Tarihin Fashin Jirgin Ruwa a Duniya
تاريخ القرصنة في العالم
Nau'ikan
في حب زوجها الأرستقراطي المتهم، والتي كانت تعد آنذاك واحدة من أجمل نساء فرنسا، تتمتع بنفوذ قوي لدى البلاط الملكي، على أن كل جهودها هي الأخرى ذهبت سدى، على الرغم من أنها أبدت استعدادها بأن تهب كل ما تملك في سبيل حرية زوجها. وعلى الرغم من غياب الأدلة وتأكيد أوليفييه دي كليسون على براءته، فقد جرت الإطاحة برأسه علنا في باريس، ثم أرسلت الرأس إلى نانت، حيث علقت فوق حائط المدينة ليشاهدها الجميع.
أقسمت جانا دي بلفيل أن تكرس ما تبقى من عمرها للانتقام من وطنها، فارتأت أن أفضل ما تفعله هو أن تشتغل بالقرصنة البحرية، وهكذا دخلت جانا عالم القرصنة تحت اسم ليدي كليسون، وسرعان ما قامت بتجهيز ثلاث سفن من حصيلة الأموال التي آلت إليها من بيع ممتلكاتها من حصون، وأراض ومجوهرات، ثم استأجرت قراصنة يتميزون بالشجاعة والقسوة.
قام ولدا جانا اليافعان بمساعدتها، بينما تصدت هي بنفسها لرئاسة الأسطول، وبالنار والسيف شنت ليدي كليسون حملاتها على المناطق الواقعة على سواحل فرنسا، وكانت تدمر السكان بلا استثناء. كما أغرقت كل ما صادفها من سفن دون أن تأخذها أدنى شفقة بأطقمها. ظل مصير ليدي كليسون مجهولا، وإن كان من الواضح أنه كان رهيبا تماما مثل المصير الذي آل إليه زوجها.
أحيانا ما كانت هذه الحكومة أو تلك، تسعى لاتخاذ إجراءات ضد القرصنة، وخاصة عندما يصل أمر الأخيرة إلى ذروته. وأحيانا كانت بعض الدول التي تتعرض للتهديد تلجأ لتوحيد جهودها في الصراع مع الشر، الذي كان قد ملأ الطرق البحرية. على أن إصدار مراسيم من شأنها مضاعفة العقوبات على أعمال القرصنة لم تكن كافية؛ إذ إن القائمين على حماية القانون وتوفير الأمن كثيرا ما كانوا يتقاضون الرشوة من القراصنة، الذين لم يكونوا يبخلون ببعض أموالهم في سبيل مصالحهم.
كان هناك تأثير آخر أكثر تدهورا تمثل في ممارسات عدد من الملوك الذين كانوا يتمتعون هم أنفسهم، إذا ما دعت الحاجة وخاصة وقت الحرب، لخدمات القراصنة؛ إذ كانوا يجندونهم للقيام بأعمال القرصنة لصالحهم. وهناك أمثلة عدة تبين لنا كيف أن أعتى القراصنة، الذين قاموا بالنهب والاغتصاب تحت راية الجمجمة والعظمتين المتقاطعتين، قد ارتقوا فجأة وبفضل مواهبهم الفذة في الملاحة، ليحوزوا مراتب الأبطال القوميين ومنقذي الوطن. كثير من هذه الحالات يمكن ملاحظتها في تاريخ إنجلترا بصفة خاصة.
عندما قرر الملك الإنجليزي هنري الخامس وضع حد لهذه الحروب المدمرة، عقد اتفاقا مع كل من فرنسا وإسبانيا، تلتزم بموجبه كل الأطراف بعدم اللجوء لخدمات القراصنة، كما ينص على القيام بأعمال مشتركة ضدهم. كان على كل مالك سفينة مسلحة أن يدفع - بناء على هذا الاتفاق - كفالة مالية ضخمة يتم بفضلها ضمان السلوك الملائم للقبطان وطاقمه في البحر، وبدونها لم يكن بإمكانهم مغادرة الميناء. ومن أجل أن يدعم الملك هنري الالتزامات الواردة بالاتفاق، قام بإصدار القوانين التي راعت العقوبات الصارمة على النهب البحري، وكان يمنح ما عرف باسم الشهادات الحديدية للسفن التي كانت تعمل بموجب هذه القوانين. تحسن الوضع، ولكن على نحو ضئيل للغاية، لأمد قصير جدا أيضا. أما في فترة حكم هنري السادس
38
فقد بلغت القرصنة مستويات لم تبلغها من قبل، حتى إن التجارة البحرية لم تدر أرباحا تذكر، وأصبحت المخاطرة بفقد البضائع العظيمة، حتى بدا أن إرسال هذه البضائع من لندن إلى فينيسيا بالطريق البري المضني، ثم شمالا عبر نهر الراين، ثم بعد ذلك عبر جبال الألب، أكثر ربحا من استخدام أقل الطرق البحرية تكلفة.
وفي فترة حكم هنري السابع،
39
Shafi da ba'a sani ba