Tarihin Misra Na Zamani
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Nau'ikan
وتمرد طاهر بن الحسين في خراسان (قبل وفاته) فشق عصا الطاعة، واستقل بالحكم بنفسه، وجعله إرثا لنسله من بعده بالاستقلال التام عن بغداد، وتعرف دولتهم هذه بالدولة الطاهرية، ومثل ذلك فعلت أكثر الإمارات اقتداء بمن سار أمامها، فطلبت كل منها استقلالها.
أما مصر: فقد كانت مقطعة للمعتصم، وظلت تابعة لخلافة بغداد، وهي لم تبق إلا لطمع المعتصم بالخلافة بعد المأمون. (8) خلافة محمد المعتصم (من 218-227ه/733-842م)
فلما توفي الخليفة المأمون خلفه أخوه محمد المعتصم بن هارون الرشيد الثالث في 18 رجب سنة 218ه وهو أول من اتخذ لفظ الجلالة في لقبه؛ فلقب نفسه بالمعتصم بالله.
وكان قد أقر إمارة مصر لكيدر الذي كان نائبا عنه فيها، ثم كتب إليه يأمره بإسقاط من في ديوان مصر من العرب، وقطع العطاء عنهم. ففي شهر ربيع آخر سنة 219ه توفي كيدر، وتولى مكانه المظفر بن كيدر، وفي سنة 220ه توفي المظفر وتولى مكانه موسى بن أبي العباس الملقب بالشيباني ويلقبه آخرون بالشامي، وفي سنة 224ه استدعى موسى من مصر؛ فاستخلف مالكا الذي يلقبه بعضهم بالهندي، والبعض الآخر بالكندي، وهو ابن كيدر المتقدم الذكر، وفي سنة 235ه عزل مالك وعهدت ولاية مصر بأمر الخليفة إلى أبي جعفر أشناس، وهو آخر من ولي مصر بأمر المعتصم.
وفي سنة 227ه أصيب الخليفة المعتصم بحمى في سامرا، وفي 18 ربيع أول من تلك السنة توفي، ومن الغريب ما لهذا الخليفة من الحظ في الرقم 8 فإن بينه وبين أبي العباس أول الخلفاء العباسيين ثمانية أعقاب، وولد في شعبان وهو الشهر الثامن من السنة القمرية، وهو الخليفة الثامن من بني العباس، وتولى الخلافة سنة 218 وسنه 38 سنة وثمانية أشهر، ومدة حكمه 8 سنين و8 أشهر و8 أيام، وتوفي في 18 ربيع في السنة الثامنة والأربعين من عمره، وترك ثمانية أولاد ذكور وثماني إناث، وحضر ثماني مواقع حربية، وأخيرا وجد في خزينته عند موته ثمانية ملايين من الدنانير وثمانون ألف درهم، وقد قيل: إنه بناء على هذا الاتفاق الغريب دعي «بالمثمن».
وقد كان هذا الخليفة نقطة ابتداء تقهقر دولة العرب، ولعله كان السبب في ذلك التقهقر؛ لأنه كان ضعيف السياسة، بعيدا من الفضائل والآداب، أميا لا يعرف الكتابة، لكنه كان قوي البدن يحمل ما وزنه ألف رطل (ليبرا) ويمشي به خطوات، وكان مع ذلك شجاعا ومحبا على نوع خصوصي للحرب، ولاقتناء الأسلحة والخيل الجياد والعساكر المنظمة، وهو أول من جند الأتراك، واستعان بهم في الحرب.
وهذه صورة النقود التي ضربت في عهد الخليفة المعتصم سنة 219 للهجرة، أو 834 للميلاد (انظر شكل
5-5 ).
شكل 5-5: نقود المعتصم بالله. (9) مبدأ الدولة الطولونية
إن الأمة العظيمة التي يدعوها بعض المؤرخين تركية، وبعضهم تترية، وفيها شعوب التركمان والمغول والتتر تشغل بقعة من الأرض في آسيا الشمالية تمتد من نهر جيحون إلى حدود الصين، ويحدها شمالا الأوقيانوس المتجمد، ونظرا لما بينهما وبين شبه جزيرة العرب من الأبعاد والجبال والأودية والأنهار؛ مما لا يسهل تخطيه، كانت في مأمن من غزوات العرب وفتوحهم، وفي غنى عن معاهداتهم أو غير ذلك مما يستدعي ارتباطهما الواحدة بالأخرى. إلا أن الشعوب التركية أخذت من عهد الخلفاء الراشدين في غزو بلاد التتر مما يلي بلادها، والعرب أيضا كانوا يفعلون مثل ذلك مما يلي ولاياتهم، وما زالوا يفتحون فيها حتى بلغوا حدود تركستان وما وراءها، فأفضى الأمر إلى تزاحم هاتين الأمتين، فتنازعتا؛ فقامت الحرب بينهما سجالا مدة طويلة في أماكن مختلفة، وكان الاستئسار بينهما متبادلا، فكان العرب يرسلون بأسراهم من الترك إلى بلاط الخلافة بمثابة الجزية؛ لاستعمالهم في منازل الخلفاء، وكبار الأمراء، ويدعونهم بالمماليك.
Shafi da ba'a sani ba