219

ولم يستطيعوا اكمال حجهم خوف الفتنة (1).

والظاهر ان المدافعين من عبيد صاحب مكة قطعوا طريق الحاج العراقي بين منى ومكة فاضطر أكثرهم للفرار دون أن يتموا مناسكهم.

وبكل فقد كانت أعمال القاسم في مكة شديدة الوطأة وكان يعامل الأهالي والمجاورين معاملة قاسية ويصادر كثيرا من أموالهم ومع هذا ظلت مكة تدعو للعباسيين طيلة عهد القاسم (2).

ولعل قسوته في مكة اثارت عليه حفيظة المظلومين فقد ثار عليه عمه عيسى ابن فليتة فأجلاه عن مكة وتولى امارتها في عام 556 ولكن تقي الدين الفاسي يذكر ان قاسم بن هاشم غادر مكة متخوفا من امير الحج العراقي فتولى الامارة فيها عمه عيسى بن فليتة (3).

** عيسى بن فليتة ؛ :

شهر رمضان سنة 557 فلم يبعد عيسى الا اياما ثم عاود الهجوم على القاسم فقتله واستولى على مكة في السنة نفسها 557 (4)

وفي هذا العام 557 او العام الذي قبله حج نور الدين محمود الزنكي صاحب حلب في موكب عظيم وأنفق في مكة والمدينة اموالا كبيرة .. ولعلها كانت حجة سياسية لها ما بعدها مما سنبينه في الفصل الآتي :

Shafi 240