Tarihin Sarki Zahir

Ibn Shaddad d. 684 AH
119

Tarihin Sarki Zahir

تاريخ الملك الظاهر

Nau'ikan

ذكر قتل مروحسيا المقيم بأرزنجان

قد قدمنا أن مرحسيا النصراني هذا كان أثيرا عند أبغا ، وكانت دالته وتمكنه منه تحمله على المسلمين كا يسيء بهم عنده ، ويذكر له من بواطنهم فيه ما يغريه بهم ويلفت وجهه عنهم ، ويرغبه في الايقاع بهم ، حتى ضاقوا به ذرعا ، لا سيما معين الدين البرواناة ، فلما قوي جأش معين الدين بالسلطان الملك الظاهر ، وتيقن أنه إن قتل محسيا لا يصل إليه تعنيف أبغا على قتله ، إلا وجيوش السلطان الملك الظاهر قد وافته وحمته منه ، فكتب إلى قطب الدين محمود أخي أتابك مجد الدين ختن البرواناة وكان نايبا عن أخيه بأوزهجان ، يأمره بقتل مرحسيا القسيس ، فقتله وولده جنس وسبعة انفر من أهله واثنين وثلاثين من حاشيته ، وذلك في الخامس والعشرين من شهر رمضان ، وكان مرحسيا هذا كثير العصبية ا على المسلمين ، عضدا لأهل ملته محرضا لملوك النصرانية المتاخمين لبلاد الروم والمجاورين ها على موافقة التتر من قصد بلاد المسلمين واجتماع الكلمة عليهم ، وجدد الله عليه ما لقي .

ذكر توجه مولانا السلطان إلى الروم بالعساكر المنصورة

فيها برز السلطان الملك الظاهر إلى بركة الجب ، ظاهر القاهرة ، يوم الخميس العشرين من شهر رمضان المعظم ، بعد أن رتب الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقاني استاذ الدار نايبا عنه في خدمة ولده السلطان الملك السعيد - أعز الله أنصاره - وترك معه من العسكر بالقاهرة لحفظ البلاد خمسة آلاف فارس ، واستصحب في ركابه الصاحب زين الدين احمد بن الصاحب المرحوم فخر الدين محمد بن المولى الصاحب الوزير بهاء الدين علي بن محمد وزيرا للصحبة وجميع كتاب الإنشاء ، خلا طايفة يسيرة منهم ، وفوض يومئذ للقاضي الأجل عز الدين بن شكر النظر في ديوان االجيش ، وللقاضي شمس الدين الأرمنتي شاهدا في الديوان ، واستصحبهم معه ، ثم رحل على بركة الله ويمنه ، من البركة يوم السبت الثاني والعشرين من الشهر ، وسار إلى دمشق فدخلها يوم الأربعاء سابع عشر شوال ، وخرج منها متوجها الى حلب يوم السبت العشرين منه ، فلما اجتاز حمص وعبر على قلعتها من غربيها ، فرأى السفح متهدما ، فرسم بعمارته ، فشرع من عمارته ، وتمم في آيام ولده السلطان المك السعيد . ثم سار فدخل يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة ، وخرج منها ، في يوم الخميس [ثاني ذي القعدة] إلى حيلان ، فترك فيها بعض الثقل ، وتقدم الى الأمير نور الدين علي بن مجلي ، النايب عنه بحلب ، آن يتوجه إلى الساجور ويقيم على الفرات بمن معه من عسكر حلب ، ليحفظ معابر الفرات ، لثلا يعبر منها أحد من التتر قاصدا الشام . ووصل إلى الأمير نور الدين علي بن مجلي الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا ، فبلغ نواب التتر بالعراق نزولهم على الفرات ، فجهزوا إليهم جمانة من عرب خفاجة لكبسهم ، فحشدوا وتوجهوا نحوهم ، فاتصل بالأمير نور الدين الخبر فركب إليهم والتقى بهم ، فكسرهم ، وأخذ منهم ألفا ومايتي جملا ، ورحل مولانا السلطان من حيلان يوم الجمعة ثالث الشهر إلى عين تاب ، ثم إلى دلوك ثم إلى مرج الديباج ، ثم إلى كينوك ، وهي الحدث الحمراء المذكورة في شعر أبي الطيب المتنبي ، ثم رحل منها إلى كوكصو وهو النهر الأزرق الذي وصل إلي ه السلطان الملك [ الظاهر] ، وعاد عنه لما أراد قصد الروم ، ثم رحل عنه إلى اقجادربند ، فوصله يوم الثلاثاء سابع ذي القعدة ، فقطعه في نصف نهار . فلما خرج منه انتشرت عساكره فسدت الفضاء وملكت المفاوز ، ومن حينئذ قدم الأمير شمس الدين سنقر الأشقر على جماعة من العسكر ، وأمره بالمسير بين يديه ، فوقع اعلى كتيبة للتتر عدتها ثلاثة آلاف فارس ، مقدمهم كراي ، فهزمهم وأسر منهم طايفة وذلك يوم الخميس تاسع الشهر ، ثم وردت الأخبار على السلطان الملك الظاهر ، بأن عسكر المغل والروم ، مع تتاوون والبرواناة ، على مقربة من العسكر ، وأنهم نازلون على هر جيحان . فلما توقل العسكر المنصور الجبال ، أشرف على صحراء البلستين ، شاهد التتر قد رتبوا عسكرهم أحد عشر طلبا ، في كل طلب ألف فارس ، وعزلوا عسكر الروم عنهم ، خوفا أن يكون لهم مع السلطان الملك الظاهر باطن عليهم ، وجعلوا عسكر الكوج طلبا واحدا ، فلما تراءى الجمعان حملت ميسرة التتر حملة واحدة ، فصدموا سنجقية السلطان ، ودخلت منهم طايفة بينهم وشقوها ، وساقت إلى الميمنة . فلما رآهم السلطان ردفهم بنفسه ، ثم لاحت منه التفاقة ، فرأى الميسرة قد أنحت عليها ميمنة التتر ، فكادت أن تتفلل ، فأمر جماعة من حماة أصحابه وكماتهم بإردافها . ثم حمل فحملت العساكر برمتها حملة رجل واحد ، معتمدعلى الله لا على يد وساعد . فلما رأت التتر أن لا ملجأ لهم من القتل والأسر ، ولا منجا عن القهر والقسر ، نزلوا عن خيولهم ، وقاتلوا فلم يغن ذلك شيئا ، وأنزل له باسه بهم ، فقتلوا وفر من نجا منهم ، فاعتصم بالجبال ، فطلبوا وقصدوا ، فلما رأواالساكر محيطة بهم ، نزلوا عن خيولهم وقاتلوا فقتلوا ، وقتل حينئذ من قاتلهم الأمير ضياء الدين محمود بن الخطير . ولما أحاط الله بهم دايرة القتل والفتك، لم ينج منهم إلا من ضن بنفسه عن الفوات ، ودرأ عنها كأس الموت ، فغدا طريدا للعوام الجريحا بسيوف الملام . واستشهد من آمراء العسكر المنصور ، الأمير شرف الدين قيران العلاني [ أحد مقدمي الحلقة] والأمير عز الدين أخو الأمير جمال الدين الملحمدي ، ومن المماليك السلطانية سيف الدين قليجق الجاشنكير وعز الدين ايبك الشقيفي . وأسر من كبراء الروميين مهذب الدين بن معين الدين البرواناة ، وينعت بكلار بكي ، يعني أمير الأمراء ، وابن بنت معين الدين [ولد خواجا يونس] والأمير نور الدين جبريل بن جاجا ، والأمير قطب الدين محمود أخو مجد الدين الأتابك ، والأمير سراج الدين إسماعيل بن جاجا ، والأمير سيف الدين سنقرجاه الزوباشي ، والأمير نصرة الدين بهمن أخو تاج الدين كيوي صاحب سيواس ، والأمير كمال الدين إسماعيل عارض الجيش ، والأمير حسام الدين كياوك ، والأمير سيف الدين بن الجاويش ، والأمير شهاب الدين غازي بن علي شير التركماني . ومن مقدمي التتر على الألوف والمثين : زيرك صهر أبغا وسرطق [ قرابته ] وحبركر وسركده وتماديه وتتاوون .

Shafi 169