Tarihin Masuniyya
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Nau'ikan
وما زال المحفل الأعظم الوطني يجتمع بانتظام. وقد قرر بنودا كثيرة طبعت ومنشورات فيها ملخص أعماله، تفرقت في المحافل في سائر المملكة الفرنساوية، وفيها ما نصه:
إن رؤساء المحافل الباريسية قد بلغتكم تعيين سمو دوك شارترس رئيسا أعظم، والأخ الشهير دوك لكسمبرج مدبرا عاما للماسونية في فرنسا. وبناء على اقتضاء الأحوال قد تعينت لجنة من ثمانية مندوبين بإقرار الرؤساء في باريس، لكي ينظروا في قضية قد مر عليها ستة أشهر وهي في مجال البحث. ثم إن الدعوة التي دعيتموها بالمنشور للاجتماع في اللجنة، فقد حضر مندوبوكم إليها وأظهروا أهليتهم، والتأموا في اجتماع 5 مارس (آذار) سنة 1773. ثم في الاجتماع التالي الذي انعقد في 8 من الشهر المذكور أظهروا قبولهم، وصادقوا على انتخاب سمو الأستاذ الأعظم وحضرة المدبر العام، وقد أقروا مع إخوانهم في باريس على السعي الشديد بما فيه خير العشيرة. وفي 9 منه اجتمع مجلس من نواب الأقاليم تحت رئاسة المدبر الأعظم، وتداولوا مع المندوبين المنتخبين من رؤساء المحافل في باريس، ثم سار سبعة من الإخوة تحت رئاسة المدبر الأعظم إلى الأستاذ الأعظم يطلبون مصادقته فنالوها، فعرضوا على الجلسة القوانين التي كان ألفها مندبو محافل باريس، فتعينت لجنة من تسعة إخوة لتفحصها. ونظرا لشدة غيرة المحترمين في باريس، ورغبتهم في العمل في سبيل النفع العام، قد اجتمعوا في خمسة أقسام لتعيين أربعة عشر مندوبا؛ لينوبوا عنهم في الاجتماع العام، فاجتمع هؤلاء المندوبون مع نواب الأقاليم ونواب باريس بالنيابة عن جميع الماسون الفرنساويين التابعين للمحفل الأعظم الوطني، وقرروا استحسان تلك القوانين اعتمادا على أنها تئول إلى ملافاة التهورات التي كان يظن تطرقها إلى الإدارة السابقة ، وكان غرضهم الأول إقامة الحد، فاستدعوا رؤساء الأقاليم لمشاركتهم في الاستيلاء على حققوهم وامتيازاتهم.
وخشية أن يكون في تجديد انتخاب المتوظفين ما يكدر الاتفاق تركوه للمدبر الأول، الذي له الأفضلية في كل الاجتماعات، ثم نظروا في أمر المالية، وقرروا جمع مبالغ وصرفها في سبيل احتياجات المحافل التي هي تحت المحفل الأعظم الوطني الفرنساوي، وقد كان بين موظفي المحفل الأعظم الوطني المذكور عدد من الأشراف، كالأستاذ الأعظم دوك شارترس، والمدبر الأعظم دوك مونت مرنسي لكسنبرج، والمحافظ الأعظم الكونت بوزنسوا، ونائب الأستاذ الأعظم البرنس روجان، والخطيب الأعظم بارون دي لاشفالري، والمرشد الأعظم البرنس بكناتلي، وهذا الأخير تعين سنة 1770 من قبل المحفل الأعظم الإنكليزي أستاذا أعظم في نابولي وسيسيليا وغيرهما.
وفي 30 أوغسطس (آب) نهض المحفل الأعظم القديم إلى إقامة الحجة، وصرح أن المحفل الأعظم الوطني غير قانوني، وأن الأساتذة المترأسين على المحافل مشتركون معه بذلك، فكان المحفل الأعظم القديم عثرة في طريق المحفل الوطني، ولا سيما بقطع المخابرات؛ لأنهم لم يكونوا يعرفون الإخوة المنضمين إليه حديثا، وكانت الدفاتر والسجلات والمذكرات المهمة لا تزال في مكتب كاتب سر المحفل الأعظم القديم، ولذلك لم يكن في وسع المحفل الأعظم الوطني الإجابة على شيء مما كانت تسأله عنه المحافل من تلك الأوراق.
وقد اجتهد المحفل الأعظم الوطني بوسائط مختلفة مع أعضاء المحفل الأعظم الآخر بين استعطاف وتهديد لكي يسلموا تلك الأوراق، فذهبت كل مساعيه أدراج الرياح، فآل الأمر إلى تداخل الحكومة، فتوجه اللورد لكسمبرج إلى وكيل البوليس، وطلب إليه أن يقبض على أمين ختم المحفل الأعظم ويلقيه في السجن مع كثير من الأعضاء غيره، ولم تكن النتيجة إلا زيادة العداوة بين الجانبين وسقوط كثير من المحافل. ثم أطلق المسجونون وقد زاد إصرارهم على التوقف في تسليم الأوراق.
هذه حالة الماسونية في فرنسا سنة 1773، وقد كانت على مثل ذلك في إنكلترا وجرمانيا.
وقد كانت لائحة القوانين وقرار 5 مارس لا يزالان بدون مصادقة الأستاذ الأعظم دوك شارترس، فتعينت لجنة من أربعة إخوة متوظفين توجهوا لمقابلة الأستاذ الأعظم وطلب مصادقته، فرفض مقابلتهم انتقاما لما سبق في حقه من الاستهزاء عند استلامه زمام الرئاسة، فعادوا إليه ثانية، فرفض أيضا. وما زالوا يسعون إلى غرضهم حتى 14 أكتوبر؛ إذ جاءوا إليه بحيلة تهنئته بمولود له جديد، ولما قابلوه عرضوا ما جاءوا من أجله وطلبوا إليه تعيين يوم مخصوص لأجل تنصيبه، فعين يوم 22 أكتوبر لذلك.
وفي اليوم المعين حصل احتفال التنصيب، وأقسم الموظفون على إخلاصهم، فثبتهم الرئيس الأعظم ثم صادق على اللائحة وسائر القرارات وختمها بختمه.
ومن يوم تنصيب الأستاذ الأعظم أبطل اسم «المحفل الأعظم الوطني»، وعوض عنه باسم «الشرق الأعظم الفرنساوي»، فأخذ من ذلك الحين في تنظيم شئون الماسونية، فقرر أن المحافل التي لا يكون لديها براءة من الشرق الأعظم لا تعتبر قانونية، فاضطر كثير من المحافل القديمة أن تجدد براءتها.
ثم تراءى للإخوة النظر في أمر تحوير الدرجة العليا، وعينوا لذلك لجنة، إلا أن المحافل لم يكن لها رغبة في ذلك، وإنما رغبتهم كانت بالدرجات الرمزية الثلاث فقط، وفي 10 يونيو (حزيران) سنة 1774 قرر الشرق الأعظم إنشاء محافل لقبول النساء.
Shafi da ba'a sani ba