============================================================
بمصر يوم توفي والده المستعلي وعمره يوميذ خمس سنين والقيم بأمره ووليه الأفضل أمير الجيوش وواليه الحرب والأموال وتدبير العمالك.
وفي هذه السنة نازلت الفرتج طرايلس وحاصروها أشد حصار وصاحبها يومنذ فخر الملك بن عمار فاستصرخ بالمسلمين فنهض إليه عسكر من دمشق من عند شمس الملوك دقاق (295) وجناح الدولة حسين صاحب حمص فالتقوا بالفرتج وانهزموا المسلمون: قال وفي سنة ست وتسعين وأريع ماية نازل السلطان بركياروق أخاه السلطان محمد بأصفهان وحاصرها ثم رل عنها لقلة العلف والميرة ومضى السلطان محمد وجمع ثم كانت وقعة بينه وبين السلطان بركياروق فاتهزم محمد إلى بلاد أرمينية واستمرت الخطبة ببغداد للسلطان بركياروق: وفي هذه السنة استولى شمس الدولة دقاق على حمص وسببه أن صاحبها جناح الدولة حسين كان من أصحاب فخر الملوك رضوان فصار مع ملك دقاق وخلع طاعة رضوان فنتب إليه ثلاثة من الباطينة قتلوه يوم الجمعة في الجامع ولما قتل بلغ الخبر إلى ابابك طغتكين والملك دقاق فسارا إلى حمص ودخلاها وتسلما قلعتها ووافق ذلك وصول الفرنج إلى الرسنن قاصدين آخذ حمص فلما بلغهم وصول الملك دقاق إلى حمص رجعوا تاكصين على اعقابهم.
وفي سنة سبع وتسعين وأربع ماية كانت وفاة شمس الملوك دقاق قيل آن آمه زوجة ابابك طغتكين رتبت له جارية سمته في عنقود عنب معلق في شجرته فتقبته بابرة مسمومة فلما أكله تهرا جوفه ومات ولما توفي دقاق غلب على الملك بدمشق وأعمالها ابابك طغتكين الملقب ظهير الدين.
وفي هذه السنة كان استيلاء الفرتج على عكا وذلك أن بادوين الذي تغلب على القنس الشريف سار بجموعه إلى عكا وكان معه الجنويون من الفرنج في المراكب فأخذ قرابها برأ وبحرا فكاتوا في نيف وتسعين مركبا فحاصروها من جميع جهاتها وملكوها بالسيف وكان متوليها يومذ زهر الدولة الحبوسي من جهة صاحب مصر فخرج منها وهرب إلى دمشق ثم إلى مصر: 296) قال وفي سنة ثمان وتسعين وأريع مايهة كانت وفاة السلطان بركياروق بن ملكشاه بن البرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق صاحب العراق وبلاد العجم وكان عمره أربع وثلاثين سنة بعد أن عهد بالسلطنة إلى ولده جلال الدولة وكان عمره أربع عشرة سنة وأقام إياد مملوك أبيه بتدبير ملكه ولما بلغ السلطان محمد وفاة أخيه بركياروق قدم طالبأ بغداد فتجمع إياد في خمسة وعشرين آلف فارس للقائه فأشير عليهم بالصلح فصالح السلطان غياث الدين ممدا على أمور تغررت بينهما ودخل السلطان محمد إلى بغداد واستقرت له بها السلطنة فلما استبت آمره قبض
Shafi 198