Tarihin Masuniyya
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Nau'ikan
وفي سنة 1845 تأسس في الإسكندرية تحت رعاية الشرق الأعظم الفرنساوي محفل اسمه «الأهرام»، انضم إليه كثيرون من الإخوة الماسونيين من جميع الطوائف والنزعات، وكثر أعضاؤه، وكان يشتغل بعلم الحكومة المحلية لا يخشى اضطهادا ولا يبالي بما يقوله القائلون على غير هدى، ولهذا المحفل بالحقيقة الفضل الأعظم في بث التعاليم الماسونية في القطر المصري، والتحق به قسم عظيم من رجال البلاد من وطنيين وأجانب، وفي جملتهم البرنس حليم باشا ابن ساكن الجنان محمد علي باشا، والأمير عبد القادر الجزائري المشهور بالفضل والحلم وعزة النفس، التي هي الصفات الماسونية الحقة، وقد تمثلت في شخص هذا الرجل. ولا نزيد القارئ علما بما أتاه هذا الأمير في بلاده من البسالة وعلو الهمة والحزم في حربه مع الفرنساويين في الغرب، وما أبداه من كرم الأخلاق والشهامة أثناء حادثة الشام المشهورة، فإنه حمى في كنفه ألوفا من المسيحيين الذين لولاه لهدرت دماؤهم، والناس إذ ذاك فوضى لا سراة لهم. وانضم إلى ذلك المحفل أيضا كثيرون آخرون من ذوي الفضل والهمة لا محل لذكرهم هنا. واشتهر هذا المحفل بالأعمال الخيرية، فكان له صندوق خاص يجمع إليه النقود لأجل عمل البر، وكان ينفقها عشرات ومئات في سبيل الخير العام، ولم تمض على تأسيس هذا المحفل خمس عشرة سنة حتى أصبح عدد أعضائه نحو الألف، وفي جملتهم الأخ الكلي الاحترام سولوتوري افنتوري زولا، الذي أصبح بعد ذلك أستاذا أعظم للشرق الأعظم والمحفل الأعظم المصري كما سيجيء. وفي أواسط سنة 1849 تأسس المحفل الأول الإيطالياني على الطريقة الاسكوتلاندية في الإسكندرية، تحت رعاية المجلس العالي الإيطالياني.
وفي سنة 1856 أنفذ المجلس العالي الممفيسي في فرنسا مندوبا ببراءة رسمية ليقيم في الإسكندرية مجلسا عاليا إقليميا على طريقته، وفوض إليه أن ينشئ محافل فرعية تحت رعايته. وتأسس فيما بين سنة 1859 و1862 محافل أخرى تحت رعاية المجلس العالي الإيطالياني، منها محفل كايوغراكو ومحفل بمباي جميعها في الإسكندرية، وتأسست أيضا محافل أخرى تحت رعاية هذا المجلس في القاهرة، منها محفل أهرامي منف ومحفل الكون وغيرهما.
وقد كانت جميع هذه المحافل في وفاق تام مع محفل الأهرام والفرنساوي المتقدم ذكره.
وفي أثناء تلك المدة أنشأ المجلس العالي الفرنساوي على الطريقة الاسكوتلاندية محفلا نمرة 166 في الإسكندرية، ومحافل أخرى في أماكن أخرى من مصر، ومثل ذلك فعل الشرق الأعظم الفرنساوي، فأنشأ محافل في بورسعيد والسويس والإسماعيلية وغيرها.
وفي سنة 1864 أسس المجلس العالي الإيطالياني في الإسكندرية مجمعا يشتغل في الدرجات العليا، وفوض إليه أن يقيم مجامع أخرى تشتغل بهذه الدرجات إلى درجة 33، وقد فعل فأنشئت عدة مجامع في أنحاء مختلفة من القطر.
فكانت الماسونية في تلك السنة منتشرة في القطر المصري انتشارا حسنا، ولها محافل ومجامع في أكثر الأقاليم المصرية، منها ما هو تحت المجلس العالي الإيطالياني، ومنها ما هو تحت المجلس العالي الفرنساوي، ومنها ما هو تحت الشرق الأعظم الفرنساوي، كلها عاملة على بث التعاليم الماسونية وتهذيب الأفكار.
وفي سنة 1867 أنشأ المحفل الأعظم الإنكليزي في القاهرة محافل رمزية تحت رعايته، منها محفلي الكونكورديا ومحفل البلور، ولا يزال كلاهما حيا يشتغلان في القاهرة، معظم أعضاء ثانيهما من ضباط الجيش الإنكليزي، وبعد ذلك أسست محافل أخرى في جملتها محفل كوكب الشرق .
وفي 4 سبتمبر سنة 1864 اجتمع سبعة من قدماء الإخوة الحائزين على الدرجات العليا، بعضهم إيطاليون وبعضهم سوريون، وقرروا وجوب إنشاء مجلس عال على الطريقة الاسكوتلاندية، وأن يدعوه المجلس العالي المصري أو الشرق الأعظم المصري، ثم حاولوا تنفيذ قرارهم هذا وما زالوا في اجتهاد وسعي إلى سنة 1868، ولم ينجحوا، وتأسست في أثناء هذه المدة عدة محافل إيطاليانية في أماكن مختلفة من القطر المصري.
تأسيس المجلس العالي الممفيسي في الإسكندرية
قد تقدم أن المجلس العالي الممفيسي في فرنسا عهد إلى أحد الأساتذة ببراءة رسمية إنشاء مجلس عال إقليمي على طريقته في الإسكندرية، غير أن ذلك المجلس لم ينشأ فعلا، فلما حاول بعض الإخوة تأسيس المجلس العالي الاسكوتلاندي ولم ينجحوا، رأى الأخ الماركيس دي بورغارد - وكانت تلك البراءة في يده - أن يؤسس مجلسا عاليا ممفيسيا، فجمع إليه ستة إخوة آخرين والتأموا رسميا في الإسكندرية، وقرروا تأسيس ذلك المجلس وتسميته بالشرق الأعظم الوطني أو المجلس العالي لكهنة ممفيس، وأن يكون مركزه في الإسكندرية. وقرروا في ذلك الاجتماع أن يكون الأخ الكلي الاحترام البرنس حليم باشا أستاذا أعظم يترأس أعمال ذلك المجلس، ولم يكد يسمى البرنس المشار إليه في هذا المنصب حتى أوعز إليه أن يبارح القطر المصري حالا لدواع سياسية، فتوقفت أعمال ذلك المجلس.
Shafi da ba'a sani ba