Tarihin Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Nau'ikan
مولاي، إن فكرتك إنما هي وحدها التي أحيت، أو بالأحرى أعادت خلق هاتين البنايتين، وإنها لترجع إليهما جميع عظمتهما الأولى.»
لم يعبر عن العودة إلى الأفكار الدينية والملكية بأبلغ من ذلك. لما أعاد القنصل الأول فتح أبواب المعابد الكاثوليكية في بلاد تعتنق الأكثرية فيها الدين الكاثوليكي إنما كان ينهج نهج رجل الأمة، كان يذعن إلى سلطان الظروف وتطلبات المبادئ. وكانت أماني الشعب، والدين والفلسفة الصرفة مغتبطة جميعها؛ إذ إن ذلك لم يكن سوى التساهل والحرية اللذين لا ينفيان الحماية عندما لا تكون معادية لغيرها من المصالح والمعتقدات. ولكن عندما أقدم الإمبراطور على إرجاع الكنائس المهجورة إلى الإكليروس، ووضع الكاهن الكاثوليكي تحت حماية الشريعة وبيت مال الأمة طرد الفلسفة من هياكلها لينيب عنها الكثلكة. عندما أفسح السبيل لأن تلقى كلمات الاحتقار على الضريح العظيم الذي وقفه الوطن العارف الجميل لعظام رجاله العظماء، وأصغى بانتباه إلى عبارات فخمة عن رماد الملوك في سن دنيس، تلك العبارات التي من شأنها أن تسقط العظمة الفلسفية عن عرشها، وتنفي ذكر الرجال العظماء من أقبية البانتيون، وأن تجعل رماد فولتير وروسو مداسا بأقدام الكهنة، وتضمن للرماد الإمبراطوري حراسة الكهنة في سن دنيس ممتزجا برماد الملوك، لم يكن ذلك مظهرا من مظاهر التساهل والحرية من قبل الإمبراطور، وإنما كان تهجما على المبادئ التي وقفت البانتيون لعظام الرجال العظماء ، كان قضاء على الحاضر ورجوعا إلى الماضي، كان تحريكا لثورة جديدة في قلب الأمة، وسيبرهن المستقبل عن ذلك.
في أواخر شباط افتتحت جلسة الفرقة التشريعية فلم يفكر أحد من نواب فرنسا في أن يعترض على التخلية عن المعبد الوطني للإكليروس الروماني، عند ذلك لم يبق من حق فرنسا أن تعالج ثورتها في أوروبا على المنابر أو في الصحف.
لفظ نابوليون بنفسه خطبة الافتتاح، فاعترف بالكرم الرحب الذي سبق لنا أن لمناه عليه، قال: «إن روسيا لمدانة بعودة بقايا جيشها لشروط التسليم التي منحتها إياها، ولقد أيدت عرش النمسا الإمبراطوري في حين كنت قادرا على قلبه، أترى يعمل سلوك ديوان فيينا على جعل الأجيال المقبلة تلومني على تقصيري في الحكمة والتبصر؟»
ثم شرحت الوزارات موقف الإمبراطورية التي كان فلاحها ينمو من يوم إلى يوم، فالطرق، والترع، والجسور، والبنايات، والتماثيل الفنية كانت جميعها تنتهي أو تبتدئ في جميع جهات تلك الإمبراطورية الرحبة التي كانت تتألف من مائة وعشر مقاطعات عدا هولانده، والولايات البندقية، ومملكة إيطاليا (راجع المقدمة).
قال وزير الداخلية: «كثير من الطرق الجديدة التي رغب الشعب في إيجادها قد نالت التفات الحكومة. فطريق فالونيه إلى الهوك قد أنجزت، وطريق كاين إلى هونفلور على وشك الانتهاء، وطريق أجاكسيو إلى بستيا أنجز نصفها، وطريق ألكسندري إلى سافون قد خططت، وصدر الأمر بإيجاد الطرق بين باريس ومايانس، وبين أكس لاشابيل ومونجوا. وهناك جسور ترمم، في الرين، وكهل، وبريساك، والموز، وجيفه، والشير، وتور، واللوار، ونيفر، وروان، والسون، وأكسون، وغيرها، وسيسخر للمرور تحت الجسور سيلان جارفان هما الدورانس والإيزير.
وهناك أيضا ست ترع كبرى على وشك الإنجاز: ترعة نابوليون الواصلة بين الرين والرون، ترعة بورغونيا، وترعتا بلافه والإيلليرانس، وترعة أرل، وترعة ملتقى بلجكا.
وبعض الترع قد بوشر بها، وهي ترع سن فاليري وبوكير إلى أيك مورت، وسيدان ونيور إلى الروشيل، ونانت إلى برست، وكثير غيرها على وشك المباشرة وهي ترع سنسه، وشارلروي، وإيبر وبربار.
وإذا ألقيتم النظر على مرافئنا ترون أن قد بوشر بجعلها أكثر سهولة وتوطيدا مما هي عليه.»
ثم جاء دور السيد ده شانبانيي فتكلم عن بنايات باريس الكبرى وزخرفتها قال: «لقد دهش نظرك من رؤية العاصمة لدى عودتك إليها أكثر جمالا مما كانت عليه قبل سنة الحرب. فالأرصفة الجديدة قد امتدت إلى شواطئ السين. والجسران اللذان أنجزا في السنين الماضية عقبهما اليوم جسر أكثر أهمية وأوسع نطاقا. ولقد خطط في جواره حي جديد حملت شوارعه أسماء المحاربين الذين ماتوا في ساحات الشرف، وأما الجسر الثالث فقد حمل اسم أوسترلتز.
Shafi da ba'a sani ba