241

داره وبالغ في الحفاوة به وصحبه الى مكة فلما قدم مكة وتلقاه قتادة سأله أين أنزل؟ فقال قتادة وقد اشار بسوطه هناك يريد الابطح فشعر الملك عيسى ان قتادة يستهين به فغاظه ذلك وأسره في نفسه ولم يبده الا في الوقت المناسب (1).

ولا استبعد أن جفاء قتادة الذي ابداه في استقبال ملك حلب كان مبعثه الى جانب الاستخفاف بمقادير اصحاب السلطان استياؤه من تآلف خصمه القديم أمير المدينة بصاحب الشام ومشيه في خدمته الى مكة لذلك اراد قتادة ان يشعر صاحب حلب انه أمام شخص من نوع غير الذي عرفه في صاحب المدينة ومن ذلك ندرك ان دفاع صاحب المدينة عن قتادة واستجابته لندائه لم يكن كافيا لازالة ما بينهما من ضغائن .

وتفاقم الخلاف بين قتادة وسالم صاحب المدينة في عام 612 فقد زحف قتادة الى المدينة وحاصرها وأباد كثيرا من نخلها وكان سالم بن المهنا لا يزال في صحبة صاحب حلب في رجوعه الى الشام فدافع اصحابه عن المدينة حتى هزموا قتادة الى وادي الصفراء (2) ثم انتهت الاخبار الى امير المدينة بالشام فغادرها مسرعا الى المدينة وبهذه المناسبة أبدى صاحب حلب ما اسره لقتادة فقد جهز جيشا عظيما من التركمان وارسله بصحبة امير المدينة ليعينه على قتال قتادة وقد اتصل جيش سالم بوادي الصفراء فهزم قتادة هزيمة نكراء وغنم من امواله وسلاحه شيئا كثيرا وأسر من جيشه عددا كبيرا سيره الى دمشق وكان في الاسرى كثيرا من الاشراف الحسينيين ومثلهم من الحسنيين وقد دفعوا الى بعض

Shafi 263