ثم جهزهم بالركائب ورحلهم وعائلاتهم. ألف ومائتا جندي بعيالهم وأمتعتهم ساروا من الهفوف إلى العقير وليس معهم من يخفرهم ويؤمن طريقهم غير رجل واحد من رجال ابن سعود هو أحمد بن ثنيان مندوبه السابق إلى جمال باشا، وعندما وصلوا إلى العقير جهزهم أحمد بسفن تقلهم إلى البحرين.
بعد احتلال الهفوف أرسل عبد العزيز سرية إلى القطيف بقيادة عبد الرحمن بن سويلم، فلما وصل إلى تلك الناحية بادر أهلها إلى التسليم، ولم يكن للترك في القطيف غير شرذمة من الجنود، ففروا في السفن هاربين.
أما العساكر الذين كانوا في الحساء فعند وصولهم إلى البحرين وجدوا من يزين لهم الرجوع إلى العقير، ويشجعهم عليه، علهم يسترجعون القصر
4
هناك، وقد ظفر فريق مهم بمركب لآل بسام كان يحمل تمرا فركبوا فيه وعادوا إلى العقير، فهجموا ليلا على القصر، فردتهم الحامية خائبين، ثم هجموا على مركزين آخرين، كان في الواحد منهما ثلاثون رجلا فهزمهم الأتراك واحتلوا مركزهم.
بلغ الخبر عبد العزيز وهو في الهفوف، فشد الرحال وسارع إلى العقير، فوصلها في الساعة الثانية من الليل، ولكنه كان قد سير كوكبة من الخيل، فوجدت عند وصولها أن السرية التي كانت في القصر قد هجمت على الترك في المركز الذي احتلوه فهزمتهم وأسرت منهم ثلاثين.
أخلى عبد العزيز سبيل هؤلاء في اليوم التالي وأركبهم البحر.
ثم كتب إلى الشيخ عيسى آل خليفة أمير البحرين وإلى الوكيل السياسي لبريطانية العظمى هناك يلومهم على ما بدا منهم، فقال: «أيليق بكم تحريض العدو علينا ونحن أصدقاؤكم، فإذا كنتم لا تتلافون مثل هذه الأعمال وتمنعونها فالتبعة فيما قد يعقبها هي عليكم.»
جاءه الجواب دون إبطاء، وفيه أن العساكر ركبوا السفن من البحرين قاصدين البصرة، وقد رجعوا إلى العقير دون علم من الحكومة أو الوكالة.
أما الحقيقة فهي أن آل خليفة والوكيل الإنكليزي خشوا أن يتقدم ابن سعود إلى داخل الخليج في فتوحاته، فأقدموا على عمل كان التسرع فيه أظهر من العداء.
Shafi da ba'a sani ba