============================================================
وفي سنة سبع وأربعماية وتب أحد أكابر البلغر على القطومرس غلام سمويل الذي كان ملك على البلغر فقتله وجار مملكة البلغر وكتب إلى الملك باسيل بأن يكون من الداخلين في طاعته وأقام على ذلك سنة واحدة وقتله بعض أصحابه فكتب أكابر البلغر إلى الملك باسيل برغبتهم إليه ودخولهم في طاعته فسار ملك الروم إلى البلغر في شوال سنة ثمان وأربعماية واستولى على مملكة البلغر وولى على القلاع ولاة من الروم وذلك في السنة الرابعة وأربعين من مملكة باسيل الملك وفي سنة ألف ونلثماية وثلاتين للإسكندر وعاد الملك إلى القسطنطينية واختلط الروم بالبلغر وتزوجوا من بعضهم البعض وزالت تلك الضبغائن التي بينهم.
قال وفي ستة تمان وأربع ماية ورد إلى مصر داع عجمي يسمى محمدا بن إسمعيل وتلقب بالدرري وقصد خدمة الحاكم وأحسن إليه وأنعم عليه فدعى الناس أن يعتقدوا في الحاكم أنه الإله الذي صنع العوالم وأعلن هذه الدعوة وأشهرها ولم ينكر الحاكم عليه بل أحسن إليه وشكره على ذلك وأنكر الناس هذا الاعتقاد وعملوا على قنل الدرري ووثب عليه بعض الأتراى في مركب الحاكم فقتله ونهب داره وافتتن التاس وغلقت أبواب القاهرة واستمرت الفنتة ثلاثة أيام وقتل جماعة من الدررية وقبض بعد ذلك على (265) التركي قاتل الدرري وحبس وقتل على ذنب خلق وظهر بعد ذلك الدرري داع آخر عجمي يسمى حمزة بن أحمد ويلقب بالهادي وتزل بظاهر القاهرة في الموضع المعروف بمسجد بير ودعى الناس إلى مقالة الدرري وأقام جماعة من الدعاة وثتهم في مصر وأعمالها والشامات ودعوا إلى الإباحة وفسحوا نكاح الأخوات والابنات والأمهات وأسقطوا جميع التكلفات من الصوم والصلاة والحج واستجاب لهم خلق كثير وكان الحاكم بعتتي بالهادي ويسأله عما حصل من أهل دعوته وعددهم.
وقطع الحاكم ما جرى به رسمه من صلواته وخطبه في الجوامع في آيام الجمعة وفي شهر رمضان والعيدين وعطل الحج إلى مكة عدة سنين واحتج بتعلب العرب وانقطع حمل الكسوة التي جرت العادة بنتجهيزها إلى الكعبة اليماتية واستشعر المسلمون بما ظهر من هذه الأمور لاتحرافه عن دين الإسلام وظهلا مذهب الدررية واشتهر بين الأنام واكثرهم بوادي التمر وصور وصيدا وجيل بيروت وما جاوزها من بلاد الشام.
قال المؤرخ قدم البطرك ساتوتيو لليعاقبة على الإسكندرية في السنة العاشرة من خلافة الطاهر صاحب مصر وهي سنة إحدى وعشرون وأريع ماية بوافق ذلك سنة سبع ماية وثمان وأربعون للشهدا في يوم الأحد خامس وعشرين برمهات آقام خمس وعشرين سنة وتصفا وتتيح في بابه سنة سبع ماية وأربع وسبعين للشهدا وكان محبا للمال وأخذ الشرطونية وخلا الكرسي بعده سنة وخمسة أشهر:
Shafi 178