Tarihin Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Nau'ikan
وجاء في وصف مواقع سان جورج وأنكيازي وفافوريتا التي شهرت ضد القائد بروفيرا ما يلي: «في موقعة إنكياري الثانية تقدم قائد فرقة الرماحة النمسوية أمام فرقة الخيالة التاسعة وصرخ قائلا: «سلموا»، فأوقف المواطن دو فيفيه فرقته وصرخ في القائد العدو قائلا: «تقدم واقبض علي إذا كنت شجاعا!»
عند هذا توقفت الفرقتان، وانقض القائدان كل منهما على الآخر، فأصيب العدو بضربتي حسام، وتقاتلت الفرقتان، فأسفرت النتيجة عن انكسار فرقة الرماحة وأسرها برمتها ...
في السابع والعشرين، ساعة قبل طلوع النهار، هجم الأعداء على الفافوريتا في حين كان ورمسر يهجم على خطوط المحاصرة من سنت أنطوان، فقيض للقائد فيكتور وهو على رأس الفرقة السابعة والخمسين، أن يقهر كل من كان أمامه، واضطر ورمسر أن يعود إلى مانتو وهو يكاد يخرج منها تاركا ساحة القتال ملأى بجثث القتلة وأسراء الحرب، إذ ذاك أشار سيروريه إلى القائد فيكتور وفرقته السابعة والخمسين، بأن يتقدموا إلى الأمام لكي يحصروا بروفيرا في ضاحية سان جورج ويضربوا حلقة عليه، كانت صفوف الأعداء في بلبلة وتشويش، فالخيالة والمشاة والمدفعية كانت كلها مختلطة بعضها ببعض، فلم يثن الفرقة السابعة والخمسين حائل، فاستولت من جهة على ثلاثة مدافع، ومن جهة أخرى أنزلت خيالة العدو عن جيادها، في هذا الوقت، طلب القائد المحترم بروفيرا أن يسلم، وكان يثق بكرمنا وظل عند ثقته، فأوليناه التسليم مع شروط سأرسل إليكم تفاصيلها: ستة آلاف أسير بينهم جميع متطوعي فيينا، وعشرون مدفعا، تلك هي ثمرة هذا النهار المشهود.»
إذن فجيش الجمهورية قد ربح في مدة أربعة أيام ثماني مواقع وخمسة وعشرين ألف أسير، بينهم ملازم عام وقائدان ومن اثني عشر إلى خمسة عشر أميرالاي إلخ، وغنم عشرين علما، وستين مدفعا، وقتل أو جرح لا أقل من ستة آلاف رجل.
هذه البلايا العديدة هيأت ورمسر إلى تسليم لا مناص منه، وأفهمته أن حصار مانتو سينتهي أمره كما انتهت جميع مشاريع الجيش الجمهوري.
عندما وضعت مسألة التسليم على بساط البحث أرسل القائد كلينو معاونه الأول إلى القائد سيروريه، الذي كان في روفيربللو، والذي لم يشأ أن يصغي إلى أي طلب كان من غير أن يبلغه إلى القائد العام، فمر في خاطر نابوليون أن يحضر المفاوضة متسترا، فجاء إلى روفيربللو فالتف بمشلحه وجلس يكتب في حين كان كلينو وسيروريه يتناقشان، كان يعين شروطه التي سيقدمها إلى ورمسر، وعندما انتهى منها قال للقائد النمسوي الذي كان ولا ريب قد ظنه كاتبا بسيطا من فرقة الضباط: «لو كان لدى ورمسر مؤنة ثمانية عشر أو عشرين يوما لا غير وفاوض في أمر تسليمه لما كان استحق شرطا واحدا من الشروط المكرمة.» ثم أدى الورقة إلى سيروريه وهو يقول: «هذه هي الشروط التي أمنحه إياها، ستقرأ فيها أنني أهبه حريته الشخصية؛ لأني أحترم شيخوخته ومزاياه؛ ولأني لا أود أن يصبح ضحية أصحاب الدسائس الذين يعملون على إهلاكه في فيينا، فإذا فتح أبوابه غدا تبقى له الشروط التي كتبتها الآن، وإذا تأخر خمسة عشر يوما أو شهرا أو شهرين تبقى له أيضا الشروط نفسها، إنه يستطيع فيما بعد أن ينتظر حتى آخر قطعة من الخبز، إنني مسافر في الحال لأعبر البو، وزاحف إلى روما، لقد عرفت مقاصدي فاذهب وبلغها إلى قائدك.»
أما كلينو فإنه دهش دهشا عظيما لوجوده في حضرة القائد العام وطفح قلبه إعجابا وجميلا لما سمعه، فصرح أن ورمسر لم يبق لديه إلا مؤنة ثلاثة أيام لا غير، وأما المرشال ورمسر فإنه لم يكن أقل إحساسا من معاونه ساعة تناهى إليه ما حدث في مفاوضة روفيربللو، فأظهر معرفة جميل لنابوليون بأن أطلعه على مؤامرة تسميم كانت تعقد ضده في رومانية.
9
بعد ثلاثة أيام من تسليم مانتو اتجه نابوليون إلى إيطاليا مع فرقة من الجنود، ونشر في بولونيا في السادس من شهر شباط عام 1797 نداء نأخذ أوله: «إن الجيش الفرنسي سيدخل إلى أراضي البابا، وسيحمي الدين والشعب.
إن الجندي الفرنسي يحمل بيده حساما هو أكبر ضامن للنصر، ويرفع بالأخرى إلى مختلف المدن والقرى سلاما وحماية وأمانا ... فالويل للذين يحتقرونه أو يخدعهم بعض رجال خبثاء قتلة فيجرون إلى بيوتهم الحرب وأهوالها، وانتقام جيش قيض له في ستة أشهر أن يأسر مائة ألف رجل من أشد كتائب الإمبراطور، ويغنم أربعمائة مدفع، ومائة وعشرة أعلام، ويتلف خمسة جيوش ...»
Shafi da ba'a sani ba