Tarihin Fashin Jirgin Ruwa a Duniya
تاريخ القرصنة في العالم
Nau'ikan
وربما كان من الصعب العثور على قائد عام آخر للحملة العسكرية أسوأ منه؛ فقد كان ماتيوز يمتلك قدرا كبيرا من الشجاعة، مع غياب تام للتفكير السليم. كان نزفا، ليست لديه على الإطلاق قدرة على التآلف مع غيره من الناس، كما كان يتميز على وجه العموم بالقسوة.
غادر ماتيوز مدغشقر على ظهر السفينة «لابون». ولما لم يلتق في طريقه بالقراصنة، اتخذ مساره مباشرة نحو بومباي دون أن ينتظر السفينتين «سالزبوري» و«اكزيتر»، اللتين كانتا عليهما أن تقدما له المساعدة. كان ماتيوز لدى إبحاره قد سلم أحد مواطني الجزيرة خطابا موجها للقبطان كوكبني، قبطان «سالزبوري» عرض فيه تفصيلا خطة العملية كاملة، وما إن غادرت «لايون» الميناء، حتى حصل اثنان من القراصنة هما: تايلور، ولبابوش على هذا الخطاب، ثم أسرعا بتسليمه إلى «جهة معينة».
ما إن وصل ماتيوز إلى بومباي، حتى دب الشجار بينه وبين المحافظ، حول من الذي عليه أن يؤدي التحية أولا للآخر. وبسبب سلوكه المتعجرف، اكتسب ماتيوز عداء كل موظفي الشركة، وأصبح الصدام بينه وبين ضباط الأسطول في بومباي ظاهرة يومية. لو لم يكن سلوك ماتيوز على هذا النحو، لاستقبل مجيئه من أجل الاستعداد للعمليات الإنجليزية-البرتغالية المشتركة، ضد قلعة آل أنجريا الرئيسية - ألبياج - استقبالا حافلا. على أن ماتيوز ضرب قائد القوات البرتغالية إبان مشاجرة ما بينهما على وجهه بالسوط، فما كان من الأخير؛ إلا أن غادر حلفاء الإنجليز تاركا إياهم وحدهم في حومة المعركة.
انتهت الحملة على القراصنة، تلك الحملة التي كان ينبغي لها أن تكون نهاية الإعداد الطويل، الذي قام به المحافظ بون بفشل ذريع، غير أنه أنزل على أية حال بقراصنة مالابار خسائر أكبر من التي أنزلها بهم أي من الذين سبقوه. في التاسع من يناير عام 1722م أبحر ماتيوز عائدا إلى إنجلترا، وقد تعرضت سفنه الثلاث - عند مرورها بمحاذاة الساحل - لهجوم القراصنة، ولكنه نجح في التصدي لهم، وعلى مدى اتساع جزيرة أندجيدف، قاد ماتيوز معركته الأخيرة ضد القراصنة، بعد أن انتزع من أيديهم سفينة كانوا يهاجمونها آنذاك.
وفي عام 1729م توفي كونادجي أنجريا تاركا خمسة أبناء ما لبثوا أن تنازعوا ميراث أبيهم. استغل البرتغاليون هذا الظرف، فعقدوا حلفا مع أحدهم أولا، ثم أعقبوه بحلف مع آخ آخر. لكن البرتغاليين لم يهتموا بكسب ود أكثر الإخوة موهبة، وهو تولادجي، الأمر الذي كان سببا في انهيار خططهم. نجح تولادجي في زمن قصير في توحيد ميراث أبيه وزيادته. وفي السنوات التالية دار الصراع الشرس من أجل السيطرة على المياه الهندية بشكل رئيس بين تولادجي وبين الإنجليز، حيث إن سيطرة البرتغال، وهولندا، وفرنسا، على شبه الجزيرة الهندية كانت قد مالت للانهيار.
أعطت النزاعات الداخلية لأسرة أنجريا لشركة الهند الشرقية عشرين عاما لالتقاط الأنفاس، نجحت إبانها في بناء أسطول من سفن النقل حسن التسليح، قادر على مقاومة القراصنة، وكانت هذه السفن من طراز جديد تماما، واستطاعت أن تحقق انتصارات عدة عندما التقت بلصوص البحار، على أنه بعدما وطد تولادجي سلطته، بدأ من جديد عمليات نهب تكللت بالنجاح، فقد هاجم ذات مرة قافلة من السفن الإنجليزية، كانت تسير تحت حراسة شديدة، واستطاع - على الرغم من النيران التي أطلقتها عليه سفينتان حربيتان - أن يستولي على خمس سفن شراعية، وفي عام 1749م، وبعد معركة استمرت من الظهيرة إلى منتصف الليل، وقعت في يده أفضل سفينة كانت في خدمة بريطانيا في بومباي، وهي السفينة «ريستورشن».
ولم يمض زمن طويل حتى بسط هذا القرصان سلطانه على ساحل مالابار بأسره، ولو لم يتم إرسال نجدة من أربع سفن حربية مسلحة أفضل التسليح من مدارس تم تخصيصها لحماية بومباي، لأصيبت الملاحة التجارية في هذا الميناء بالشلل التام. عندئذ فقط أدركت الشركة أن الوسيلة الوحيدة الفعالة للدفاع عن سفن النقل هي حراسته بسفن حربية مسلحة تسليحا جيدا تعمل بانتظام.
على أية حال، لم تكن السفن الإنجليزية وحدها هي التي تعاني من هجوم قراصنة مالابار عليها، فقد كان البرتغاليون، والهولنديون، هم أيضا يفقدون كل عام عددا كبيرا من سفنهم التجارية العاملة في المحيط الهندي. وكانت أكبر خسارة حلت بالهولنديين في عام 1754م عندما استولى القراصنة على إحدى السفن المحملة بالذخائر، وبعد معركة حامية الوطيس أغرقوا سفينتين أخريين.
نظرا لتعاظم قوة الاحتلال البريطاني في الهند، فقد بدأ نفر من القراصنة الهنود في السعي نحو عقد اتفاقات مع السلطات في بومباي، وبمرور الوقت أرسل حتى تولادجي الجبار مبعوثيه إلى بومباي عارضا المصالحة. لا شك أن شروطه كان من الممكن قبولها في ذلك الزمن، عندما كان أبوه ما يزال على قيد الحياة. أما الآن فقد تغيرت موازين القوى بشدة لتميل لصالح المحتل الأجنبي؛ ولهذا السبب قوبل العرض الذي تقدم به تولادجي بإعطاء السفن الإنجليزية «شهادة حديدية»، تكفل لها الحق في الملاحة الحرة في المياه التي يسيطر عليها القراصنة برفض قاطع.
في عام 1739م عقد الإنجليز اتفاقا مع دولة ماراتهي الواقعة جنوب غربي الهند، بشأن النضال المشترك ضد القراصنة برا وبحرا. وفي الثاني والعشرين من مارس 1755م أبحر الأسطول الموحد البالغ قوامه خمسين سفينة من مختلف الطرز بقيادة وليم جيمس، الذي ظل يقود القوات البحرية لإنجلترا في هذا الإقليم لمدة أربع سنوات باتجاه سافاندورج التي يحتلها القراصنة. وفي التاسع والعشرين من مارس بلغ الأسطول المكان المحدد، لم يعقد القراصنة عزمهم على الدخول في معركة، وإنما لاذوا بالفرار. إبان المطاردة التي استمرت طوال اليوم التالي، وجد الأسطول نفسه مشتتا في البحر الواسع الممتد، عندئذ أصدر جيمس أمره - بعد أن ترك عقب المطاردة - بالعودة إلى سافاندورج.
Shafi da ba'a sani ba