333

مئات الالوف.

ثم نفى عائلة القاضي على اثر ذلك الى جزيرة ابن بركوت (1) فما لبث أن أخذهم نائبه في الجزيرة الى عرض البحر في مركب صغير فأغرقهم.

وما كاد يستقر الأمر لبركات بضعة أشهر حتى علم أن اخاه أحمد يجمع مقاتلته في ينبع فخرج للقائه في أواخر ذي الحجة عام 907 فهزمه ثم عاد ثم بلغه أن أخاه سيستأنف القتال وكان بركات مريضا لا يستطيع القتال فغادر مكة الى طريق اليمن وترك أخاه أحمد يدخلها.

أحمد الجازان مرة ثانية :

وهكذا دخل أحمد الجازاني مكة في اوائل عام 908 وكأنه اراد أن يثأر لنصيره القاضي فاستعمل العنف وترك عسكره يعبثون في مكة فيفعلون أفعالا قبيحة وبنتهكون حرمة البيت ويصادرون أموال الأهالي ويسبون الأرقاء وأمهات الاولاد وينهبون بيوت التجار.

وما استقر به الأمر حتى فرض على بعض التجار من حزب اخيه في مكة وجدة اموالا كثيرة وعذب بعضهم فقيد ايديهم في خشب ضيق حتى اضطر بعضهم الى بيع املاكهم واضطر آخرون الى الهرب من البلاد.

وظل احمد على امره بضعة اشهر ثم بلغه أن اخاه بركات يزمع مهاجمته فخرج لملاقاته بالقرب من منى واستطاع ان يهزمه الى مسافة بعيدة الا أن بركات المهزوم ما لبث أن عاد في حركة التفاف سريعة الى مكة واستطاع أن يدخلها من ناحيتها الجنوبية في 11 رمضان عام 908 (2).

Shafi 355