Tarihin Hauka
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Nau'ikan
49
وهو تساؤل شهير أجاب عليه بالنفي . فلا يوجد إخضاع ولا تفوق فيما بين «المناهج النظرية أو التطبيقية، بل طرق أسهل لفهمها.» ويضيف أن الطب النفسي «أصبح أكثر استعدادا من ذي قبل.» ولكنه ينعى الخطر المتناقض الذي يمثله تراجع الطب النفسي إلى المرتبة الثانية: «ففي مواجهة مريض واحد، نعرف ما يجب فعله بطريقة أفضل يوما بعد يوم، ولكننا قد نتعرض لخطر عدم امتلاكنا للطرق الملموسة.»
حرب الأطباء النفسيين ... حرب ضد الأطباء النفسيين ... أصبح الطب النفسي في أزمة تفوق أزمته خلال العقدين اللذين شهدا حركة مناهضة الطب النفسي. ولكن يجب ألا يكون الصراع داخليا. وتوالت اللقاءات عامة (مثلا في مونبلييه عام 2003) والمنتديات على شبكة الإنترنت. وينصح توبي ناثان - أستاذ علم النفس الإكلينيكي والباثولوجي، وأيضا الطبيب النفسي الأنثروبولوجي - مثله مثل الكثيرين بأنه من الممكن العمل معا: «فلنترك الكاريكاتير! فلا يوجد بين الأطباء النفسيين «مروضو وحوش» ولا مشعوذون. ومن ثم فلا يوجد صراع بين «التحليل النفسي الإنساني» على اليسار وبين التفكير العلمي على الطريقة الأمريكية الذي يهدد الحضارة الأوروبية على اليمين! فالمجال في حالة فوران وأزمة، بل وطفرة: فالعلاج النفسي [...] وتعدد طرقه ليس شرا بل فرصة! ففي وسط هذا الزخم بالتحديد يمكن الاستفادة من خبرات المرضى الذين يشاهدون ويختبرون ويتناقشون وينتقدون.»
50
وسنلاحظ أن «خبرة المرضى» تعود لتتقدم المشهد من جديد. وسنلحظ أيضا أن ثنائية اليسار/اليمين تطرح هنا حرفيا (بينما كانت عادة ضمنية). ومن المؤكد أن «هذه الشبكة من التحليلات» - التي أصبحت هاجسا في فرنسا - كانت كافية لتقسيم الآراء.
وكانت هناك المؤلفات التي تحذر من أن الطب النفسي أصبح الحلقة الأضعف في سلسلة الصحة التي تتدهور:
51 «اتسمت بداية هذه الألفية بأزمة كبرى لنظامنا الصحي. فالحال التي قادته إليه النظام الاقتصادي الحر قد أفقدته رؤية ضرورة المشاركة في دعم الجانب الإنساني.»
52
وماذا عن «الأطباء النفسيين الأساسيين» في كل هذا؟ «إن معظم الممارسين - الذين أحبطوا بسبب الخطاب النظري الذي يزداد تعقيدا بعيدا عن متطلبات الممارسة اليومية - قد تحولوا عنه ليكونوا معرفة خاصة بهم، مكونة من مقاطع نظرية مأخوذة عن نماذج مختلفة وغالبا متعارضة، في محاولة لملاءمة المعارف المكتسبة مع الحاجات التي يواجهونها مع مرضاهم.»
53
Shafi da ba'a sani ba