Tarihin Da Ya Gabaci Tarihi
تاريخ ما قبل التاريخ
Nau'ikan
غير أنه، وقد مضى على الحرب أعوام خمسة، مستقبلة عامها السادس، مرجئة ولا شك حين تضع أوزارها أسباب الاستقرار السامي أعواما أخرى، اعتزمت أن أمضي في إعداد مؤلفاتي للطبع، وكان باكورتها هذا الكتاب «تاريخ ما قبل التاريخ».
أما موضوعه فإنه يتناول تلك العصور البعيدة التي سبقت الحضارات التاريخية القديمة المعروفة، مبتدئا بالكون وظهور الحياة على الكرة الأرضية عارضا للتقلبات الطبيعية ونشوء الإنسان وغرائزه وإنتاجه المادي والعقلي. ولما كان هذا الموضوع يتطلب من الاستقصاء والاستيعاب ما تقصر عنه هذه الصفحات، كان حماداي أنني جمعت أصوله ونسقت فصوله وأوجزت تفاصيله، ميسرا للمستزيدين أن ينهلوا من مراجعه المدونة في آخره، معتمدا على فطنة القارئين في استدراك الأخطاء المطبعية واللغوية، وفي إدراك الألفاظ الأجنبية من ترجمتها العربية، داعيا أبناء مصر والعروبة إلى استكمال بحث هذا الموضوع.
عبد الله حسين
شعار المؤلف
كل كتاب جديد لا يضيف جديدا إلى المعرفة، إما أن يكون رجعا لصدى غيره أو لغوا غير جدير بعناء القراءة.
الفصل الأول
ما هو تاريخ ما قبل التاريخ؟
قلنا في «مقدمة الكتاب» إن موضوعه «يتناول تلك العصور البعيدة التي سبقت الحضارات التاريخية القديمة المعروفة، مبتدئا بالكون وظهور الحياة على الكرة الأرضية، عارضا للتقلبات الطبيعية ونشوء الإنسان وغرائزه وإنتاجه المادي والعقلي».
ونقول هنا إن هذا الموضوع يتناول الكثير من البحوث الفلكية والأرضية - الچيولوچية - والأثرية والنظريات الفلسفية، والعلوم النظرية والتطبيقية، ومن الدراسات المتصلة بالآداب والفنون والسياسة والغرائز والعواطف الحيوانية والبشرية، كما سنجلوه على القارئ الكريم في الفصول التالية، فليس بعجيب أن يتعاون الفلكيون والأرضيون والمؤرخون والأثريون والفلاسفة وعلماء الطبيعة والاجتماع والزراعة والاقتصاد والصناعة والطب والكيمياء على إيضاح سر الكون وأصل الخليقة، أو شيء من هذا؛ لأن ما أدركوه إلى الآن ليس يبلغ من بحر الحقيقة إلا قطرة ومن بستانها إلا زهرة.
ولما كان «التاريخ» يتناول ما وقف عليه المؤرخون منذ مطلع نشوء الحضارات القديمة ممثلة في الممالك ذات التيجان والإمبراطوريات ذات العروش، مبتدئة بحادث أو يوم معين أو بسنة بعينها، آثرنا أن نطلق على الحوادث التي جرت قبل «التاريخ» اسم «تاريخ ما قبل التاريخ»؛ إذ إننا لسنا حيال ممالك وإمبراطوريات وأشخاص بأسمائهم وذواتهم، بل إننا قبل «التاريخ» المدون المعروف، بإزاء عصور طويلة وتقلبات عديدة ونظريات معقولة أو غريبة، مرغمين على أن نضرب في بيداء الظنون وأن نلجأ إلى المنطق؛ لنصل إلى النتائج من مقدماتها.
Shafi da ba'a sani ba