291

** عجلان بن رميثة واخوانه :

تولى أمر مكة بعد ذلك عجلان بن رميثة في جمادي الآخرة عام 746 وشعر أن اخويه سند ومغامس يتطلعان الى مشاركته فأبعدهما الى وادي نخلة ثم ما لبث أن الحق بهما اخاه الثالث ثقبة (1).

وتولى في هذا العام 746 سلطان المماليك الكامل شعبان فكتب الى مكة يؤيد عجلان ويخبره أن اخوانه وصلوا الى مصر فاعتقلوا فيها فأمر عجلان بتزيين الأسواق وكان والده رميثة مريضا فما لبث أن توفي أيام الزينة فطيف بنعشه وقت صلاة الجمعة حول الكعبة ودفنوه بالمعلاة في ذي القعدة من العام المذكور (2).

وفي سنة 747 اطلق الاخوان الثلاثة من مصر واعطوا مرسوما بالموافقة على اشتراكهم في امارة مكة مع أخيهم عجلان على أن تكون لهم نصف البلاد ولأخيهم عجلان النصف الباقي وحده (3).

وفي هذا ما يدل دلالة قاطعة على أن المماليك الأتراك كان لا يعنيهم استقرار الأمر في مكة بقدر ما يعنيهم أن تبقى الخطبة باسمهم والا فأي معنى لاطلاق الاخوة الثلاثة وتزويدهم بمرسوم يخولهم حق الشركة ، ولست أعرف بالضبط معنى لشركة أشخاص اربعة في محيط أضيق من أن يتحمل الشركة.

انني لا ارتاب في ان الرؤوس المفكرة في دولة المماليك كانت وهي تشعر أن الأشراف يتنافسون على حكم البلاد لا يعنيها أن تعالج هذا التنافس بشيء من الحكمة بقدر ما يعنيها أن تحتكر الدعاء لاسمها.

Shafi 313