Tarihin Misra Na Zamani
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Nau'ikan
و
10-18
صور النقود التي ضربت في أيام الملك الكامل بن العادل على أحد وجهيها اسم الملك الكامل، وعلى الآخر اسم الإمام المستنصر بالله الخليفة السادس والثلاثين من بني العباس. فالأولى نقود ذهبية ضربت في القاهرة سنة 627ه والثانية نحاسية ضربت في حلب.
شكل 10-17: نقود الملك الكامل وعليها اسم المستنصر.
شكل 10-18: نقود الملك الكامل. (6) سلطنة الملك العادل بن الكامل (من سنة 635-637ه/1238-1240م)
ولما علم المصريون بوفاة الملك الكامل بايعوا ابنه سيف الدين أبا بكر الملقب بالملك العادل (الثاني) وكان قد استخلفه أبوه على مصر عندما سار إلى سوريا، وأقاموا الأمير يونس الملقب بالملك الجواد أميرا على سوريا تابعا لمملكة مصر، إلا أن إمارته هذه لم تطل؛ لأنه اتفق في السنة التالية مع الملك الصالح نجم الدين أيوب شقيق سلطان مصر، وكان أميرا على ما بين النهرين، على أن يتبادلا الإمارات. فأتى الملك الصالح إلى سوريا، وسار الأمير يونس إلى ما بين النهرين، وكان غرض الملك الصالح من هذه المبادلة الاقتراب من مصر، والسعي في اختلاس الملك من أخيه، فتنبأ الملك العادل بذلك، وأوجس خيفة فسار بجيوشه إلى بلبيس؛ ليوقف سير أخيه إذا حاول المجيء إلى مصر. فلما وصل بلبيس نزل فيها وما أصبح إلا وهو في قبضة أمرائه مقيدا، وذلك يوم الجمعة في 8 ذي الحجة سنة 637ه وفي الحال خلعوه، واستقدموا أخاه الملك الصالح، وبايعوه على مصر، فدخل القاهرة في موكب حافل، وأصوات الترحاب والدعاء مالئة الجو، فانتهت سلطنة الملك العادل الثاني وكانت مدتها سنتين. (7) سلطنة الملك الصالح بن الكامل (من سنة 637-647ه/1240-1249م)
ولما استوى الملك الصالح على سلطنة مصر أخذ في تمكين قدمه فيها، فأمر السنة التالية بالقبض على الأمراء والمماليك الذين ساعدوه على خلع أخيه وبايعوه مكانه وقتلهم جميعا، وولى مكانهم من اختبر أمانتهم نحوه. ثم عزل الملك الجواد يونس من إمارته، وحظر عليه القدوم إلى مصر، فاغتاظ لهذه المعاملة، فالتجأ إلى الصليبيين في عكا فقبلوه من أجل ثروته راجين التقرب بواسطته من إسماعيل أمير دمشق، وقد كانت تلك فرصة ثمينة لهم فتحالفوا مع أمير دمشق والملك المنصور إبراهيم أمير حمص وأمير الكرك، وتعهدوا لهم بمحاربة مصر وقهرها على أن يأخذوا في مقابل ذلك مدن الصعيد والشقيف وطبرية وعسقلان وأورشليم، ولما تم التحالف المذكور احتل الصليبيون تلك الأماكن، وأخذوا في ترميم حصون طبرية وعسقلان، ثم أخذوا يهتمون بمحاربة مصر.
وفي خلال ذلك نشأ في شرقي سوريا مخاوف كثيرة، سببها: أن قبيلة الخوارزميين لما طردهم جنكيز خان من شرقي آسيا في أثناء فتوحه هناك جاءوا سوريا الشرقية، ونزلوا على حدودهم فأنفذ إليهم الملك الصالح سلطان مصر رسلا عقدوا معهم صلحا، وعاهدوهم على محاربة الصليبيين وأمراء سوريا الذين على دعوتهم. فتجند الخوارزميون، واخترقوا سوريا إلى أن بلغوا غزة فحاربوا الصليبيين عند أسوارها، وأنجدهم سلطان مصر من الجهة الثانية؛ فانهزم الصليبيون فتتبعوهم حتى استولوا على غزة وبيت المقدس باسم الملك الصالح. فأرسل هذا إلى مصر شيئا كثيرا من الأسرى ورءوس القتلى. ثم جمع مددا وسار إلى إسماعيل أمير دمشق وإلي أمير حمص وحاصرهما، وحارب محاربات أخرى شغلته من سنة 645 إلى 647ه وشفت عن خضوع دمشق.
أما حمص فكانت لا تزال تدافع إلى ذلك العهد، فضجر من طول هذه المحاربات، فسار بنفسه لقيادة جندها ففاجأه مرض ثقيل، وهو تورم في مأبضه تكون منه ناصور فتح وعسر برؤه، وانضاف إليه قرحة في الصدر فلزم الفراش في دمشق. فجاءه منبئ يخبره بعزم الصليبيين على مهاجمة مصر وأخذها، وقد أكثروا من التجنيد، ووردت إليهم النجدات من إخوانهم في أوروبا، وكانت هذه التجريدة الصليبية السابعة على الإسلام، وكأني بهؤلاء الإفرنج قد خجلوا لكثرة انكساراتهم أمام جيش المسلمين بعد أن جردوا إليهم أولا وثانيا وثالثا ورابعا وخامسا وسادسا، فأقروا المرة السابعة على تجريد قوة عظيمة يرأسها ملك فرنسا لويس التاسع، وهي مؤلفة من خمسين ألف مقاتل، ومعهم من العدة والسلاح شيء كثير، وعدد عديد من المراكب المذخرة، وضباطها انتخبوهم من أشد رجال أوروبا.
فلما علم الملك الصالح بقدوم الصليبيين وهو في ما تقدم من المرض لم يسعه إلا الخروج من دمشق فسار في محفة، ونزل أشمون طناح في أول سنة 647ه وجمع في مدينة دمياط من الأقوات والأزواد والأسلحة وآلات القتال شيئا كثيرا خوفا من أن يجري على دمياط ما جرى في أيام أبيه، وأعد أسطولا من دار الصناعة بمصر، وجعل فيه سائر ما يحتاج إليه الجند، وسيره شيئا فشيئا، وضم إلى جنده كثيرا من العربان وأكثرهم من بني كنانة جعلهم وراء متاريس دمياط، وعهد بقيادة حامية هذه المدينة إلى الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ. ففي صباح يوم الجمعة في 20 صفر من تلك السنة وردت مراكب الصليبيين إلى دمياط وفيها جموعهم، وحال وصولهم بعث ملكهم لويس التاسع إلى الملك الصالح كتابا يقول فيه:
Shafi da ba'a sani ba