Tarihin Fashin Jirgin Ruwa a Duniya
تاريخ القرصنة في العالم
Nau'ikan
ونتيجة للهجوم الذي كانت تقوم به الغواصات على السفن الأمريكية عند سواحل جرينلاند، أكد الرئيس روزفلت في رسالة له بتاريخ 11 أكتوبر 1941م، أي قبل دخول الولايات المتحدة الحرب، أن هذه العمليات تعتبر من أعمال القرصنة سواء من الناحية القانونية أو من الناحية الأخلاقية. وقد ظهرت بشكل خاص الأدلة المذهلة على أساليب القرصنة التي اتخذها الأسطول البحري النازي في إدارة الحرب إبان محاكمات نوربدج، إذا ثبت أن المسئولين الرئيسين عن تلك العمليات هما الأدميرال دينيس والأدميرال ريدير.
في اليوم الأول من شهر يناير عام 1940م أصدرت القيادة الألمانية أمرا بالهجوم على السفن التجارية اليونانية في منطقة الجزر البريطانية، وامتد الأمر ليشمل الهجوم على جميع السفن التجارية الموجودة في منطقة الخليج البريطاني، وبعد خمسة أيام أخرى كان على الغواصات الألمانية أن تقوم على وجه السرعة بالهجوم على أية سفينة موجودة في بحر الشمال دون استثناء. وأخيرا، ومنذ الثامن عشر من يناير عام 1940م سمح للغواصات الألمانية بإغراق أية سفينة تبحر بالقرب من شواطئ العدو دون سابق إنذار، ولم يستثن من هذا الأمر سوى السفن الأمريكية والسوفييتية والإيطالية واليابانية. لم يلجأ الألمان إطلاقا، وهم يدمرون السفن إلى إنقاذ ركابها، وقد تبين أثناء محاكمات نوربرج بصفة خاصة أن المتهمين قد أصدروا بذلك الصدد أمرا مستقلا.
إلى جانب ذلك فقد كان الأسطول الياباني الحربي يقوم هو الآخر بأعمال القرصنة، ففي الفترة من عام 1941 إلى 1944م، وعلى الرغم من المعاهدة المعقودة بين الاتحاد السوفييتي واليابان بشأن الحياد، فقد أخذت حكومة اليابان، الحليف السابق لألمانيا الهتلرية، تعمل بكل الوسائل على إعاقة الملاحة أمام السفن السوفييتية في الشرق الأقصى، ولم تسمح السلطات اليابانية للسفن السوفييتية باستغلال الطريق البحري الآمن المار عبر مضيق سانجار، بل قامت الغواصات اليابانية بإغراق كل من «أنجارستروي» و«كولا» و«إيلمين». وفي الفترة من سبتمبر عام 1941م وحتى عام 1944م احتجزت القوات المسلحة اليابانية 178 سفينة تجارية سوفييتية، واستخدمت السلاح في ثلاث حالات. وفي ديسمبر عام 1941م أطلق اليابانيون النيران من مدافع موجودة في هونج كونج على السفن «كريتشيت» و«سفير ستروي» و«سيرجي لازو» و«سيمفرويل»، وكان من نتيجة هذا القصف أن غرقت السفينة «كريتشيت»، بينما أصيبت السفن الأخرى بأضرار جسيمة. وأخيرا فإن الاعتداء على سفن ليست في حالة حرب في اليابان، لم يكن من الممكن النظر إليه وتقديره إلا من زاوية اعتباره عملا من أعمال القرصنة.
ما إن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، حتى عادت قرصنة الدول سيرتها الأولى في منطقتين تقليديتين من مناطق النهب البحري، هما: بحار الجنوب والبحر الكاريبي، ولكن هذه المرة بقيادة دولة إمبريالية كبرى هي الولايات المتحدة الأمريكية.
قراصنة من تايوان
في الأول من أكتوبر 1953م كانت السفينة البولاندية «براتسا»، تتجه إلى الشواطئ الصينية عبر مضيق تايوان، عندما حلق فوقها عدد من الطائرات المائية؛ مما دعا البحارة إلى الخروج إلى سطح السفينة. كانت هذه الطائرات تحوم على ارتفاع منخفض إلى حد أنه كان من الممكن قراءة العلامات المميزة على أجنحة الطائرات وأجسامها بسهولة بالغة، وهي علامات تؤكد انتماء الطائرات إلى «البحرية الأمريكية
U. S. Navy »، كان من الواضح أن الطائرات تلتقط صورا للسفن.
استمرت الطائرات الأمريكية تراقب السفينة «براتسا» وحتى الرابع من أكتوبر، بعدها بدأت طائرتان من طراز «داكتوتا» تابعتان لقوات شان كاي شيك في استكمال المهمة نفسها، وسرعان ما ظهرت في الأفق طائرتان حربيتان أيضا لقوات شان كاي شيك، اقتربتا من السفينة، ووجهتا له أمرا بتغيير مسارها مهددة بقصفها بالنيران إن هي لم تمتثل للأمر. وفي جاوسيون بتايوان جرى تفريغ حمولة السفينة من النفط إلى صهاريج متوسطة الحجم أمريكية الطراز. أما السفينة نفسها فقد اقتحمها فرقة من الجنود قادوها إلى أحد الموانئ الداخلية، واقتيد البحارة الصينيون من أعضاء الطاقم، وقد تم ربط بعضهم بالأصفاد على الفور.
وفي الثاني عشر من أكتوبر بدأ أحد العقداء في جيش شان كاي شيك في استجواب آدم ليفاندوفسكي الضابط البولندي. اتسم حديث العقيد بالخشونة، ولم يخل من التهديد. أما باقي أفراد طاقم السفينة الذين لم يكن لهم أدنى فكرة عن المصير الذي كان ينتظرهم، فلم يكن أحد قد مسهم بسوء بعد. أما جنود كاي شيك الذين كانوا يتولون حراسة السفينة، فقد كانوا يجيبون على أسئلة البحارة البولنديين بإجابات مبهمة، بل راحوا يحاولون إثارة الخوف في نفوس البولنديين بنشرهم الإشاعات عن إطلاق الرصاص على البحارة الصينيين، الذين كانوا من بين أعضاء طاقم «براتسا». في حين جرى عزل فونسوفسكي قبطان السفينة، وخضعت غرفته للحراسة. في نهاية شهر أكتوبر صعد على ظهر «براتسا» قوة من الشرطة، قامت بأخذ بصمات أصابع البحارة، كما لو كانوا مجرمين، وتبع ذلك هجوم نفسي؛ إذ راح الجنود بين الحين والآخر يوحون إلى البحارة المساجين بقرب إطلاق سراحهم، ثم ما يلبثون أن يفقدوهم هذا الأمل بعد عدة أيام. وفي يناير ظهر على السفينة رجلان في ملابس مدنية، أما الأول فكان يدعى مستر «لو»، أما الآخر فكان يدعى مستر «أو»، وقد اتضح فيما بعد أن «لو» هو مساعد رئيس شرطة تايوان السرية لشئون مكافحة الشيوعية. وأما «أو» فكان يتولى المهمة نفسها بالنسبة لميناء جاوسيون، كان كلا الرجلين يحضران إلى السفينة يوميا، ويقومان باستجواب الطاقم. كان البحارة البولنديون يرفضون الإجابة على الأسئلة التي تتعلق بالخدمة أو تمس الأسرار العسكرية.
كان الاستجواب يجري ببطء وبدقة متناهية، فيبدأ باستدعاء اثنين أو ثلاثة من البحارة لاستجوابهم يوميا. وعلى الفور أصبح واضحا أنهم يمدون مدة الاستجواب عمدا لإثارة الأعصاب، وكانوا طوال الوقت يلوحون للمعتقلين أنهم على استعداد لاعتبارهم لاجئين سياسيين، مع فتح آفاق العمل السهل والمرتبات العالية لهم على السفن الأمريكية، وفي الوقت نفسه كان البحارة يتعرضون في بعض المناسبات للإغراء بالفودكا،
Shafi da ba'a sani ba