Tarihin Fashin Jirgin Ruwa a Duniya
تاريخ القرصنة في العالم
Nau'ikan
أخيرا عاد مورجان إلى بورت رويال، حيث استقبل استقبال الفاتحين، وقد اتسم سلوك «الأدميرال» وطاقمه بالغطرسة، فراحوا يتصرفون كما لو كانوا أمراء إقطاعيين ينفقون الأموال ببذخ وسفاهة. التقى السير توماس موديفورد بمورجان، وقد أخذ ذهب القرصان بلبه، لكنه تحفظ في البداية، ثم ما لبث أن أبدى ملاحظة مفادها: أن القرصان الجسور، وقد عقد النية على أن يستغل قدراته هذه لأغراضه السياسية في أول فرصة مناسبة تلوح له.
إبان ذلك اشترى مورجان فرقاطة أسماها «أكسفورد»، ثم راح ينهمك في الولائم والملذات.
وما هي إلا بضعة شهور حتى نفد آخر ما معه من نقود، وهو ما كان متوقعا بالطبع، وعندئذ قرر مورجان أن يعود مرة أخرى للنهب، فأعلن عن عزمه القيام بحملة جديدة، ودعا من لديهم الرغبة للاشتراك فيها للاجتماع وخاصة ملاك السفن. استهدفت الحملة مدينة ماركيبو التي سبق وأن قام لولونيه نهبها منذ عدة سنوات خلت، كادت الإجراءات التي اتخذت من أجل هذه الحملة أن تمنى بالفشل في بدايتها؛ فبعد وصول مورجان إلى جزيرة فاش في يناير عام 1669م، أقام مأدبة غذاء فاخرة على شرف رفاقه فوق ظهر سفينة القيادة «أكسفورد». وبينما كان الجميع منهمكين في وليمتهم، إذ بانفجار ضخم يدوي داخلها، لتتساقط ألواح خشب مقدم السفينة فوق رءوس السكارى المولمين. اتضح أن أحد البحارة الذين أدارت الخمر رءوسهم قد أشعل نارا بالقرب من البارود الموجود في مخزن السفينة، وعلى الرغم من الأضرار التي وقعت، بل ومصرع عدد من البحارة، أصدر مورجان، الذي لم يصب بأذى من جراء الانفجار، أمره بخروج الأسطول إلى البحر.
واستطاع مورجان أن يستولي على ماركايبو بعد أن عبر المضيق، مثلما حدث مع لولونيه من قبل، وتحولت ماركايبو على مدى خمسة أسابيع إلى ساحة لمهازل لم يسبق لها مثيل، عاد بعدها الأسطول إلى بورت رويال بغنيمة ضخمة.
وفي هذه الفترة تحديدا كان محافظ جاميكا يعاني من وضع عصيب، فقد نزل الإسبان عند الجزء الشمالي للجزيرة، وأخذوا في اختراقها باتجاه بورت رويال؛ انتقاما للهجمات التي شنها القراصنة، وكان الموقف يهدد بفقدان الجزيرة. آنذاك كان القراصنة الإسبان قد ضيقوا الحصار على الأسطول التجاري البريطاني، حتى أخرجوه من حوض الكاريبي، وأصبح السير توماس موديفورد هدفا للنقد الشديد من جانب الأوليجاركية المالية للجزيرة، الذين عرضت مصالحهم الحيوية للتهديد.
هنا ظهر مورجان في بورت رويال، بعد أن عاد منتصرا من ماركايبو.
وانتهز الموظف البريطاني الاستعماري الحصيف
12
الفرصة، فعاد ليذكر مورجان بلباقة أنه - أي مورجان - قد تجاوز صلاحياته، واقترح عليه أن يمنحه شهادة القرصنة، التي تعطيه الحق في اغتصاب مراكب وسفن الإسبان، وتدمير موانيهم ومخازنهم ونهب مدنهم. كان المحافظ يعول على مورجان في طرد الإسبان من الجزيرة؛ لعلمه بمدى الطاقة الجامحة والمواهب الفائقة التي يمتلكها هذا القرصان.
وتلقى مورجان اقتراح المحافظ بسرور بالغ، على أمل أن يستطيع بدعم من موديفورد أن يصبح الملك غير المتوج لقراصنة جاميكا، وحتى يتجنب أية مشكلات يمكن أن تظهر فيما بعد، طلب مورجان من المحافظ أن يعقد معه اتفاقا مكتوبا.
Shafi da ba'a sani ba