Tarihin Fashin Jirgin Ruwa a Duniya
تاريخ القرصنة في العالم
Nau'ikan
قرصان من جامعة أكسفورد
ما إن حصل هنري ماينورانج على شهادة التخرج من الجامعة، حتى غادر أكسفورد واضعا نصب عينيه هدفا وحيدا، هو أن يصبح محاميا يشار إليه بالبنان، على أن صاحب العمل - حيث بدأ هنري فترة تدريبية - لم يوفر له راتبا يفي بحاجاته الضرورية، عندئذ وصل خادم فيميدا
41
الناشئ إلى استنتاج مفاده أن مستقبله ليس في هذه المهنة، ولم يطل به التفكير، فترك مكتب المحاماة، واتجه - وهو الإنجليزي من قمة رأسه إلى أخمص قدمه - بكل أفكاره نحو البحر. كانت تقاليد الأعمال البطولية التي أنجزها فرانسيس درايك الذي تسلم من يد الملكة إليزابث الأولى لقب النبالة ما تزال حية، فاشتغل الشاب الحالم بمستقبل يماثل ما وصل له فرانسيس درايك، فبدأ عاملا على إحدى السفن، وسرعان ما ارتقى منذ رحلته البحرية الأولى إلى رتب الضباط، غير أن درجات المستقبل البحري بدت لخريج أكسفورد الطموح غاية في الطول. كان هنري ماينورانج ينتقل من ميناء إلى آخر، وتعي أذناه الكثير عن الإمكانات التي تفتحها حرفة القرصنة أمام من يتميزون بالشجاعة والحزم، فكان دائم الاستفسار من قدامى البحارة الذين يلتقي بهم في الحانات، حيث يجري الحديث هناك دون مواربة حول كل تفاصيل مهنة النهب البحري. وذات مساء التقى صدفة، في أحد المطاعم المنتشرة في الموانئ بمجموعة من البحارة الساخطين على ظروف العمل المحيطة بهم، وعن الأسطول الذي قرروا الفرار من الخدمة فيه، ثم احتراف القرصنة. غير أنهم عبروا عن حاجتهم إلى القائد المناسب، وبعد الصمت الطويل الذي قضاه مارينورانج منصتا إلى حديث البحارة دخل في النقاش، ثم أعلن قائلا: سوف أكون قبطانكم ... الموافق يتقدم.
سرعان ما أحاطت به طغمة
42
البحارة الذين راحوا يرشقونه بالأسئلة، وما إن انتهى الحوار، حتى جلسوا على ركبهم أمام الرجل الذي رفع نفسه قبطانا عليهم، ثم أقسموا - وهم يرفعون كئوس الروم - أن يخلصوا له، وألا يخرجهم عن طاعته إلا الموت.
عزم ماينورانج على الاستيلاء على سفينة ذات شراعين صغيرين يملكها تاجر من أنتفيرين، وقد كانت السفينة بالمناسبة راسية في ميناء بلايموت. كانت السفينة ما تزال مجردة من السلاح، وقد صنعت خصيصا لقراصنة البربر في الجزائر، كان طاقمها مكونا من خمسة عشر رجلا، يفترض أنهم قادرون على صد أي هجوم عليها، قرر مايتوانج بعد أن علم أن البحارة قد نزلوا في هذا المساء إلى الشاطئ بغية الاستمتاع بوقتهم، أن ينتهز الفرصة.
لقد تم تنفيذ الخطة بكل التفاصيل الدقيقة التي رسمها للقراصنة قائدهم الجديد. انقض ماينورانج على رأس عصبته التي لا يتجاوز عددها خمسة وعشرين رجلا على السفينة، ولم يكن عليها حينئذ سوى ستة أفراد، راحوا يغطون جميعهم في نوم عميق. اتخذ هنري ماينورانج كل الوسائل حتى يتجنب أدنى جلبة، حتى لا يثير انتباه البحارة على السفن المجاورة الراسية في الميناء. كان من الضروري التظاهر بأن سفينة التاجر الفلمندي تغادر ميناء بلايموت بكل اطمئنان وسكينة؛ إذ كان من المحتمل أن يتسبب أي عمل غير حذر، مهما صغر، في انهيار الخطة الماهرة بأكملها. عندما نفض الهولنديون عن مآقيهم آخر آثار النعاس، شاهدوا شفرات السكاكين مسلطة على رقابهم، فلم يبدوا أية مقاومة، وما هي إلا ربع ساعة حتى كانت السفينة في طريقها خارج الميناء.
من هنا بدأ هنري ماينورانج حياته في عالم القرصنة، كان عليه أن يحمل سيفه، وأن يتبع خطى درايك، وأن يبلغ المنزلة الرفيعة التي بلغها ذلك القرصان المشهور، فقرر أن يهاجم كل سفينة إسبانية تلقيها الأقدار في طريقه، دون أن تأخذه بها شفقة أو رحمة. على أن الأمر لم يكن ليتم على هذا النحو دون توفر قاعدة برية مأمونة.
Shafi da ba'a sani ba