Tarihin Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Nau'ikan
بينما كان سول يطارد العدو في جهة مكدبورج، ويحمله من الخسائر ما لا يحصره العدد، كان برنادوت ينجز في هال على الجيش الاحتياطي البروسي الذي يقوده أحد أمراء ورتنبرج. وعقيب هذا النصر عبر الإمبراطور ساحة حرب روسباك وأصدر أمره بنقل العمود الذي رفع هناك إلى باريس.
كانت موقعة هال قد حدثت في السابع عشر، في الثامن عشر استولى المرشال دافو على لبزيك، وفي الواحد والعشرين سدت طريق مكدبورج في وجه البروسيين على يد فرقتي سول ومورات فتشتتت بقايا جيشهم تشتتا فظيعا. عند هذا خف عدو فرنسا القديم، برونسويك الهائل صاحب مشروع سنة 1792 القاضي بإضرام النار؛ ليضع ولاياته تحت حماية الإمبراطور. يا لانقلاب القدر! إن هذا الجنرال العظيم الذي مثل الأريستوقراطية الأوروبية القائمة ضد فرنسا لم يجد بدا من السجود على ركبتيه أمام ذلك الشعب الذي هدده قبل أربع عشرة سنة بكل ما في الوحشية من الفظاعة والظلم! إنه لقد خشي على قصوره وعلى مسكنه الشخصي من النار والحديد اللذين كثيرا ما هدد بهما عاصمة فرنسا. إنه لموقف جميل ذلك الذي وقفته الثورة المنتصرة! لقد جرت إليها الحكمة العلياء أشد عدو من أعدائها ساجدا متوسلا! ألا إن الثورة لتحسن معاقبة الصلف، وإثبات تفوقها بما تأتيه من ضروب التساهل والسماح؛ إذ إنها تعمل بيد بونابرت وتتكلم بلسانه، قال الإمبراطور لرسول الدوق: «ما كان يقول أميرك لو هدمت مدينة برنسويك غير تارك فيها حجرا على حجر؟ ألم تسمح لي شريعة الثأر بأن أنهج مع برونسويك، ما كان يرغب في أن ينهجه معي؟ إن تعمد هدم مدن لمن الحماقة بمكان، ولكن تعمد نزع الشرف من جيش يضم خيرة الرجال البسلاء إنما هو عار لا تتحمله الأجيال. كان على الدوق ده برونسويك أن لا يقدم على إهانة كهذه؛ لأن من يشيب رأسه تحت السلاح يجب عليه أن يحترم الشرف العسكري، ثم إن هذا الجنرال لم يستطع أن يكتسب حق إهانة الأعلام الفرنسية في سهول شامبانية. إن إتلاف مآوي المواطنين الهادئين إنما هو جريمة يكفر عنها بالوقت والمال، ولكن هتك حرمة جيش عظيم، ومحاولة طرده من ألمانيا أمام النسر البروسي، إنما هو عار فظيع لا يرتكبه إلا ذلك الذي حرض على ارتكابه.»
في الرابع والعشرين منه وصل الإمبراطور إلى بوتسدام. في مساء اليوم نفسه طاف في قصر سان سوسي، فاتضح له أن موقعه إنما هو في أبعد ما يكون من الجمال، فبقي هناك مدة من الوقت كأنه قد استسلم لتأملات عميقة في غرفة فريدريك الكبير الذي كان أثاثها لا يزال كما كان ساعة موته. وفي اليوم التالي، زار ضريح فريدريك الكبير، بعد أن استعرض الحرس الإمبراطوري الذي يقوده المرشال لوفيفر.
جاء في المذكرة الثامنة عشرة ما يلي: «إن بقايا هذا الرجل العظيم موضوعة في تابوت من الخشب مبطن بالنحاس لا زينة عليه ولا شعار ، ولا أقل أثر يشير إلى الأعمال المجيدة التي قام بها ذلك الرجل الكبير.
لقد أهدى الإمبراطور إلى قصر الأنفليد في باريس حسام فريدريك، وشريطة نسره الأسود، ومنطقته، والأعلام التي كان يحملها حرسه في حرب السنوات السبع. إن كسحاء الجيش الهانوفري القدماء سيتقبلون بعاطفة دينية كل ما كان يملكه أحد القواد الأولين الذي سجل التاريخ ذكره بشرف ومجد.»
في السابع والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1806 دخل نابوليون إلى برلين من باب شرلوتنبرج الجميل يواكبه المرشالية برتيه ودافو وأوجرو ودوروك وكولنكور، ويحف به الحرس والقناصة على الجياد، وتتقدمه فرقة نانسوتي والمرشال لوفيفر على رأس المشاة. أما شعب برلين فقد خف إلى ملاقاة المنتصر بأبهة وعظمة. ولقد قدمت المدينة إلى الإمبراطور مفاتيح هذه العاصمة على يد الجنرال هرللن.
كان أول ما اهتم به الإمبراطور تشكيل مجلس بلدي مؤلف من ستين عضوا عهد انتخابهم إلى ألفين من أغنياء البلد.
مثل وفد البلد ثانية أمام الإمبراطور وعلى رأسه الأمير ده هتزفلد الذي قبل حاكمية برلين المدنية باسم الفرنسيين، والذي لم يفتأ يراسل ملك بروسيا ليوقفه على حركات الجيش الفرنسي المنتصر. قال نابوليون لهذا الأمير: «لا تمثل أمامي فلست بحاجة إلى خدمك، وارجع حالا إلى أراضيك.» وبعد مدة قصيرة أوقف الأمير هتزفلد وسلم إلى مجلس عسكري. فلما بلغ زوجته ما كان من أمره، أسقطت في يدها واستسلمت لليأس، إلا أن دوروك شجعها على أن تمثل أمام الإمبراطور وتتوسل إليه، فاتجهت إلى القصر وترامت على قدمي الإمبراطور وتوسلت إليه أن يعفو عن زوجها الذي كانت تظن أن سبب إيقافه إنما هو ناجم عن علاقته مع الوزير شولنبرج أحد مسببي الحرب، ولكن نابوليون أكد لها أن الأمير هتزفلد كان يراسل ملك بروسيا ويخون الفرنسيين، فصرخت المرأة معترضة على ذلك وأكدت له أن زوجها بريء من هذه التهمة الفظيعة، فقال لها الإمبراطور: «إنك تعرفين خط زوجك، إذن فسأريك رسائله.» وأمر بإحضار إحدى تلك الرسائل المضبوطة وألقاها بين يديها، كانت المرأة حاملا، فلما رأت خط زوجها أغمي عليها من شدة الحزن ثم استفاقت تجهش بالبكاء والنحيب، فأشفق نابوليون أمام هذا المشهد الأليم فقال لها: «إن الرسالة في يدك فألقيها في النار تنقذي زوجك من العقاب.» وكان المشهد جاريا بالقرب من مستوقد، فأسرعت الأميرة هتزفلد لإنقاذ زوجها بإلقاء الرسالة في اللهيب، وما هي إلا فترة حتى استلم المرشال برتيه أمرا بإخلاء سبيل الأمير هتزفلد.
كان الإمبراطور قد أساء إلى ملكية بروسيا في إحدى مذكراته التي جاء فيها: «إن البروسيين يعزون مصائب بروسيا إلى سفر الإمبراطور إسكندر، وإن الانقلاب الفجائي الذي طرأ منذ ذلك الحين على عقل الملكة فاستحالت من امرأة وديعة إلى شرسة حربية قد أصبح ثورة فجائية. لقد أرادت أن يكون لها كتيبة فتتجه إلى المجلس، ولقد أجادت قيادة المملكة بإيصالها إلى حافة الهوة بأيام قلائل.»
فلما قرأت الإمبراطورة جوزيفين هذه الفقرة التي حمل بها الإمبراطور على ملكة شابة جميلة لم تجد بدا من الاستياء، فأرسلت إلى زوجها كتابا توبخه فيه على تصرفه هذا، وتظهر له خطأه في التحامل دائما على النساء، فأجابها نابوليون: «أخذت كتابك الذي تظهرين لي فيه استياءك من الكلام السيئ الذي أقوله في النساء اللواتي يحركن الدسائس فوق كل شيء. لقد تعودت أن أحب الطيبات القلوب اللواتي يحببن الوفاق والسلام. وسترين أنني كنت سهلا مع إحداهن، وهي امرأة طيبة حساسة تدعى الأميرة هتزفلد، فعندما أريتها كتاب زوجها قالت لي وهي تبكي: إن هذا خط يده. ولقد نفذ كلامها العذب إلى أعماق قلبي فأشفقت، وقلت لها: ألقي الرسالة في النار فأصبح عاجزا عن معاقبة زوجك. فأحرقتها ودلائل السعادة تبدو على محياها. ولو تأخرت ساعتين عن المثول أمامي لفقدت زوجها لا محالة. أرأيت أنني أحب النساء الطيبات الأخلاق السليمات الطوية؟ ولكن ليس ذلك إلا لأنهن يشبهنك يا عزيزتي جوزيفين.»
Shafi da ba'a sani ba