Tarihin Qustantiniyya
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
Nau'ikan
وكانت مدينة قونية سابقا محل إقامة سلاطين الدولة السلجوقية، وأنه قبل ميخائيل بن السلجوق كانت أنطاكية وسورية والقدس في حوزة الإسلام، إلى أن دهمها الإفرنج الصليبيون، واستولوا عليها، ودام استيلاؤهم عليها - أي على الديار الشامية - حتى سنة 1098ب.م، وفيها تملكوا أنطاكية وما يليها، وكانت أنطاكية حينئذ خاضعة لسلطان بغداد برخياروق بن مالكشاه السلجوقي، وهو الثالث من ملوكهم في العجم سنة 1073ب.م، وصاحب العراق وبلاد العجم الذي توفي سنة 1104ب.م، بعد أن عهد الملك إلى ابنه جلال الدولة، ولما كان ابنه غير بالغ أشده، جعل وصيا عليه إياد المملوك في تدبير المملكة ؛ فساء ذلك أخاه السلطان محمد، الذي كان قد اختبأ من وجه أخيه إلى بلاد أرمينيا، ورجع فقتل إياد المملوك، ودخل بغداد واستقام له الملك، وخلع عليه المستظهر بالله الخلع السلطانية، وتلقب بغياث الدين، ومات سنة 1199ب.م في مدينة أصفهان من بلاد فارس الغربية وملك بعده ابنه أبو قاسم محمود، وهو منسوب إلى ميخائيل بن السلجوق كما مر، ومن قول المؤرخين بعد انقراض الدولة السلجوقية في خلال سنة 1300ب.م، استظهر الأتراك العثمانيون حتى سادوا جميع آسيا الصغرى سنة 1486ب.م، وأن الدولة الغزنوية منسوبة إلى غزنة إحدى مدن بلاد فارس الشرقية، وهي على ضفة نهر وحولها سور من حجر؛ لأن هذه البلاد كانت تابعة خلفاء بغداد إلى الجيل العاشر حينما عصى والي مدينة هراة الكائنة في الشمال الغربي منها، وانتقل إلى غزنة، وجعلها قصبة ولاية صغيرة، وبعد وفاته خلفه أحد مماليكه، وكان اسمه سبكتكن، وقويت شوكة مملكة غزنة في أيامه، وخلفه ابنه محمود سنة 997ب.م، وهو أعظم ملوكها، وضم إلى ملكه خراسان الحاصلة على الحدود القديمة، التي كانت لبكتريا وما يليها، وتركستان هي التي كانت تحت ولاية الدولة الزمغانية - الآتي ذكرها - ثم انقرضت الدولة الغزنوية في سنة 1153ب.م، وعقبتها الدولة السلجوقية، وتملك غزنة محمد ملك خوارزم الكائنة في شمالي خراسان وشرقي بحر الخزر وغربي ما وراء النهر، ثم انقرضت دولة خوارزم حين أغارت عليها التتر تحت لواء جنكيزخان.
أما خوارزم فهي الآن من بلاد التتر المستقلة والنسبة إليها خوارزمي، ويحد بلاد التتر هذه المسماة تركستان أيضا شمالا سيبيريا، وشرقا بعض سيبيرا والصين، وجنوبا بعض الصين والأفغانستان وهراة وإيران، وغربا بحر الخزر ونهر أورال، ويقسمونها إلى ثلاثة أقسام: الأول تركستان الجنوبية؛ أي الواقعة في جنوبي النهر المسمى عند العرب جيحون وهواكسوس المنبجس من جبال البلور ومصبه في بحيرة أرال، التي يصب فيها نهر آخر خارج من جبال البلور أيضا، ويسمى نهر سير ونهر سيحون وهو يكسوت، وهذا القسم من تركستان يقسمه العرب إلى طغارستان وبزحشان الواقعة شرقي بلاد بلخ وبعض خوارزم، والثاني تركستان الوسطى، وهي الأراضي الواقعة في شمالي جيحون وفي وادي نهر سير المعروف ببلاد فرغانة، ويسميه العرب بلاد ما وراء النهر «أي نهر أكسوس» الواقعة شمالي بلاد بلخ، ومن مدنها بخارا، وكانت خاضعة لعدة دول منها: الصفارية والزمعانية والغزنوية والسلجوقية والخوارزمية، والثالث تركستان الشمالية المأهولة من قبائل رحل من التتر والتركمان وخانات تركستان، المشهور منهم الآن ثلاثة، وهم: خان خيوى وخان بخارى وخان فرغانة، والجنس الساكن في هذه البلاد الآن يقال له يوزبك - كما سيأتي بسط الكلام عليه بالتفصيل إن شاء الله - ثم إن العائلة التركية قد تسلسل منها أجناس عظيمة وافرة متمائزة، وأكثرها بات قيد الانقراض، فلم يظهر له أثر البتة، وبقي منها بعض أجناس، وهي جنس يدعى الغازار، وهو أمة أو شعب من الأتراك في أوروبا، أقامت على شطي نهر فولكا في روسيا في الجيل الخامس، وتقدموا لجهة الغرب عند ثورات الشعوب العظيمة، وقاتلوا القبائل ذات الخشونة وغلبوهم، ولهم تاريخ نقتصر عن إيراده هنا؛ حبا بالاختصار، وقد تنصروا في سنة 858ب.م، ومعنى القبائل ذات الخشونة قد سبق بيانه قبلا على وجه الإسهاب، وجنس آخر يدعى «ويجور»، وهم شعب تتري من عائلة أوراليانية، كانت تسكن جبال أورال الفاصلة أوروبا عن آسيا، وهم أكثر شبها بالهنكاريين أو الهونوكور، قد ترحلوا من آسيا في أوروبا في الجيل الخامس من عصرنا ومن هذا الجنس ذاته؛ أي جنس الويجور خرج الهونكروا - وهم شعب في بلاد من النمسا - ثم جنس آخر تفرع من العائلة التركية يدعى الهوبك، وبين الأجناس التركية الموجودة الآن تتميز الأجناس الآتي بيانها:
الأول:
هم العثمانيون الأكثر تمدنا من سواهم، وقد تولوا بلاد الترك في أوروبا وبلاد الترك في آسيا.
والثاني:
التركمان في العجم والكابول، والكابول: هي مملكة في وسط آسيا واسعة، يحدها شمالا مملكة هيرات أو خراسان الشرقية والتركستان، وشرقا ساقس، وجنوبا بلوخستان، وغربا إيران.
والثالث:
التتر من سيبيريا.
والرابع:
بنو يزبك الذين تولوا وحلوا في تركستان، وهم فريق من عايلة تركية كان يقطن في آسيا شرقي البحر القزبيني منسوب إلى أحد ملوكه المشهورين، الذين استولوا على أكثر بلاد التركستان المستقلة وكثير من بني يزبك، انتفروا في غربي بحر قزبين والباقون منهم سكنوا بلاد الروس وطوبولسك مدينة في بلاد سيبيريا.
Shafi da ba'a sani ba