Tarihin Fashin Jirgin Ruwa a Duniya
تاريخ القرصنة في العالم
Nau'ikan
في الواقع كان الفتى العاشق قد لقي حتفه منذ زمن بعيد، ولكن تم العثور على فتى إسباني آخر يدعى مارتينيز، كان يمتلك قاربا صغيرا ذا شراعين. كان مارتينيز كثيرا ما يلاحق بنظراته دولوريس وهي ترتاد شوارع البلدة، ويكتفي بزفرات الحسرة من بعيد؛ إذ كانت الفتاة هدفا لا يمكن الوصول إليه لمن كان في مثل وضعه، فلما بلغه نبأ اختطاف دولوريس، اهتزت جوانحه بشدة، وقرر أن يذهب بنفسه لإنقاذها من أيدي القراصنة، وكان هذا القرار محض جنون مطبق، لولا أن مارتيزنيز كان إسبانيا حتى النخاع، فلم يتراجع عن عزمه قيد أنملة.
واستطاع مارتينيز - بعد وصوله إلى خولو - أن يكتسب بسرعة ثقة وعطف التجار المحليين بالتوابل، والعطور، واللؤلؤ، ثم أخذ يقص عليهم بفصاحة إسبانية حقيقية مغامراته العاطفية الفريدة، كان مارتينيز يظهر هنا وهناك، لعقد صلات المعرفة اللازمة له، وبفضل شخصيته المرحة استطاع أن يأسر قلوب سكان البلدة من القراصنة.
وأخيرا وصلت أخبار البحار الشاب إلى بلاط ميرافال، وكان الرجل آنذاك يشعر بالملل من جراء المهاترات الفلسفية التي كانت تدور بينه وبين «آسام»، وكان عالما ذا لحية، يعمل لديه في قصره. قرر ميرافال أن يستبدل الفيلسوف بشخص مرح محب للحياة، فكان أن رأى أن خير من يصلح لذلك هو مارتينيز، ولا سيما أن وجود شخص من بلديات دولوريس يمكن أن يجلب إليها شيئا من السرور. وسرعان ما أصبح مارتينيز من رجال ميرافا في البلاط، وكاتما لأسرار دولوريس التي أطلعها على خطة الهرب، وسرعان ما حانت الفرصة، فقد اعتاد الموظف الكبير أن يصطحب معه مارتينيز من حين لآخر إلى إحدى الجزر القريبة لمتابعة عمل صائدي اللؤلؤ، وذات مرة طلبت دولوريس من ميرافال - بناء على نصيحة مارتينيز - أن يأخذها معه ... اندهش الرجل لهذا الطلب في البداية، ولكن لأن كل رغبة للمحبوب كانت بالنسبة له أمرا، فقد وافق على الفور.
أبحرت زوارق الموظف الكبير في المقدمة تتبعها سفينة مارتينيز، حتى وصلوا جميعا إلى جزيرة صغيرة، وهناك تظاهرت دولوريس بالتعب، وركنت للجلوس في ظلال النخيل على الشاطئ، في الوقت الذي ذهب فيه ميرافال لمتابعة صيد اللؤلؤ، وما إن ابتعد حتى انطلق مارتينيز ومعه دولوريس إلى أحد الزوارق، فركباه، ومنه انتقلا إلى السفينة الشراعية. في البداية لم تثر هذه التحركات أية شكوك لدى خدم ميرافال، ولكن عندما لاحظوا أن الهاربين فردا الأشرعة، سارعوا بإبلاغ سيدهم، ولقد حالف الشجاعين الحظ، فقد آزرتهما ريح قوية، وما هي إلا لحظات حتى اختفت السفينة الشراعية عن الأنظار.
أدرك ميرافال المحنك أن قوارب البراو الثقيلة لن تمكنه من اللحاق بسفينة شراعية خفيفة الحركة، ولكن - ودون أن يضيع الوقت - أبحر بها في اتجاه خولو، وهناك أسرج أفضل حصان في إسطبل السلطان، وانطلق به إلى الشاطئ الآخر من الجزيرة. كان يعلم جيدا أن مارتينيز مضطرا للدوران حول الجزيرة، ليسير متقدما نحو الرأس البارز لها، وإلا لما استطاع الوصول إلى أيلويلو.
لم يول مارتينيز ولا دولوريس اهتماما بمن يلاحقهما، فقد كانا على يقين من نجاحهما، كما أنهما لم يقدرا خبرة ومهارة قراصنة الملايو. لم يتبق أمامها سوى الجزء العلوي من جزيرة خولو وينتهي الأمر تماما، وإذا بالريح بغتة تهدأ، وأسوأ من هذا إذا ببراوات القراصنة تظهر لهم في الأفق. هنا أدرك مارتينيز على الفور أن وضعه لا رجاء فيه، على أنه قرر أن يخوض المعركة إلى نهايتها كما يليق بإسباني، اقترح على دولوريس أن تهبط إلى قمرة أسفل السفينة، وأخذ في إطلاق النيران نحو البراوات التي كانت تتجه نحوه بسرعة، وبعد أن نفدت ذخيرته نزل ليقف عند باب القمرة التي بداخلها دولوريس منتظرا قدوم القراصنة وفي يديه مسدسان. أما ما آلت إليه هذه المعركة فليس من العسير التنبؤ به.
عفا الموظف الكبير عن هروب محبوبته التي ارتضت مصيرها نهائيا، بل إنها بدأت بعد ذلك في ارتداء الملابس على طريقة نساء الجزيرة، وتدهن شعرها بزيت الزيتون، ويمضي الزمن، وتلد دولوريس لزوجها عددا من الأطفال. يحكي البحارة الأوروبيون الذين كانوا يأتون إلى جزيرة خولو أن شيئا من البدانة قد أصاب دولوريس، ولكنها ما تزال امرأة جميلة كسابق عهدها، وعندما كانوا يتحدثون إليها كانت تسألهم عن وطنها وعن أبيها، ولكنها لم تبد أية رغبة في ترك وطنها الجديد.
كنز جزيرة جريجان
تحتفظ جزيرة جريجان الصغيرة الواقعة ضمن أرخبيل ماربانا أيلاند في المحيط الهادي في أعماقها بكنز تبلغ قيمته مليونان من القروش الذهبية، ويرتبط مصير هذا الكنز باسم القرصان روبرتسون.
كان روبرتسون الأسكتلندي الأصل صريحا في كراهيته للإسبان ولإسبانيا، ولكل ما يمت لها بصلة، وقد لعب هذا الإحساس دورا حاسما في مصيره، خدم روبرتسون في الأسطول البحري في تشيلي، ثم في بيرو، وذلك إبان ثورة التحرر الوطني في أمريكا الجنوبية، وأظهر مهارة فائقة أهلته للوصول إلى رتبة قبطان. في عام 1822م، علم روبرتسون أن شخصا يدعى بينافيدس يقوم بقيادة عدد من فصائل قطاع الطرق واللصوص الإسبان والهنود، يساعدون الإسبان في حربهم ضد جيوش التحرر الوطني التشيلي والبيرواني، وأنه يجري إمداده بالسلاح في مكان ما من إقليم كونسيبسيون في شيلي. كان روبرتسون آنذاك قبطانا للسفينة «جلفارين»، فأبحر بها إلى مدينة أراوكا، حيث تمكن رجاله هناك من القبض على رجل إسباني يدعى باتشكيو، يعمل ضابطا للاتصال، كان عائدا لتوه من معسكر بينافيدس، ولما رفض الضابط أن يخبره بمكان الفدائيين، أمر روبرتسون بربطه إلى شجرة وجلده، وقد أحدث الضرب أثره بالفعل، تركه روبرتسون الإسباني، وانطلق يطارد بينافيدس، حتى عثر على فرقته، فباغته ليلا، وأسر سبعين شخصا، أمر بإعدامهم في الفجر، غير أن بينافيدس ومساعده الإيطالي ومارتينيلي تمكنا من الفرار، جرى القبض على بينافيدس بعد ذلك في ميناء توبوكالما، وأطيح برأسه، وبعد إعلان استقلال شيلي صدر قرار بالعفو عن مارتينيلي ورفاقه.
Shafi da ba'a sani ba