Tarihin Da Ya Gabaci Tarihi
تاريخ ما قبل التاريخ
Nau'ikan
وفي فكرة الخير والشر ترى الصابئة وتعتقد أن الخير والشر موجودان من قبل الإنسان، ويحدثان بفعله وأن إرادة الإنسان الجزئية، واختياره المطلق هو الذي يجعله مسئولا أمام الله، وهم يرون فوق ذلك أن الله بين للإنسان طريق الخير وطريق الشر، فله الحرية المطلقة في إتيان ما شاء ونبذ ما يشاء من دون معارض يعارضه.
تعتقد الصابئة أن الموت انتقال لا اندثار، فالروح بعد أن تخرج من الجسد، لا تفنى ولا تنعدم، إنما تنتقل من عالم لآخر حتى تصل إلى عالم الأنوار. وتعتقد أيضا بأن الروح لا تطهر إذا لم تخرج من بدن طاهر، ولهذا وجب غسل الميت وتكفينه ساعة احتضاره، لتخرج الروح من جسده وهو طاهر، فإذا مات الميت نجس وحرم مسه. ومن مات فجأة؛ أي بلا غسل وتكفين، عد كافرا. والبكاء والعويل محرمان على الميت فإن كل دمعة تذرفها العين على الفقيد تكون نهرا كبيرا في طريقه يعجزه عن قطعه.
فإذا مات الميت استقبل روحه ملكان من نقلة الأرواح فيحاسبانه على عمله في دنياه، فإن كان الميت حسنا فإن روحه تذهب إلى عالم الأنوار رأسا، وإن كان سيئا تبقى الروح في العذاب حتى تطهر.
أما صلاة الصابئة فهي وضع أولي للصلاة ثلاث مرات وقوفا وركوعا وجلوسا في غير سجود وأذكار، ولا يصومون وإنما لا يأكلون اللحم 36 يوما، ولهم عادات في الزواج والجنازة والذبح. ولكهنتهم في ذلك نفوذ مطلق. (2-13) رأي المؤلف
أوردنا فيما تقدم الكثير من آراء العلماء والفلاسفة في «الدين والتأليه»؛ لكي يقف القارئ على أصل هذه الفكرة التي رافقت الإنسان قبل عصر التاريخ والحضارات وبعدهما إلى اليوم.
وعندنا أن الإنسان البدائي قبل أن يعرف شيئا اسمه «الدين» أو «الإله» كان يخشى القوة، سواء كانت ممثلة في رجل قوي مسيطر، أو زعيم نافذ الكلمة، أو رب أسرة محترم المقام مهيب الطلعة؛ أم في حيوان أو وحش؛ أم في شيء في الطبيعة كالشمس والقمر والنجوم والماء، أم في شبح أو حلم. ومن هذه الخشية نشأ الاحترام والإجلال والتهيب فالحب فالتقديس.
كان الإنسان الأول دائب النظر إلى السماء، مأخوذا بحرارة الشمس وكسوفها وضوء القمر وخسوفه والنجوم ونورها، وبالعواصف والسحب والصواعق والبرق والأمطار والبرد - بفتح الراء.
وعندنا أن الإنسان البدائي كان يعبد ما يعبد ويقدس ما يقدس تبعا للأحداث العارضة، وأنه كان ينتقل من عبادة إلى أخرى في سرعة كلما كان الملقن أو الحدث قويا، أو كلما حط عصاه في بلد جديد ذي عبادة أخرى.
وكلما ارتقت الحياة الاجتماعية أحس الأقوياء المسيطرون والمفكرون بحاجة هذا المجتمع إلى رابطة روحية، كما أحس المجتمع ذاته بحاجة إلى هذه الرابطة. ومن هنا كان المجال متسعا لنشر الدين والتفنن في مذاهبه، فتعددت الأديان والآلهة وتطورت إلى أن ظهرت الديانات الكبرى في الحضارات القديمة
ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم
Shafi da ba'a sani ba