Tarihin Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Nau'ikan
1
أعطى الإمبراطور هدنة ليوفر الدم فيما إذا رضي العدو بعقد صلح نهائي، إلا أنه ما لبث أن شعر بأن للعدو فكرة أخرى، وأن المداولات ليست إلا حيلة حربية لإرقاد انتباهه.
في السابع منه، الساعة التاسعة صباحا ، أتيح لجحفل من الكوزاك عضدته كتيبة من الخيالة الروسيين أن تثني الصفوف الأولى من جيش الأمير مورات، وتحدق بفيشو، وتأخذ خمسين رجلا من مشاة الفرقة السادسة، في ذلك النهار اتجه إمبراطور روسيا إلى فيشو، واتخذ الجيش الروسي مركزا له وراء هذه المدينة.
كان الإمبراطور قد أرسل معاونه الجنرال سافاري ليهنئ إمبراطور روسيا عند وصوله إلى الجيش. وفي حين كان الإمبراطور يستطلع عن عدد الأعداء المعسكرين في فيشو، عاد إليه الجنرال سافاري شاكرا إمبراطور روسيا على ما أبداه نحوه من الحفاوة والإكرام، ومثنيا على الغرندوق قسطنطين لحسن اعتنائه به، ولكن كان من السهل عليه أن يدرك، من المباحثات التي جرت بينه وبين الحاشية المحيطة بإمبراطور روسيا، أن الشكوك والتهور والطيش ستسود في الديوان العسكري كما سادت في الديوان السياسي.
إن جيشا تلك إدارته لا يلبث أن يرتكب هفوات. أما الإمبراطور فأعطى في الحال أمرا للجيش بالتقهقر، كم ينهزم، واتخذ مركزا حسنا على مسافة ثلاثة فراسخ إلى الوراء، وشرع يجتهد في تحصينه وتنظيم الكتائب فيه.
ثم بعث إلى إمبراطور روسيا يطلب مقابلة، فأرسل إليه هذا معاونه دولكوروكي، الذي استطاع أن يلاحظ تحفظ العسكر الفرنسي وضعفه؛ إذ إن موقف الحرس الكبير والتحصينات التي كانت تجرى بسرعة أرت الضابط الروسي جيشا نصف مغلوب.
إن الإمبراطور، الذي لم يكن من عادته أن يستقبل المداولين في معسكره العام بتحزر واحتراس، اتجه بنفسه إلى مكان الجيش حيث اجتمع بالضابط الروسي الذي، بعد أن حياه، أراد أن يلج معه مسائل سياسية. إلا أن الإمبراطور لم يلبث أن تبين له أن الضابط يخبط خبط عشواء في كلامه المجرد من أية معرفة بمصالح أوروبا وموقف البر. كان الضابط، بكلمة واحدة، بوقا صغيرا تنفخ إنكلترا به. فأخذ يخاطب الإمبراطور مخاطبته لضابط روسي دونه مقاما وقدرا، ثم عاد إلى الإمبراطور إسكندر، وملء زعمه أن الجيش الفرنسي على وشك الانكسار. ولقد يدرك، كم تحمل الإمبراطور من ذلك الضابط، من علم، أن هذا عرض عليه في نهاية الحديث، أن يتخلى عن بلجيكا ويضع التاج الحديدي على رأس ألد أعداء فرنسا.
في العاشر من الشهر أبصر الإمبراطور بفرح عظيم من أعلى معسكره الجيش الروسي يحاول على قيد رميتي مدفع أن يحول ميمنته، وتبين له إذ ذاك إلى أي حد ضلل جهل الفن الحربي عمدة ذلك الجيش، ولقد قال مرارا: «سيصبح هذا الجيش في قبضتي قبل غد مساء.»
على أن شعور العدو كان يختلف اختلافا بينا، فكان يدنو من حرسنا الكبير إلى مسافة رمية غدارة، غير خائف إلا من أمر واحد وهو أن يفلت منه الجيش الفرنسي. أما الجيش الفرنسي فكان يعالج إبقاء هذه الفكرة في مخيلة العدو. وبعد هنيهة زحف الأمير مورات، مع فرقة قليلة من الخيالة، إلى السهل وما لبث أن عاد بسرعة مظهرا استغرابه من قوى العدو الهائلة. كان كل ذلك يرمي إلى إضلال القائد الروسي وإثباته في وهمه. وفي المساء أراد الإمبراطور أن يزور الجيش مقنعا، إلا أنه لم يكد يخطو بضع خطوات حتى كشف أمره. لا يمكن وصف الفرح الذي استولى على الجنود لدى رؤية الإمبراطور. رفعت فوانيس من القش على ألوف من الخشبات الطويلة، ومثل ثمانون ألف رجل أمام الإمبراطور يحيونه بالهتاف الشديد، وما هي إلا ثوان قلائل حتى دنا منه أحد الجنود القدماء وقال له: «مولاي، إنك لن تعرض نفسك، وإني لأعدك باسم الجيش، بألا تحتاج إلى القتال بسوى العيون، وإننا سنحمل إليك غدا أعلام الجيش الروسي لنحتفل بمهرجان تتويجك.» وعندما دخل الإمبراطور إلى معرسه، وهو كوخ بناه له الجند من القش، قال: «هذه أجمل ليلة في حياتي، ولكني أفكر بأسف أني سأفقد عددا كبيرا من هؤلاء البواسل.» لو قدر للعدو أن يرى هذا المشهد لقطع به، ولكنه بقي مستمرا في الإسراع إلى حتفه.
قام الإمبراطور باستعداداته الحربية بأسرع ما يكون، فأرسل المرشال دافو إلى دير رايجرن مع فرقة من فرقه وأخرى من الرماحة ليحجز الجناح الأيسر من العدو، وأعطى المرشال لان قيادة الميسرة، والميمنة إلى المرشال سول، والوسط إلى المرشال برنادوت، والخيالة جميعها إلى الأمير مورات. كانت ميسرة المرشال لان مستحكمة في سانتون، وهي مركز عظيم حصنه الإمبراطور ووضع فيه ثمانية عشر مدفعا، وعهد بحراسته إلى فيلق المدفعية الخفيفة السابعة عشرة. وكانت فرقة القائد سوشه تؤلف ميسرة المرشال لان، وفرقة القائد كافاريللي تؤلف ميمنته المدعمة بخيالة الأمير مورات. وكان أمام هذه فرقتا الهوسار
Shafi da ba'a sani ba