Tarihin Qustantiniyya
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
Nau'ikan
فملوكها خير الملوك وربعها
خير الربوع وأهلها خير الورى
وأهل هذه المدينة هم في غاية اللطافة والأدب والدعة، يؤانسون الغريب ويكرمون مثوى الضيف، ولهم حذاقة في العلوم والصنائع، ولهم حسن محاضرة ومذاكرة، ناهيك بما هم عليه من صون اللسان عن السفاهة والمجون، وعندهم التأنق في الأطعمة، والملابس الفاخرة، والإكثار من اتخاذ المآدب الفاخرة، ونساؤهم في الغالب حسان ظريفات. ثم إن المدافن في القسطنطينية كثيرة، ولبديع رونقها تراها مزينة بشجر السرو المتدلي على مماشيها الفسيحة، فلذلك ترى أحراش شجر السرو حول القسطنطينية بعيدا عنها على مسافة أربعة أميال. أما أغطية أكثر المدافن والحجر فإنك تراها متوجة بعمامة هيئتها، وشكلها يشير إلى صنعة أو صفات المتوفى نحو مدفن حضرة ساكن الجنان المبرور السلطان محمود، الكائن بقرب باب همايون، وهو حجرة كبيرة أرضها من الخشب المرصع بالعاج، وعليه نقش تاريخه، وفوقه طربوش عليه نيشان كبير من حجر الماس، وهو طربوشه الذي كان يلبسه وعلى جانبيه أجداث لبعض نسائه، وجماعة من الآل الملكي، وهناك شماعدين وقناديل من الفضة الخالصة، وأرض المكان مفروشة بالطنافس، والسقف منقوش بالدهانات الملونة، وخارج المدفن جنينة كبيرة أنيقة، وفي خارج ذلك المكان يبين للناظر كثير من القصور الخصوصية والأبراج التي تحل فيها الحضرة الشاهانية، ومنها القصر الجديد المبني على شاطئ البوسفور. ومما يستحق المشاهدة أيضا مقبرة ساكن الجنان السلطان عبد الحميد، ومقبرة المرحوم السلطان بايزيد بالقرب من جامعه، ومقابر أخر غير هذه للسلاطين في وسط المدينة، ومساجد لا حاجة لذكرها هنا.
أما محل الزوارق في القسطنطينية، فلا يخلو غالبا عن أقل من ثمانين ألف زورق تسير في مياه القسطنطينية ومياه الأبنية والصوائح الخارجة عن المدينة، وفي هذه المدينة سراية طويلة بغجه الشهيرة، وهي من الأعمال العجيبة دام البناء فيها نحو ست عشرة سنة وصرف عليها نحو ثلاثمائة ألف كيس، ثم محلة بشكطاش، وهناك چراغان سراي، وهي السراية الهمايونية المرتبة أحسن ترتيب، ثم وطرابيا وبيوكدرا، وهذان المحلان يتردد إليهما رجال الدولة والسفراء والذوات من الإفرنج والنصارى، فيمكثون هناك مدة الصيف، وفيها المنازل الفاخرة، والمياه العذبة، وتعلوها أحراش من شجر الكستنا، وبالقرب منها أماكن للتنزه، ثم مقابل القسطنطينية محل أسكودار، وموقعه تجاه شط آسيا، ومساحته ميل مربع، وفيه مرسى عظيم أيضا لتجارة الشرق وأشغال كبيرة في الحرائر والأقمشة والجلود وخلافها مما يوجد هناك، وفيه عدد وافر من الخانات والمخازن وبوسطة الحكومة السنية والسراية الملكية وقشل الحرس الملكي ... إلخ، وهذا الموقع تعين محطة للمركبات في الطرق المؤدية إلى ولايات المملكة الشرقية، وهي في ذلك القسم الذي يمتد من بوغاز القسطنطينية والخليج الغربي إلى شرقي البحر الباسيفيكي، وينفصل عن القسطنطينية بالبوغاز. أما مكان أسكودار المذكور، فيحسب من الأبنية الخارجة عن القسطنطينية، وأن يكن عرض لسان البحر الداخل في وسطه نحو ميل، ثم إنهم يقسمون القسطنطينية باعتبار وضعها إلى أربعة أقسام؛ الأول: هو المدينة الكبيرة القديمة، وهو يشتمل على الأبنية والقصور العظيمة والقشل الفسيحة والأسواق الكبيرة المتقنة، وله سور عظيم كان من أعظم الأسوار، وفيه الجوامع العظيمة الشامخة ذات المنابر الشاهقة المموه أعلاها بالنحاس المذهب، والقسم الثاني: الغلطة، والثالث: البوغاز، والرابع: أسكودار، وقد تقدم الكلام قبلا على كل هذه الأقسام في مواضعها.
الجزء الثاني
أسماء السلاطين من آل عثمان والسلالة الطاهرة العثمانية
وفيه جدول أسماء السلاطين من آل عثمان العظام والسلالة الطاهرة العثمانية، من عهد نوح إلى عهد المرحوم السلطان عثمان الغازي بن أرطغرل.
إن السلاطين السالفين الذين تولوا تخت السلطنة من زمان آدم إلى زماننا على صنفين: الأول هو الذين جلسوا على سرير الملك قبل حضرة الرسالة، وهم على أربع طبقات كما تحقق من صحف الرواة؛ الطبقة الأولى: هم البشداديون، والثانية: الكيانيون، والثالثة: الإشكانيون، والرابعة: الساسانيون، وعددهم اثنان وسبعون ملكا كما حققه نقلة الآثار القديمة الثقات، وكانت مدة جلوسهم على تخت الملك أربعة آلاف ومائة وإحدى وثمانين سنة وبعض أشهر، وجميعهم تسلسلوا من نسل كيومرث؛ أعني ابتداؤهم من كيومرث، وانتهاؤهم في يزدجرد آخر ملوك العجم، وفيه انقطع النسل. أما الصنف الثاني من السلاطين، فهم الذين تكللوا بتاج الملك بعد حضرة الرسالة على عشر طبقات:
الأولى:
بنو أمية الذين تولوا السلطنة بعد حضرة الأصفياء المشهورين، وعددهم أربعة عشر ملكا، وكانت مدة سلطنتهم إحدى وتسعين سنة.
Shafi da ba'a sani ba