Tarihin Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Nau'ikan
هذه الكلمات الأخيرة تلخص سياسة نابوليون في الإغارة على العروش المجاورة. لم تكن غايته عند تتويجه إخوته أن يعطي أسرته مقاما ساميا جديرا بمقامه فحسب، بل كان يود قبل كل شيء أن تصبح الممالك المجاورة المذعنة إلى شرائعه مقاطعات تابعة للإمبراطورية الفرنسية، ولكي تكون ملاءمتها للإمبراطورية أكثر رسوخا وتأييدا وضعها تحت سلطة دمه.
لم يكن الإمبراطور يتقدم من غايته بوضع أقربائه على عروش السلالات القديمة فحسب، بل بإنشاء معاهدات عظيمة ترأسها هو نفسه تحت لقب محام أو وسيط. فإنه، بعد أن رفع منتخبي البافيير وويرتنبرغ إلى مقام الملوك، أراد أن يربطهم ربطا محكما بمقدرات إمبراطوريته على يد اتفاق علني نجمت عنه معاهدة الرين، وكانت نتيجته جعل أجمل نواحي ألمانيا شبه فرنسية.
كانت الحرب يوم ذاك منحصرة بين فرنسا وروسيا وإنكلترا المتحالفتين. وكانت فرنسا قد عقدت اتفاقا مهما مع الباب العالي العثماني بفضل ذكاء سفيرها في القسطنطينية الجنرال سبستياني. ولقد منح نابوليون مقابلة أولى لمحيي الدين أفندي، سفير الباب العالي، في اليوم نفسه الذي جرى فيه استقبال نواب هولانده في التويلري، وصدور الأمر بتهيئة إمارتي بنيفان وبونت كورفو تحت رعاية تالليران وبرنادوت.
إلا أن العداء، وإن كان لم يزل مستحكما بين الحكومة الفرنسية وديواني لوندن وبطرسبورج؛ فإنه لم يكن مجردا من الميل إلى السلام. كان موت بيت الذي طرأ في كانون الثاني سنة 1806 قد أدخل فوكس
5
إلى الوزارة، فهذه المناسبة كانت كافية وحدها لأن تجعل بعض الانقلاب في السياسة الإنكليزية لجهة فرنسا.
كان فوكس ونابوليون يحترمان بعضهما بعضا؛ ففي حين كان فوكس يشغل مركز وزير عهد إليه بأن يشترك في التعدي على حياة الإمبراطور، إلا أنه أسرع بإيقاف تلك الجناية على حدها، وكتب إلى وزارة العلاقات الخارجية في باريس يطلعها على ذلك، ويحرص نابوليون على تجنب ذلك الخطر واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
إن وجود وزير كهذا كاف لأن يجعل العداء القديم بين فرنسا وإنكلترا أقل خطرا مما هو عليه، وأن يفسح سبيلا للسلام. إلا أن الثورة الفرنسية لم تكن بعد قد زارت إلا عاصمة واحدة من عواصم أوروبا الكبرى. في الخامس عشر من أيلول سنة 1809 مات فوكس، في حين كانت المداولات جارية بين فرنسا وإنكلترا، عند هذا قدر لطيف بيت أن يمكن الإصرار الحربي في المجالس البريطانية.
الفصل الثالث عشر
كان وزير روسيا قد أمضى معاهدة سلم في باريس، في العشرين من شهر تموز سنة 1809 تحت نفوذ الوزارة الإنكليزية، التي كانت يوم ذاك ترمي إلى غاية سلمية. إلا أن موت فوكس أرجع لذلك النفوذ خلقه العدائي، فرفض إسكندر أن يصادق على عمل سفيره، وارتبط مع الديوان الإنكليزي الجديد وبلاط برلين لإضرام الحرب في البر. وكان إمبراطور روسيا وملك بروسيا وزوجته قد أمضوا قبل سنة معاهدة بوتسدام المشهورة، وأقسموا بضريح فريدريك الكبير أن يجمعوا كل جهودهم ضد فرنسا.
Shafi da ba'a sani ba