Tarihin Misra Na Zamani
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Nau'ikan
شكل 1-7: أسرى الزنوج.
وكان في حوزته عند وفاته: الحبشة والنوبة والسودان والشام والجزيرة والعراق العربي وكردستان وأرمينيا وقبرس، أما جثته فتشاهد في المتحف المصري، ومن آثار تحوتمس الثالث مسلتان أقامهما في المطرية، حتى إذا كانت أيام الملكة كليوبطرا نلقتا إلى الإسكندرية وجعلتا أمام هيكل القيصر، وعرفتا بعد ذلك بمسلتي كليوبطرا، وعليهما كتابة هيروغليفية كثيرة بينهما أسماء تحوتمس الثالث ورعمسيس الثاني وسيتي الثاني ولا وجود لاسم كليوبطرا عليهما، وفي سنة 1877ب.م نقلت إحداهما إلى لندرا، وأقيمت على ضفاف التيمس، ثم نقلت المسلة الأخرى إلى أميركا بعد حين.
ومن ملوكها الملك «أمنوفيس الثاني» استلم زمام الأحكام وسلطة مصر منتشرة في أقاصي الأرض، فاجتهد في حفظها إلا أن آشور نظرا لبعدها من مصر ثارت واستمالت إليها ما حولها من المدن، فجهز إليها أمنوفيس وما زال يحاربها ومن تابعها نحوا من سنتين، كان يتردد أثناءهما بين العراق والجزيرة وأكاد، وأخيرا عاد إلى مصر بحرا غانما ظافرا، وفي جملة ما جاء به من الغنائم سبع جثث ممن قتلهم في تلك الحملة فعلق ستا منها على سور طيبة، ولهذا الملك رسم منقوش على مقبرة في القرنة هو فيه على هيئة ملك عظيم الشأن جالس على كرسي قد نقش على قاعدته أسماء البلاد الخاضعة له.
شكل 1-8: معاصر العنب عند المصريين.
ومن ملوكها أيضا الملك «تحوتمس الرابع» ومن أعماله: إعادة عبادة الشمس إلى مصر. فكرم أبا الهول المرموز به عنها، ومن يزر هذا التمثال العظيم في الجيزة ير في صدره لوحا ارتفاعه أربع عشرة قدما إنكليزية، في أعلاه إلى اليمين رسم هذا الملك يقدم العبادة لأبي الهول وإلى اليسار رسم الشمس، ويلي ذلك نقوش كتابية تفيد أن ذلك الملك لم يدخر وسعا في تحسين مدينتي منف والمطرية، وإعطاء المرتبات المقررة للمعابد، أو لإنشاء الهياكل والتماثيل، والمعبودات وكان ملكا قويا مهوبا.
ومن ملوكها أيضا «أمنوفيس الثالث» لما تولى الأحكام كانت حدود مملكة مصر ممتدة شمالا إلى نهر الفرات وجنوبا إلى جلة، ولسعة شهرته في الأقطار الغربية دعاه اليونان بالممنون، وله تمثال عظيم في طيبة مشهور بهذا الاسم، وقد كثرت في أيامه القلاقل والفتن فسعى في إخمادها بعزم ونشاط، وكان ذا وقار ومهابة، وفي الحروب باسلا مقداما. كل ذلك تراه مكتوبا نقشا على تاج هيكل الأقصر؛ لأنه جدد فيه قسما عظيما، وكان يلقب نفسه بسلطان البرين وأمير العالمين (يريد عالمي آسيا وإفريقيا) وكان حسن السياسة فزادت مصر في أيامه سطوة ومملكتها اتساعا.
ومن آثاره هيكل في «نبته» جعل في الطريق إلى بابه صفين من الكباش الراقدة على مثال أبي الهول، وحسن معبد تحوتمس الثالث في سولين بين الشلال الثاني والثالث، وشاد هيكلا غربي الكرنك خدمة للمعبود أمون، وهناك إصلاحات أخرى أجراها في هياكل ومعبودات أسوان وجزيرتها وجبل السلسلة وغيرها، وأنشأ على ضفة النيل الغربية تجاه الأقصر معبدا طالما كان من أعظم الآثار القديمة، أما الآن فقد أصبح خرابا لأسباب لا نعلمها إلا صنمين كبيرين كانا على بابه، ولا يزالان قائمين رغم مصادمة الأيام، ويعرفان بشامة وطامة، وكل منهما تمثال أمنوفيس الثالث، وبقيا إلى سنة 595 قبل الهجرة ولم ينتبه إليهما حتى حصلت زلزلة أسقطت جزء أحدهما الأعلى وبقيت قاعدته في مكانها، فلوحظ أن هذه القاعدة إذا سقط عليها الندى ثم أشرقت عليها الشمس أخرجت صوتا يستمر مدة، فجعلوا يقولون في شأنه أقوالا شتى أكثرها مبني على الوهم والخرافات، ثم اهتم القوم بإعادة الجزء الساقط إلى قاعدته فأعادوه وملطوا مكان الالتحام جيدا فلم يعد يسمع له صوت فعلموا أن ذلك الصوت كان يحدث من تأثير أشعة الشمس على نقط الندى بعد تخللها جسم ذلك الحجر.
ومن ملوكها أيضا «أمنوفيس الرابع» رغب في عبادة الشمس فابتنى في محل تل العمارنة على مقربة من المنيا مدينة جديدة جعلها سريرا لملكه بدلا من طيبة، ونقل إليها معبود قرص الشمس وسماه (أتن) على مثال إله اليهود (أدوناي) أقامه في معبد ابتناه من أجله، وقد نقبوا أطلال تلك المدينة فوجدوا بينها بقية ذلك المعبد على دهليزين وستة أعمدة مدرجة الوضع يظهر أنها كانت منصوبة في صحنه، وشاهدوا على جدرانه رسم الشمس مشرقة على الملك ورجاله وهم وقوف يقربون القرابين إليها، وبين أشعتها أيد ممتدة كأنها تنثر الحياة على المخلوقات، وحول هذه الرسوم أدعية وقصائد كان يتلوها المرتلون على نغمات الأوتار، وعلى جدران الهيكل أيضا رسم هذا الملك ورجاله على هيئة غير مصرية، ويشاهد أيضا في مقبرة بتل العمارنة نقوش بينها صورة الملك واقفا على عربته الحربية وبجانبه بناته السبع يقاتلن معه، وله آثار في سوليب، وهيكل ومسلة بمدينة طيبة.
ومن ملوكها أيضا الملك «حور محب» وهو من أقارب «أمنوفيس الرابع» ثارت عليه الرعية عند أول حكمه فأرضاهم بمحو عبادة الشمس وهدم معبدها والمدينة جميعها وإعادة الديانة المصرية، ولما خمدت الثورة بنى الوجهة الرابعة من معبد الكرنك، وفي أيامه خرجت آسيا من سلطة المصريين، وما زالت كذلك إلى أن جاءت العائلة التاسعة عشرة. (3-2) العائلة التاسعة عشرة الطيبية (حكمت من 2084-1910ق.ه/1462-1288ق.م وعدد ملوكها 8)
أول ملوكها «رعمسيس الأول» ولم يتحقق حتى الآن إذا كان مصري المولد أو آسيويه، تبوأ كرسي الملك شيخا، وكانت المملكة المصرية تئن لخروج معظم إيالاتها من طاعتها على إثر الحرب الدينية فجدد شبابها ونهض للجهاد، فحارب الأثيوبيين والحثيين، وكانوا أمة عظيمة تحتها عدة طوائف قد تحالفوا معا على قتال المصريين، ويقال: إن هذا الملك هو أول من ناهض الحثيين، واخترق بلادهم، وجال في أصقاعهم حتى ضفاف نهر العاص.
Shafi da ba'a sani ba