132

ورأيت في شهر ذي الحجة سنة 1353ه في دار الكتب العلوية في النجف مصحفا بالخط الكوفي كتب على آخره: كتبه علي بن أبي طالب في سنة أربعين من الهجرة، لتشابه أبي وأبو في رسم الخط الكوفي قد يظن من لا خبرة له أنه: كتب علي بن أبو طالب بالواو.

وفي كلام ابن طاوس - رحمه الله - في كتاب سعد السعود أن عثمان عاد وجمع المصحف برأي علي - عليه السلام - تأييد لما ذكره الشهرستاني في مقدمة تفسيره براوية سويد بن علقمة قال: سمعت علي بن أبي طالب - عليه السلام - يقول: أيها الناس، الله الله إياكم والغلو في أمر عثمان، وقولكم حراق المصاحف، فوالله ما حرقها إلا من ملأ من أصحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، جمعنا وقال: ما تقولون في هذه القراءة التي اختلف الناس فيها: يلقى الرجل الرجل فيقول قراءتي خير من قراءتك، وهذا يجر إلى الكفر. فقلنا بالرأي. قال: أريد أن أجمع الناس على مصحف واحد، فإنكم إن اختلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافا. فقلنا: نعم ما رأيت. فأرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص قال: يكتب أحدكما ويملي الآخر، فلم يختلفا في شيء إلا في حرف واحد في سورة البقرة، فقال أحدهما: «التابوت» وقال الآخر «التابوه»، واختار قراءة زيد بن ثابت لأنه كتب الوحي.

الفصل الثالث

في ترتيب السور في مصحف علي - عليه السلام

واخترنا ذكر ترتيب السور في مصاحف بعض كبار الصحابة والتابعين عن المدارك المعتبرة القديمة؛ لما له مساس بتاريخ القرآن، وفهم أن ترتيبه كان باجتهاد منهم.

فقد قال ابن النديم في الفهرست: قال ابن المنادى: حدثني الحسن بن العباس قال: أخبرت عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن الحكم بن ظهير السدوسي عن عبد خير عن علي - عليه السلام - أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي

صلى الله عليه وسلم

فأقسم أن لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه، وكان المصحف عند أهل جعفر - رضي الله عنه - ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلي حمزة الحسني - رحمه الله - مصحفا قد سقط منه أوراق بخط علي بن أبي طالب - عليه السلام - يتوارثه بنو حسن على مر الزمان، وهذا ترتيب السور في ذلك المصحف، وسقط ترتيب السور عن أصل النسخة المطبوعة في «ليبسك»

Leipzig

Shafi da ba'a sani ba