Tarihin Masuniyya
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Nau'ikan
تعاليم الإسكندينافيين وجمعياتهم السرية
نشأت هذه التعاليم نحو سنة 50 قبل الميلاد في حدود آسيا الغربية، وانتشرت إلى أنحاء أوروبا، فغيرت هيئتها الاجتماعية، وكانت مصدرا لتمدنها بعد ذلك بأجيال.
وكيفية نشوئها أن دولة الروم بعثت جيشا في الجيل الأول قبل الميلاد لمحاربة الملك ميتريداتس الذي لم يبق غيره من ملوك أوروبا على غير دعوة الروم، وكان قد التجأ إلى أحراش سكيثيا والتف حوله كثير من القبائل البدوية؛ ظنا منه أنهم يقوون على نجدته في محاربة الروم، لكنه بعد الامتحان تحقق خيبة الأمل ووقع هو ومن معه في سلطة الروم، فأخذ الروم بعضا من جيش عدوهم يستخدمونهم في قضاء حاجاتهم، وكان في عداد أولئك أحد عظماء الكهنة المدعو أودن «واسمه الحقيقي سيغ»، فكان يكابد من مشاق الذل ما كان يثير منه حب الموت ويكرهه بالحياة، على أنه كان كاظما غيظه صابرا لبلواه، لولا أن قائد الجيش الرومي لم يصفعه مرة، فإنه عند ذلك لم يعد يستطيع الصبر على الذل، فهاجت فيه خواطر حملته على احتمال المخاطر في سبيل الانتقام؛ ففر من خدمة الجيش وهام على وجهه في القفار، ثم جعل ينتقل من أمة إلى أمة يبث تعاليمه بينهم، وكان فصيحا بليغا وحازما حكيما، فانقادت جميع الشعوب إلى تعاليمه، فكبرت أحزابه ولقب حينئذ بأودن، وهو اسم إله التيوتينيين في ذلك العهد، وكان مقامه في مدينة تدعى اسغار بجوار بحر قزيين، ومنها امتدت سطوته إلى أوروبا شمالا وغربا، فأخضع جميع من مر به من الأمم وأقام عليها نوابا من بنيه.
ثم سار إلى إسكندينافيا مارا في سيمبريا، وتدعى الآن هولستين، فأخضعها وأخضع كثيرا غيرها حتى انتشرت سلطته على كل الشمال، فعهد أمور الملك لأولاده بعد أن وضع لهم قوانين جديدة وحور القوانين القديمة، وانقطع هو إلى التعاليم السرية المقدسة، ولم تمض مدة حتى انتشرت هذه التعاليم في سائر أنحاء إسكندينافيا، ودخل في عداد تلامذته جميع عظماء وحكما تلك البلاد، فدخلت تلك الأنحاء في دور جديد من التمدن.
وكان يشترط على الطالب شروط تشبه شروط الجمعيات المتقدم ذكرها، ومتى قبل يلقن العلوم والمعارف على سبيل الاستجواب.
وتفرع عن هذه الجمعية جمعيات أخرى زادتها انتشارا، وكان من ضمن تعاليمها وجوب الوجود وخلود النفس. واشتهر بعض هذه الجمعيات بعدم خوفها من الموت ، فإن أعضاءها كانوا يستقبلونه بترحاب.
جماعة الهرمنداد في إسبانيا
نشأت هذه الجمعية في كستيل وليون سنة 1295 بعد الميلاد، وكانت غايتها التعاون على اتقاء مظالم الحكام في ذلك العهد ومقاومة العسف والعتو، ففازت وانتشرت مبادئها هذه واستنارت البلاد بها، وكانت وثيقة الارتباط بين أعضائها يدافعون بعضهم عن بعض ما استطاعوا، فإذا شكى أحدهم ظلما لا ينفكون عن الظالم حتى يقتصوا منه ضعف ما ارتكب. وعظم شأن هذه الجمعية حتى أيام فرنديناد وإيزابلا من ملوك إسبانيا، فاعتنى الملوك برعايتها، فتحول اهتمامها إلى تنظيم البلاد وحفظ النظام فيها، فكانت أقوى نصير للحكومة.
ومن أمثال هذه الجمعيات السرية القديمة كثير في العالم، ووجودها في مقدمة كل تمدن قديم وحديث دليل على شدة احتياج البشر إليها، فانتشار العلم والفضيلة على طريق الجمعيات السرية أمر طبيعي، والبشر منقادون إليه بالفطرة.
ومن العناية أن هذه الجمعيات تظهر في كل عصر بما يحتاج إليه ذلك العصر من الدين والعلم والصناعة، فارتقاء الهيئة الاجتماعية تابع لارتقائها، وهي دعامة العمران حيث وجد.
Shafi da ba'a sani ba