356

الثخينة ثم زخرف المسجد بالالوان ونيطت السلاسل بالسقف لتعليق القناديل كما كانت في العهد العباسي وعمرت المقامات الأربعة على هيآتها القديمة وتمت اعمال البناء في سنة 807 وذلك في عهد أبي السعادات ابن الظاهر برقوق ثاني ملوك الشراكسة (1).

وشيدوا مقام الحنفي في عام 802 على أربع أساطين من حجارة عليها سقف مدهون مزخرف وقد أنكر ذلك جماعة من العلماء وأفتوا بتعزيز من أجاز بناءه كذلك لشغله حيزا كبيرا من المسجد (2) ولتمييزه على ما أظن عن بقية مقامات الأئمة في المسجد الا ان هذا الانكار لم يغيره بل أضاف اليه كثيرا من الزخرف فقد كشف الامير سودون سقفه في عام 836 وعمره وزخرفه أحسن مما كان وفرش أرضه بالحجارة الحمراء وعقد فوق سقفه قبة وعني بعد ذلك بتحسينه عدة مرات (3) حتى كان عهد نفوذ العثمانيين الذين حسنوه اكثر مما كان وقد ازيل في اعمال التوسعة في عهدنا الحاضر.

وظل الأئمة في هذا العهد يصلون مرتين ، كما كان الشأن في عهد الأيوبيين فيصلي الشافعي ثم المالكي والحنبلي معا ثم الحنفي وفي بعض السنوات كان الحنفي يتقدم ثم المالكي (4) ويقول ابن بطوطة (5) انه شهد المالكي والحنبلي يصليان بعد الشافعي معاا ثم يصلي الحنفي في آخرهم.

أما المغرب فيصلي الحنفي والشافعي في وقت واحد. وكانت قد رفعت شكوى من التشويش الى الناصر فرج بن برقوق الشركسي فأمر بأن يصلى الشافعي بمفرده في المغرب وذلك عام 811 ثم لما تولى الملك المؤيد أمر بأن

Shafi 378