Tarihin Najd na Zamani

Amin Rihani d. 1359 AH
131

Tarihin Najd na Zamani

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

Nau'ikan

ثم كتب إليه والي البصرة سليمان شفيق كمالي باشا، الذي كان حاكما عسكريا في عسير (1908-1912) يسأله رأيه في أمراء العرب، وفي شقاقهم وخروج بعضهم على الحكومة العثمانية. فكتب ابن سعود إليه جوابا صريحا فيه البرهان على أنه كان منذ ذاك الحين يفكر في الوحدة العربية، وإلى القارئ خلاصة هذا الجواب. قال ابن سعود يخاطب والي البصرة:

إنكم لم تحسنوا إلى العرب ولا عاملتموهم في الأقل بالعدل، وأنا أعلم أن استشارتكم إياي إنما هي وسيلة استطلاع لتعلموا ما انطوت عليه مقاصدي. وهاكم رأيي، ولكم أن تأولوه كما تشاءون.

إنكم المسئولون عما في العرب من شقاق، فقد اكتفيتم بأن تحكموا وما تمكنتم حتى من ذلك. قد فاتكم أن الراعي مسئول عن رعيته، وقد فاتكم أن صاحب السيادة لا يستقيم أمره إلا بالعدل والإحسان، وقد فاتكم أن العرب لا ينامون على الضيم ولا يبالون إذا خسروا كل ما لديهم وسلمت كرامتهم. أردتم أن تحكموا العرب فتقضون أربكم منهم فلم تتوفقوا إلى شيء من هذا أو ذاك. لم تنفعوهم ولا نفعتم أنفسكم.

وفي كل حال أنتم اليوم في حاجة إلى راحة البال لتتمكنوا من النظر الصائب في أموركم الجوهرية. أما ما يختص منها بالعرب فإليكم رأيي فيه: إني أرى أن تدعوا رؤساء العرب كلهم، كبيرهم وصغيرهم، إلى مؤتمر يعقد في بلد لا سيادة ولا نفوذ فيه للحكومة العثمانية لتكون لهم حرية المذاكرة. والغرض من هذا المؤتمر التعارف والتآلف، ثم تقرير أحد أمرين إما أن تكون البلاد العربية كتلة سياسية واحدة يرأسها حاكم واحد، وإما أن تقسموها إلى ولايات، فتحددون حدودها وتقيمون على رأس كل ولاية رجلا كفؤا من كل الوجوه، وتربطونها بعضها ببعض بما هو عام مشترك من المصالح والمؤسسات.

وينبغي أن تكون هذه الولايات مستقلة استقلالا إداريا وتكونوا أنتم المشرفين عليها. فإذا تم ذلك فعلى كل أمير عربي، أو رئيس ولاية ، أن يتعهد بأن يعضد زملاءه، ويكون وإياهم يدا واحدة على كل من تجاوز حدوده، أو أخل بما هو متفق عليه بيننا وبينكم.

هذي هي الطريقة التي تستقيم فيها مصالحكم ومصالح العرب، ويكون فيها الضربة القاضية على أعدائكم.

قد استحسن والي البصرة هذا الرأي فأرسل به إلى الآستانة، ولكن أولي الأمر هناك لم يستحسنوه، بل سفهوه قائلين: «يريد ابن سعود أن يجمع كلمة العرب بواسطتنا ولخير نفسه.»

وكانت سياستهم مبنية على ظنهم، فشرعوا يقاومون فكرة الوحدة سرا وعلنا، بمساعدة عمالهم مباشرة وبواسطة بعض أمراء العرب. وقد كان يومئذ جمال باشا في بغداد، والشريف حسين في مكة، وابن الرشيد في حائل في مقدمة من يسمعون كلمة الآستانة ويطيعون.

طفق الشريف حسين يحرض على ابن سعود القبائل ومنهم عتيبة، ثم جهز جيشا لراشد الهزاني،

1

Shafi da ba'a sani ba