============================================================
قال وفي سنة أربع عشرة وتلتماية مسك شيوخ الدروب فاعلا في وسطه رجل عليه تكة حرير قيمتها عشرة دتانير فقرروه فأقر أته جاسوس وأخبر أن العدو واصلين في ألف قطعة مقاتلة وللوقت أحضر النائب المهندسين فأشاروا بسد الأرمسية بين إسكندرية ونمياط ورشيد فعملت أبراج قائمة على بكرات حديد ترجف فعمل البرج الأول وشرعوا في الثاني واذا الهواء رمي مركبأ من مراكب الروم فطلع منه رجلان وأخبرا أن الملك سير بعض قراييه جاسوسا إلى مصر من مدة سنة فعطم أنه ذلك الرجل الذي كان في الفاعل وذكر أن الهواء طلع على مراكب الروم وانكسر منها اكتر من تلثماية قطعة وهلك كلمن فيها فرجع البقية إلى بلادهم واستمروا على الاهنمام بعمارة الأبراج فقوي الهواء على الأول فأفسخه (198) وأسقطه فبطلوا عمل الأبراج وكتب النائب بمصر إلى الشام ويستدعي الجيوش إلى وفي سنة سبع عشرة وتلثماية وقع بمصر من الجراد ما لا يوصف كترته حتى أنه منع شعاع الشمس أن تقع على الأرض وأكل الكروم والفواكه والغلال.
وفي سنة تسع عشرة وتلثماية مات الإسكتدروس ملك الروم وملك بعده قسطنطين بن لاون وهو بن ثلاث وعشرة سنة وكانت آمه تدبر المملكة واسمها اوغسطه وسير ملك البرغر إلى قسطنطين ملك الروم يخطب أخته لابنه فلم يجبه إلى ذلك فوقع بين الروم وبين البرغر حروب كثيرة فنظر نيقولاوس البطرك أفصال الحروب وخاف أن يتفاتوا فأشار أن يكون رمانس مقدم العسكر مع قسطنطين ملك الروم في تدبير المملكة وأن يتزوج قسطنطين ابنة رومانس ويكون آخر سطفورس معهم أيضأ في تدبير المملكة ففعلوا ذلك وأزج رومانوس ابنته الأخرى أخت التي تزوجها قسطنطين ملك البرغر وهدئ الحرب بينهم.
التاسع عشر من الخلفاء وهو الأربعون القاهر بالله أبو المنصور محمد بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل.
وأمه أم ولد يقال لها فتون بويع له بالخلافة ببغداد لليلة بقيت من شوال سنة عشرين وتلثماية.
وفي سنة إحدى وعشرين وتلثماية قبض القاهر بالله على ابن أخيه أحمد بن المكتفي وأقيم في بيت وسد عليه بالأجر والجبس فمات غمأ.
وفيها توفت آم المقتدر بالله وكان القاهر قد (199) طلبها بالأموال فلما تقر له إلا بماية ألف دينار فضربها بيده وعذبها بأنواع العذاب وعلقها منكسة حتى كان مجرى بولها على جميع جسدها وهي تقول له أنا أمك في كتاب الله وأنا خلصنك من ابني في الدفعة الأولى وتعاقبني هذه العقوبة ولم يبق عندي مال فأشهد عليها القاهر ببيع ملكها شاهدين ثم ماتت عقيب ذلى.
Shafi 136