Tarihin Nahawun Larabci

Cali Shadawi d. 1450 AH
42

Tarihin Nahawun Larabci

تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية

Nau'ikan

40

النكرة أخف من المعرفة، وهي أشد تمكنا.

41

الواحد أشد تمكنا من الجميع.

42

المذكر أخف عليهم من المؤنث.

43

مفهوما الخفة والثقل اللذان تضمنهما كلام سيبويه مفهومان في غاية الأهمية؛ لأن سيبويه يختبر بهما صحة الاحتمالات حين يستعرض المفاهيم النحوية المترتبة عليهما. وقد تجاوبت استنتاجاته مع هذين المفهومين؛ فالأفعال أثقل من الأسماء لذلك لا تنون لكنها تجزم وتسكن. وترتب على خفة النكرة والمفرد على الترتيب أنهما أشد تمكنا من المعرفة والجمع. وهكذا فسيبويه لا يحلل مفاهيم النكرة والمعرفة والمذكر والمؤنث والمفرد كيفما اتفق؛ إنما يحللها استنادا إلى مفهومي الخفة والثقل اللذين يستخدمهما الناطقون لكنهما غير مصاغين، وعلى هذا المستوى فإن عمل سيبويه هو الإخراج المبتكر لهذا المفهومين بعد أن كانا مألوفين، لكنهما غير معروفين.

يتضح هذا في مفهوم موجه آخر هو مفهوم التشابه. يقول: «وإنما ضارعت (الأفعال المضارعة) أسماء الفاعلين»؛ وذلك بسبب اجتماعهما في المعنى. ودليل اجتماعهما في المعنى أن الاسم يمكن أن يحل محل الفعل المضارع وليس العكس؛ مما يعني أنه فعل وليس اسما. وقد رتب سيبويه على هذا استنتاجات دقيقة، وتعليلات دخول اللام على الفعل المضارع، والتحاق السين وسوف به. وعلى أي حال لا مجال هنا لأن أتوسع، فما أردته هو أن أشير إلى مجال لم يدرس بعد.

تكفي هذه المفاهيم الموجهة التي شرحها سيبويه في كتابه لتضعه في مكان فريد ومميز عن نحويي عصره بالنسبة لمرحلته التاريخية، وهي المفاهيم التي يعرفها جميع النحويين الآن. إنني أعتقد أن لكتاب سيبويه نظام تفسيره، ولكي نفهم هذا النظام علينا أولا أن نحدد المفاهيم الموجهة، وفيما توقفنا عنده أعلاه بينا أنه حيث يوجد ثقل أو خفة أو تشابه، فإن ثمة شيئا يمكن أن يحلل بوصفه تفسيرا، الأمر الذي يجعل المفاهيم الموجهة جزءا أصيلا من مشروع سيبويه النحوي.

Shafi da ba'a sani ba