Tarihin Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Nau'ikan
بونابرت خارج الشريعة!» ووثب بعض النواب من كراسيهم واندفعوا لملاقاة القائد ليوبخوه على تدنيسه مجمع الشرائع، وقال له بيكونه: «ماذا تفعل أيها المتهور؟ انسحب من هنا!» وبما أن هذه المظاهرة كانت عمومية، وجد بونابرت نفسه، وهو لا يزال متأثرا من المقاومة غير المنتظرة التي صادفها في مجلس القدماء، عاجزا عن مصادمة هذه الضوضاء الجديدة الأكثر إهانة من الأولى، فعاد إلى موكبه بسرعة واتجه به إلى وسط الكتائب حيث رأى نفسه في حرز أمين، وعادت إليه ثقته وجسارته ساعة رأى لوسيان بونابرت الذي اضطر إلى ترك الرئاسة لرفضه التصويت لأجل نفي أخيه حاملا إليه ليس مساعدة السلطة التي تجرد منها في وسط المجلس والتي استمر على دعمها في الخارج فحسب، بل نجدة فصاحته الخطابية، وشجاعته ونشاطه.
صعد لوسيان على جواده فجال بين صفوف الجنود، وصرخ بنبرات رجل لا يزال أمام عينيه مشهد الخناجر والقتلة قائلا:
أيها المواطنون والجنود
إن رئيس مجلس الخمس المائة يصرح لكم أن أكثرية هذا المجلس إنما هي الآن مهددة بهول بعض ممثلي الشعب القتلة الذين يحاصرون المنابر، يعرضون الموت على رفاقهم، ويتعمدون أشياء فظيعة!
إنني أصرح لكم أن هؤلاء القتلة الجسورين الذين هم ولا شك أجراء إنكلترا يتمردون على مجلس القدماء، ويتجاسرون أن يقولوا بوضع القائد المكلف بتنفيذ الأمر الذي بيده خارج الشريعة، كأننا لا نزال في عهد حكمهم الفظيع الذي تكفي فيه كلمة «خارج الشريعة» لأن تسقط رءوس أعز أبناء الوطن.
إنني أصرح لكم أن هذا العدد القليل من الساخطين إنما هو الذي وضع نفسه خارج الشريعة بتعديه على حرية هذا المجلس.
فباسم الشعب الذي هو منذ سنوات عديدة لعبة أبناء عهد الهول المساكين، أفوض إلى المحاربين إنقاذ أكثرية ممثليهم، حتى إذا ما تملصت من الخناجر بالحراب يتاح لها أن تتشاور في مستقبل الجمهورية.
أيها القائد، وأنتم أيها الجنود، وأنتم أيها المواطنون أما أنكم لن تعرفوا شارعين لفرنسا غير الذين يتألفون حولي، أما الذين يلبثون في الأورنجري فلتخرجهم القوة! فهؤلاء القتلة لم يبقوا ممثلي الشعب، بل هم ممثلو الخنجر! ألا فليلصق بهم هذا اللقب، وليتبعهم حيث ذهبوا! وعندما يتجاسرون على الظهور أمام الشعب فلتشر إليهم الأصابع جميعها تحت هذا اللقب المستحق: ممثلو الخنجر! ... لتحي الجمهورية!
بقي الجنود متمردين أمام هذا الكلام، فلكي يبتهم لوسيان زاد على قوله: «أقسم أن أبقر بطن أخي إذا تجاسر يوما أن يثلم حرية فرنسا!»
هذا القسم الذي لفظ بشدة فاز على تردد الجنود، لكن بونابرت لم يشر إلى مورات بأن يمشي على رأس الحرس ويشتت التمثيل الوطني من غير قلق ملك عليه. إلا أنه، وقد خاب أمله بالحصول على رغباته من وراء نفوذه وخطبه، صحت عزيمته على حل المجلس بالقوة، وما هي إلا هنيهة حتى أخليت القاعة.
Shafi da ba'a sani ba