Tarihin Fashin Jirgin Ruwa a Duniya
تاريخ القرصنة في العالم
Nau'ikan
وقرر روبرتس أن يمد نشاطه إلى المحيط الهندي، بعد أن ابتسم له الحظ مرة أخرى في جزر الأنتيل، وقد عانى تجار كل من جاميكا وباربادوس على الفور من جراء وجوده فيه، استقر المقام بروبرتس في جزر الأنتيل أطول كثيرا مما كان قد عقد عليه العزم في أول الأمر؛ إذ إن كل الأمور هنا قد سارت على نحو دفع بخططه إلى النجاح، وها هو يستبدل بسفينة ديفيس القديمة سفينة أخرى أكثر مهابة، أسماها «رويال فروتشن» (السعادة الملكية).
وذات مرة، إذ بروبرتس يواجه بالقرب من جزيرة باربادوس بسفينة تجارية مسلحة تسليحا جيدا، وعلى الرغم من أن «رويال فورتشن» لم تصب إصابات بالغة، فقد أفلت القرصان من المواجهة، ونجح في الاختفاء بصعوبة بالغة. وفي مرة أخرى تصاب خططه بالفشل الذريع في إحدى القرى الواقعة في المارتينيك، وذلك بسبب المقاومة العنيفة التي أبداها الأهالي.
والحقيقة أن هاتين الهزيمتين اللتين كانتا الوحيدتين في سلسلة طويلة من الانتصارات الباهرة، فقد نالتا بشدة من كرامة روبرتس، ومنذ ذلك الحين، كان الرجل من أهالي جزر المارتينيك أو باربادوس، والذي يوقعه حظه التعس في أسره، يستطيع أن يودع حياته إلى الأبد. كان العلم الجديد الذي رفعه روبرتس قد رسم عليه قرصانا ممسكا بسيفه، وقد وضع قدمه على جمجمتين رمزا للانتقام.
كان روبرتس ذا شخصية قوية، طموحا، حازما، على استعداد للصراع مع المصاعب أيا كانت، على أنه كان حقيقة يمتلك بعض الخصال الحسنة، فقد كان لا يعترف من بين جميع المشروبات إلا بالشاي. وحتى لا يفرط الطاقم في شرب الخمر، وضع روبرتس جميع المشروبات المسكرة تحت إمرته في خزانة، ولم يكن من حق أي بحار أن يخفي ولو زجاجة واحدة. كانت الأنوار تطفأ على السفينة في الثامنة مساء، تماما كالمدرسة الداخلية، فإذا استبدت بأحد من البحارة فكرة أن يحتسي شيئا من الروم بعد هذا الموعد، كان لزاما عليه أن يصعد إلى سطح السفينة، وأن يشرب على مرأى من القبطان.
كذلك حرم روبرتس ألعاب القمار بالورق، أو الزهر، ولم يكن يسمح باصطحاب النساء إلى السفينة؛ إذ كان اكتشاف نساء متخفيات في ملابس الرجال على ظهر السفينة أمرا يهدد المتورطين فيه بالإعدام. وكان العراك بين البحارة محظورا؛ فعلى البحار الذي كان لديه الرغبة في تسوية حساباته الخاصة مع أي شخص آخر، أن يغادر السفينة إلى الشاطئ، حيث يقف الخصمان مسلحين بالمدافع أو المسدسات، وقد وليا ظهريهما بعضهما لبعض في البداية، ثم يبدآن المبارزة بعد ذلك بإشارة من رفاقهما الشهود، كان لزاما على المنتصر أن يقدم - لدى عودته للسفينة - تقريرا لرئيسه عن نتائج المعركة.
وعلى الرغم من أن الكابتن روبرتس كان يعد من الخارجين على القانون، فإنه سعى لأن يذيع صيته مسيحيا غيورا، فكان يرغم بحارته على الالتزام بالاحتفال بجميع الأعياد، وقام بتكوين فريق موسيقي من العاملين على السفينة، وكانوا يأخذون راحة تامة من العمل في أيام الآحاد.
بل ذهب القبطان روبرتس بنزواته الطيبة إلى أبعد من ذلك، عندما حاول أن يحصل على تأييد أحد القساوسة. كان بوده أن يقوم هذا القس بقراءة المواعظ على البحارة أيام الآحاد وفي الأعياد. وعلى الرغم من أنه لم ينجح في تحقيق رغبته هذه؛ فإن زعيم البحارة قد بذل مع هذا كل ما في وسعه لإنقاذ نفوس مرءوسيه الآثمة، وذات مرة علم روبرتس أن هناك قسا بين أسراه، فأمر باستدعائه، ليجيئه الرجل وقد ملأ الرعب قلبه، فبادره باقتراح قائلا: لو أنك انضممت إلينا، لأصبح بإمكانك إنقاذ هذه النفوس البائسة من الجحيم المقيم، ولتكن على ثقة بأنني سوف أغدق عليك مقابل هذا، ثم إن الله القدير لن ينسى لك هذا الصنيع.
أصبح القس المسكين في حيرة من أمره، فمن ناحية كانت المسدسات المعلقة في حزام القرصان، قد أثارت الفزع في قلبه وأوصاله، ومن ناحية أخرى كان عليه أن يسرع بالرد، فقد تقرر إنزال البحارة صبيحة اليوم التالي في أقرب ميناء.
قال القس مسترحما القرصان: لا، الأفضل أن تطلق سراحي.
وقد كان أن أطلق القرصان سراحه.
Shafi da ba'a sani ba