============================================================
ولقبه (258) مبارك الدولة وسعدها واستمر مقامه بحلب من قبل الحاكم وعدل على الرعية وأحسن إلبهم ولم يزل كذلك حتى إن ورد عزيز الدولة أبو سجاع قائد في شهر رمضان سنة سبع وأربع ماية فعصى بحلب ودعى إلى وفي سنة إحدى عشرة وأربع ماية كان مقتل الحاكم بأمر الله وكان سببه أنه بعث إلى أخته ست العلوك ابنة عزيز بتهددها ويقول لها كلاما قبيحا فوافقت رجلأ من أكابر الأمراء يقال له ابن دواس على قتل الحاكم ووعدته أته إذا قتله فوضت إليه تدبير المملكة.
وأحضرت عبدين من عبيد بن دواس ووهبتها ألف دينار وقالت لهما أصعدا إلى الجبل المقطم فأكمنا فيه فإن الحاكم بصعد إليه وليس معه الاركابين وصبيا فاقتلاه واقتلا الصبي والركابين ففعلا كما أمرتهما وقتلاه وحملا جثته اليها فدفنته عندها وفقدوا الناس الحاكم فماجوا واختلفوا واضطريوا ولم يدروا كيف أمره وقصدوا الجبل فلم يجدوا له أثرا فأحضرت ست الملوك وجوه الأمراء واستحلفتهم ورتبت الأمور وأحكمتها وألبست على ابن الحاكم ملابس الخلفاء وتوجته وأشهرت موت الحاكم فأقامت عليه الماآثم وأحضرت الخادم صاحب السر وأمرته ان يضبط أبواب القصر ويقف بين بدي ابن دواس ويقول مولانا الطاهر يقول لكم هذا قاتل أبي الحاكم بأمر الله فأخذت السيف فقتلت بن
سبع وثلاثين سنة.
259) وسيرته كان رديء السبرة فاسد العقيدة مضطربا في جميع آموره يأمر بالشيء ويبالغ فيه ثم يرجع عنه ويبالغ في نقضه وكان يطوف الأسواق ليلا بنفسه ليطلع على أخبار الرعية وأحوالهم ورتب عجائز يدخلن على الناس ويستعمان أخبارهم ويتقلن ذلك إليه وقبض على جماعة من النساء فقتظهن وتادى مناديه أن لا تخرج امرأة من منزلها ولا تشرف فوق سطحها وأمر الأساكفة أن لا يصنعوا أخفافأ للتساء فضج الناس من ذلك وعظم عليهم واشتد ظلمه وعسفه للرعية فدسوا إليه الرقاع المختومة فيها الدعاء عليه واقتضى الحال بهم إلى أن عملوا تمثالا من قراطي محشوة وألبسوه خفا وازرارا ونصبوه في الطريق بصورة امرأة منظلمة وفي بده رفعة مختومة تتضمن كل شتم قبيح ولما جاز الحاكم بالصورة لم يشك أنها امرأة منظلمة فتقدم ليأخذ الروقة من يدها فوجدها تمثالا فقرأ الورقة فوجد فيها ما استعظمه فأمر بإحراق مصر وقتل كلمن بها فقاتل المصريون عن أنفسهم قتالأ شديدا وأحرق مواضع كثيرة ثم صار يركب كل يوم ويظهر للتاس أن الذي وقع من الحريق بغير علمه ولا أمره ويظهر التوجع والحريق بعمل والنار تسري والرعاع ينهب وبعد ثلاثة أيام اجتمع مشايخ مصر وأشرافها إلى الجامع ورفعوا المصاحف وضجوا بالبكاء والتضرع إلى الله تعالى وكتبوا للحاكم يقولون نحن عبيدك وهذه البلد بلدك وفيها حرمنا واولادنا وما
Shafi 174