قمح لتوزيعها على فقراء مكة والمجاورين ، وقد وزعها على أثر انتصاراته ، كما وزع الأمراء الذين صحبوه من المماليك والأتراك أموالا طائلة على المجاورين في مكة والأشراف ، وقد فعلوا مثل هذا في المدينة ، وبهذا استتب الأمر من جديد لرميثة وأخيه حميضة ، ودانت القبائل لهم في مكة وأمنت الطرق وألغيت بعض المكوس ، وبدأت مكة تستقبل عهدا فيه شيء من الطمأنينة ، كما بدأ نفوذ المماليك ينشر ظلمه فيها.
وساعد الأمن على اقبال الحجاج ، فقد توافد الى الحج في السنوات التالية عام 704 و705 من حجاج مصر والمغرب وبلاد العراق والعجم عدد لا يحصى (1).
ثم ما لبث أن تغير الأمر وشرع رميثة وحميضة يحدثان بعض المكوس على الحجاج ، فظل العمل جاريا بذلك سنوات حتى قيل أن كثيرا من الحجاج انتقد هذه المكوس ، وأن المماليك في مصر رأوا إلغاءها ، ولكن رميثة وشريكه أبيا إلا أن يظل العمل بها لاستخدامها في مرافق الحكومة واقامة الأمن وتحصين السبل ، أو أنهما شعرا بأن موافقتهما على ابطال المكوس فيه رضاء بتدخل مماليك الأتراك في شؤونهم الداخلية أكثر مما يجب.
ويبدو أن أحداث المكوس بحجة تأمين السبل كان له رد فهل خاص ، فإن الحجاج الذين يدفعون الضريبة لقاء تأمينهم يسيئهم أن يضطرب حبله بأبسط الحوادث ، وقد وقعت بعض حوادث في موسم عام 705 كان لها ما بعدها ، فقد اشتبك جماعة من المكيين مع فريق من البدو في «هوشه» بسوق منى ، والظاهر أن بعض المفسدين يحلو لهم استغلال الفتن ليستفيدوا من النهب ، وقد
Shafi 304