة آلاف ميل، وبعده عن الشمس مائة واثنان وأربعون مليون ميل. الرابع المشتري: يقال له بالفارسية «برجيس»، وهو نجم أعظم السيارات جرما مشهور في ضيائه، قطره تسعة وثمانون ألف ميل، وبعده عن الشمس أربعمائة وتسعون مليون ميل، ويدور حولها مرة في أقل من اثنتي عشرة سنة، وهو أكبر من الأرض بألف وأربعمائة مرة. الخامس زحل: كوكب من الخنس، سمي به لبعده وتنحيه «وهو مثل في العلو والبعد، ومنه قول المتنبي في مديح سيف الدولة»:
وعزمة بعثتها همة زحل
من تحتها بمكان الأرض من زحل
أي أن همته أعلى من زحل بمقدار ما زحل أعلى من الأرض؛ ولذلك يقولون له شيخ النجوم، وهو ثاني نجم المشترى في الكبر، لكنه أبعد منه عن الشمس، وقطره تسعة وسبعون ألف ميل، وبعده عن الشمس نحو تسعمائة مليون ميل، ويدور حولها مرة في كل تسع وعشرين سنة ونصف، وجرمه أعظم من جرم الأرض بتسعمائة مرة. السادس أورانوس أو هرشل: «نسبة للمعلم الشهير وليم هرشل مكتشفه سنة 1781ب.م»، وهو بعيد عن الشمس ألف وثمانمائة مليون ميل، وقطره خمسة وثلاثون ألف ميل، ويدور حول الشمس مرة في كل أربع وثمانين سنة. السابع نبتونوس: وهو سيار كبير كائن وراء نجم أورانوس المذكور، وقد عرف هذا السيار في مرصد باريس المدعو لافاريا، واكتشفه في المرصد المذكور المعلم «غال»، أصله من مدينة برلين عاصمة ألمانيا، وهذا الاكتشاف كان في الثالث والعشرين من شهر أيلول سنة 1846ب.م، وبعده عن الشمس ألفان وثمانمائة وخمسون مليون ميل، ويدور حولها مرة في كل مائة وثمانية وستين سنة.
زيت الحجر:
تدعوه العامة غازا والإفرنج بترولا، والبترول هو لفظة يونانية تأويلها زيت الحجر أو الصخر، وهو مادة سيالة إلتهابية أو من بعض مواد محترقة ، له رائحة حريفة ذات جواهر مختلفة، ويوجد من هذه المادة التي يتركب منها هذا الزيت عدة أنواع، أعظمها تمر ظاهرا ببعضها صادرة من الأرض وتخرج راشحة رشحا طبيعيا، وتتجمع على سطح الماء في الآبار والمنابع في أقسام مختلفة في العالم، أو يجري ويسيل من أجواف وبطون الصخور، وهذا الزيت في الأصل مركب من الكاربون والأدروجين، واكتشاف هذا الزيت واستعماله في أوروبا كان سنة 1858ب.م.
الزئبق والزيبق:
سيال معدني، منه ما يستقى من معدنه، ومنه ما يستخرج من حجارة معدنية بالنار. معرب زيوه بالفارسية، والعامة تقول له الزيبق، وأصحاب الكيمياء المعدنية يكنون عنه بالعبد الفرار؛ لأنه يفر من النار، ويستخدمونه في أكثر الأعمال، وقد أبدع في التشبيه به عنترة العبسي حيث يقول:
أراعي نجوم الليل وهي كأنها
Shafi da ba'a sani ba