Tarihin Fashin Jirgin Ruwa a Duniya
تاريخ القرصنة في العالم
Nau'ikan
paks
.
الفصل السابع
قراصنة بحار الجنوب
نظرة سريعة إلى خارطة جنوب شرقي آسيا تكفي لأن يقتنع المرء بأن هذه المنطقة التي تنتشر فيها الجزر هنا وهناك، تمثل ساحة مثالية للنهب البحري، فالسفن هي وسيلة النقل والاتصال الوحيدة بين الجزر العديدة، فهي تمثل مصدرا مهما للثروة. أما الخلجان المعزولة فهي بالنسبة للقراصنة أوكار رائعة، ليس من المدهش أن تزدهر القرصنة في هذا الجزء من العالم.
تعود أصول القراصنة الذين بدءوا في احتراف مهنتهم عند سواحل الصين وأستراليا إلى أهالي الملايو وإلى الدياكي بصفة أساسية، والدياكي صيادون سيئو السمعة، كانوا مجرد قبيلة من الصيادين والمحاربين في الوقت الذي كان فيه أهالي الملايو - الذين استقروا في جزيرة بورنيو - ملاحين ذوي خبرة حقيقية، على أن الدياكي انضموا بمضي الوقت إلى مجتمع قراصنة الملايو الذين قبلوهم بينهم، لما وجدوهم يتمتعون بمزايا المقاتلين الشجعان الرفيعة.
كان احتكار الشركات الأوروبية للتجارة وراء انتعاش القرصنة في هذه المنطقة، التي عمل سكانها منذ قديم الزمان كوسطاء في تبادل البضائع بين الشرقين الأقصى والمتوسط، بين الصين واليابان من ناحية، وفارس والجزيرة العربية من ناحية أخرى. بظهور الأوروبيين في المنطقة ساءت حركة الملاحة البحرية، وباءت التجارة بالكساد، ومن ثم بدأ تجار الملايو في ممارسة التهريب الذي سرعان ما تحول إلى نهب بحري صريح.
كان أول ضحايا قراصنة الملايو هي قوارب وجونكات مواطنيهم أنفسهم؛ إذ إنها لم تكن مسلحة تسليحا جيدا على غرار السفن الأوروبية. وبمرور الوقت سمحت الثروات التي جمعها القراصنة أن يمتلكوا جزرا بأكملها، أسسوا فيها دويلات صغيرة تعيش على النهب، فبعد أن استولى قراصنة الملايو على جزيرة سولا، وسواحل برناويس، وسلطنة بورنيو الشمالية، وكذلك على سواحل جزر مولوكا، مدوا نشاطهم إلى المحيط الهندي، فصاروا يهاجمون سفن الدول الاستعمارية التي كانت تدعم خطوط الاتصال بين كل من المستعمرات الآسيوية والدول المستعمرة الأم في أوروبا. كان لهذا الأمر صدى كبير في بريطانيا وهولندا والبرتغال، تلك الدول التي كانت تجني أرباحا هائلة من وراء مستعمرات في جنوب آسيا.
يعد القرصان «راجا» أحد أشهر قراصنة هذه المنطقة، وقد ظل لمدة سبعة عشر عاما يفرض سلطانه على مضيق «مكاسار»، الذي يفصل بين جزيرتي بورنيو وسيليبيس، وبفضل ما اجتمع له من صفات الشراسة، والإقدام، والذكاء، اشتهر باسم «أمير القراصنة».
في عام 1813م نجح «راجا» في مهاجمة ثلاث سفن إنجليزية والاستيلاء عليها، بل قام هو نفسه بالإطاحة برءوس قباطنتها، وسرعان ما أرسل الإنجليز بعد هذا الحادث سفنهم الحربية لمطاردة راجا، لم يأل الهولنديون جهدا في تقديم المعونة للإنجليز؛ إذ إن ممتلكاتهم في باتافيا (جاكارتا الآن) كانت تتعرض لهجمات منظمة من قبل «أمير القراصنة»، على أن هذه الحملة التأديبية لم يكتب لها النجاح.
Shafi da ba'a sani ba