Tarihin Khalij Iskandariyya
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
Nau'ikan
بتاريخ 17 رمضان سنة 1234ه/10 يوليو سنة 1819م رقم 97 محفظة 6 بحر برا:
مولاي صاحب الدولة والأبهة ولي نعمتي المطبوع على الإحسان
إن اغتباط عبدكم حضرة صاحب العطوفة إليك قهوجي باشي الحضرة السلطانية بما حبوتموه به يا مولاي من آثار الإكرام واللطف والعطف وبما تفضلتم بإظهاره نحو الذات الشريفة ليفوق الملكية من كمال الإخلاص وصدق العبودية ليجل عن التعريف والتقرير، وإن ما أداه حضرته في حق دولتكم من حسن الشهادة ليفوق كل وصف وتقدير بحيث أراني يا مولاي عاجزا عن رواية عباراته وتبليغ رفيع آياته. والواقع أنه وإن يكن أهلا من وجوه كثيرة للرعاية والإكرام ممتازا عن الأنداد والأقران فإن ما ناله من لطف مولاي وعطفه لم يكن مما عهد له نظيرا من قبل وإنما كان شيئا جديرا بما اختص به شخصكم المنعم متناسبا وما تفردتم به من مناقب الكرم، إذ تفضلتم فأفسحتم له محافل الوفادة والحفاوة وخفضتم له جناح الرعاية والعناية أسبغ الله على ذاتكم كامل العافية والصحة وأطال عمركم وإقبالكم وأنعم على دولتكم بالفيض والبركة آمين بحق النبي الأمين.
ولقد أذن لي فقابلت البك المومأ إليه مرتين قضينا في كل منهما ساعة أو ساعتين من الوقت في المدح والدعاء لدولتكم، فضلا عن أنه أقسم لي بالله إنه لا يفتأ يلتمس المناسبات فيذكر كل يوم مآثر دولتكم بين يدي مولانا السلطان روح العالم وأنه كلما فعل ذلك ازداد حسن نظر الحضرة الملكية إلى دولتكم مما ستتفضلون بمعرفة تفصيله من مضمون عريضته الخصوصية.
هذا وإني كنت قدمت إلى عتباتكم أجوبتي عن أوامر دولتكم الواردة مع عبدكم (سليم) ساعي البريد. أما الأمران اللذان وردا إلي أخيرا فإن أحدهما يتضمن طلب الإشعار بما تتعلق به إرادة الدولة العلية في أمر عبد الله وأقاربه وأتباعه الذين حضروا وما زالوا يحضرون إلى مصر وهم زهاء خمسمائة أو ستمائة نسمة. ويتضمن الآخر لزوم قبول الحكومة السعر الرائج للبن والأرز اللذين سيرسلان محسوبا ثمنهما من أقساط الخراج المقرر تقديمها إلى الضربخانة العامرة (بإستامبول) ما دام سك النقود الصغيرة في ضربخانة مصر قد أمر بمنعه وكف عنه كما يتضمن طائفة من التفصيلات عن نقود مصر وكيف أنها لم يطرأ عليها أي تبديل أو تغيير بل بقيت إلى الآن على الوجه الذي نظمت عليه أيام يوسف ضيا باشا. وقد قدمت كلا الأمرين والدفتر أيضا إلى الباب العالي الذي حرصت على تفهيمه المراد شفويا بقدر ما وسعه بياني ولساني فإن أكن إلى الآن لم أتلق منه أي جواب فإني عندما تتعلق الإرادة بشيء في موضوعهما سأبادر إلى تقديم الجواب على جناح السرعة.
وأما الترعة التي وفقتم إلى حفرها من جديد فإنه لما كان التبرع بها للجناب الملكي قد اقتضى تفضلكم بإيصاء عبدكم البك السالف الذكر أن ينظم لها حجرين تذكاريين منقوشا عليهما تاريخها ومزدانين باسم الحضرة السلطانية الكريم فإن تنظيم الحجرين والتاريخ قد حولا بأمر جلالته على عهدة عبدكم بعدما ذكر لي أن البك المومأ إليه قد أفضى بالموضوع إلى العتبات السنية فكان هذا باعثا على كمال ارتياح الحضرة السلطانية ولذلك فسيقدم الحجران المذكوران متى تم تنظيمهما وتنميقهما.
هذا ما وجب عرضه رجاء أن يتفضل ولي النعمة بالإحاطة به
وعلى كل حال فالأمر والتدبير لمن بيده مقاليد الأمور.
ختم
محمد نجيب
Shafi da ba'a sani ba