Tarihin Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Nau'ikan
بعد مرور خمسة وعشرين يوما من التتويج افتتح الإمبراطور جلسة الفرقة التشريعية، قال: «أيها الأمراء، والحكام، والجنود والمواطنون، ليس لنا جميعا في حياتنا إلا غاية واحدة، هي صالح الوطن، وإن كان هذا العرش الذي أصعدتني إليه الحكمة العلياء وإرادة الأمة عزيزا في نظري؛ فذلك لأنه يستطيع وحده أن يدافع عن مصالح الشعب الفرنسي المقدسة.
إن ضعف السلطة السامية إنما هو بلية الشعوب. لم يكن لي وأنا جندي أو قنصل أول إلا فكرة واحدة، أما وأنا إمبراطور فلم يبق لي غيرها وهي سعادة فرنسا. لقد أتيح لي حظ كبير بتمجيدها بالانتصارات وتثبيتها بالمعاهدات، وإنقاذها من الفتن الأهلية، وتنشيط العادات والمجتمع والدين فيها. وإني لعلى يقين، إذا لم يدهمني الموت في وسط أعمالي، أن أترك للأجيال ذكرا يكون مثلا أو تأنيبا لخلفائي.
سيفصح لكم وزير داخليتي عن بيان موقف الإمبراطور.»
عند هذا أخذ السيد ده شانيانيي الكلام فتكلم عن الأمن في فرنسا، وعن عظمتها وفلاحها بعد تلك الاضطرابات العديدة التي مرت عليها، وتكلم أيضا عن الكهنة والرعاة الصالحين من مختلف المذاهب الذين اتحدوا جميعا في محبة الوطن والإعجاب بنابوليون، وعن وضع الشرائع الجديدة التي اشتهرت كعمل جميل في كل مكان، وعن مدارس الحقوق التي قرب عهد افتتاحها، والمدرسة الحربية، ومدرسة الفنون والصنائع في كومبياني التي تترقى من يوم إلى يوم، وعن النبوغ الفرنسي المستعد لتوليد الروائع في جميع فروع العلوم والآداب والفنون وقد وضعت له جوائز لدفعه إلى الأمام وتنشطيه، وعن إنشاء الجسور والطرق، وتكلم أيضا عن مدينة جديدة شيدت في الفانده (نابوليون فانده) لتكون مهد الأنوار، ومركزا لحراسة نشيطة أكيدة، وعن التجارة التي أعيدت إلى شاطئ الرين الأيسر فأعطت مايانس وكولونيه جميع عائدات المخازن، وعن الصناعة الفرنسية التي تمد أصولها من يوم إلى يوم وتدفع الصناعة الإنكليزية بعيدا عن الحدود الفرنسية بعد أن قدر لها أن تضارعها في كل ما يئول إلى مجدها ونشاطها، وعن الزراعة الناشئة من يوم إلى يوم، وتكلم أخيرا عن الثروة الحقيقية النامية في جهات الإمبراطورية جميعها، ثم بعد ذلك حقق الوزير أن عدد المحتاجين في العاصمة إنما هو أقل باثنين وثلاثين ألفا مما كان عليه عام 1791.
أما حالة مستعمرات فرنسا فقد كانت أقل فلاحا بسبب الحرب البحرية، وأما علاقاتها الدولية مع سلطات البر فقد كانت ودية في الظاهر فقط؛ لأن ذلك الصلح إنما كان يحضن الحرب دائما.
في اليوم الثاني من شهر كانون الثاني عام 1805 اتجهت الفرقة التشريعية بلباسها الرسمي إلى مقابلة الإمبراطور لترفع إليه عرض حال دس فيه الرئيس السيد ده فولتان، بالرغم من تذمر أكثرية رفاقه، هذا الاصطلاح القديم: «الأشخاص المطيعون»، وبعد أيام قلائل جرى تدشين تمثال نابوليون الذي صنعه الحفار شوده، في مكان جلسات النواب، وفي تلك الحفلة ألقى السيد ده فوبلان، أمين صندوق هذه الفرقة، أمام الإمبراطور والإمبراطورة وكبراء الإمبراطورية، خطبة ابتدأها هكذا: «أيها الأسياد، لقد كللتم إنجاز مجموعة القوانين الملكية بعمل يدل على الإعجاب ومعرفة الجميل؛ إذ إنكم رفعتم تمثالا للأمير العظيم الذي أنجزت إرادته الصلبة هذا العمل الكبير، في الوقت نفسه الذي نشر فيه ذكاؤه الواسع أسمى شعاع من النور على هذا الجزء من التنظيمات البشرية النبيلة. إنه ليبرز في هياكل الشرائع مزين الرأس بهذا الإكليل الظفري الذي منطقه به النصر متفائلا له بعصابة الملوك ...
إن كان الثناء يفسد ضعفاء النفوس فإنه غذاء النفوس الكبيرة ...
من يستحق أكثر من نابوليون الشرف السامي الذي تخصصونه له اليوم وستخصصه له الأجيال فيما بعد؟»
ثم جاء دور السيد ده فونتان فلم يكن ثناؤه أقل جمالا؛ إذ قال: «إن المجد لينال دائما أحق جزاء، وتنال السلطة في الوقت نفسه أنبل تثقيف . إن هذا التمثال لم يشيد للقائد الكبير، ولا لقاهر الشعوب العديدة؛ فإن الفرقة التشريعية قد وقفته لمصلح الشرائع، وإن العبيد المضطربين، والأمم المقيدة لا يخشعون على أقدام هذا التمثال، ولكن الأمة الكريمة ترى فيه بغبطة ملامح منقذها. ألا فلتبل التماثيل المشيدة بالكبرياء والتملق! ولتكرم معرفة الجميل تلك التي تكون جزاء البطولة والحسنات.» وبعد وقت قصير ختمت الفرقة التشريعية جلستها. أما الاختتام فقد لفظه السيد ده سيغور، مستشار الدولة، الذي بعد أن ذكر في خطبته، ولكن بشكل مختلف، تلك العجائب التي تكلم عنها لاسيبيد، وفرنسوا ده نوشاتو، وفوبلان، وفونتان وغيرهم، ردد على مسمع النواب الكلمات التي فاه بها الإمبراطور عند افتتاح هذه الجلسة: «أيها الأمراء، والحكام، والجنود، والمواطنون، ليس لنا جميعا إلا غاية واحدة، هي صالح الوطن.»
إلا أن نابوليون كان يعلم أن هذا الصالح، إنما يتطلب قبل كل شيء سلاما مكينا مستديما، سلاما أوروبيا حقيقيا لا تستثنى إنكلترا منه، فتناسى عند ذلك الخيبة التي لقيتها رسالة القنصل الأول إلى الملك جورج الثالث، وعالج تجربة أخرى بصفته إمبراطورا. فكتب إلى هذا الملك في الثاني من كانون الثاني عام 1805 ما يلي: «أخي، دعتني إلى العرش الحكمة السامية، وتصويت الشيوخ والشعب والجيش، فإذا بميلي الأول رغبة في السلام. إن فرنسا وإنكلترا تتصرفان بسلاحهما تصرفا مطلقا فهما تستطيعان أن تتخاصما قرونا طوالا. ولكن، أتقوم حكومتاهما بالواجب المقدس قياما صحيحا؟ أو لا يبكتهما ضميرهما على ذلك الدم المهروق من غير فائدة وغاية؟ إنني لا أتهيب عارا، ولقد برهنت للعالم طويلا أنني لا أخشى عاقبة حرب؛ إذ إن الحروب لم تخيب أملي حتى الآن فأخشاها. إن السلام إنما هو أمنية قلبي، ولكن الحرب لم تعاكس مجدي بعد ...»
Shafi da ba'a sani ba