Tarihin Hauka
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Nau'ikan
لقد مضى قانون 1838 وسط العواصف؛ حيث كتب ماكسيم دي كامب عام 1873: «إنه قانون ممتاز في أحكامه الأساسية، إلا أنه يعمل دون أي عوائق لصالح المستفيدين منه، ولمدة عشرين عاما، وفجأة، دون أي دوافع جدية، يشن عليه هجوم حاد بعنف مبالغ فيه. فيتحدث الناس عن حبس تعسفي وإنكار للعدالة وخطابات سرية [...] وتمت الاستعانة بكلمة، يمكنها إثارة العقول في فرنسا بسهولة، وبكل اللهجات؛ وهي أن الحديث يدور حول الحرية الفردية.»
2
منيت مشروعات قوانين - أعدت بجهد شديد - بالفشل في أعوام 1882 و1886 و1893 و1907 ... أيجب إعطاء مزيد من السلطة للقاضي، أم للإدارة، أم للطبيب؟
وعندما روى جول فاليسا - أحد أنصار الثورة الفرنسية الرابعة القدامى، الذي حكم عليه بالإعدام، والعائد من المنفى بعد تخفيف الحكم عام 1882 - عن زيارته لمصحة سانت آن في رواية «جيل بلاس»،
3
كان ذلك ربما يثير انتقادا لاذعا من جانب الرأي العام. ولكن ما حدث كان أسوأ. ففي لوحة مليئة بملامح الإحباط والفزع، روى قائلا: «انتهت الرحلة، جعلونا نرى أثناء المرور مغسلة الثياب بما فيها من أثواب للتعذيب وسترات المجانين المصنوعة من ليف القنب الجديد الناعم الأصفر. كانت الملابس التي ترتديها كل مريضة وقت دخولها المصحة موضوعة في صفوف بالترتيب، وقد تمت خياطة أرقامها على البطن. لعله كان يجب إحضار بعض الأزواج أو الآباء إلى هنا الذين لا يرغبون أن يروا زوجاتهم أو بناتهم وقد تحولن إلى كائنات محطمة صامتة تجر أمامهم في الممرات؛ فربما تعرفوا على الثوب أو الشال أو السلة الصغيرة، هذا الدانتيل على غطاء الرأس، هذا القماش على قبعة القش.» ومن خلال قصة بسيطة، يصدر فاليسا حكما بخصوص المؤسسة: ذهبنا إلى منطقة المريضات المسالمات المشغولات بأعمال الخياطة، «كانت بعضهن يأخذن قطعة من الشرائط ويضعنها في سلاتهن أو وردة صغيرة يضعنها في شعورهن، ولم يكن الطبيب راضيا بذلك. كان يخاف من الورد، ولا يحتمل الشرائط الوردية. كان يفضل رؤية المريضات يعملن ويخطن كسندريلا في انكسار. كان يحب بالتحديد المريضات اللاتي لا يتذمرن أبدا ولا يعارضنه عندما يؤكد لهن أنهن مجنونات.»
جاءت هذه الهوجة على هوى رسامي الكاريكاتير، كما اتضح في العدد الصادر بتاريخ الثالث والعشرين من يوليو 1904 من مجلة «أسيت أو بور» بعنوان المصحات والمجانين. ولكن يظل التقرير الأكثر مناهضة للطب النفسي هو الذي كتبه ألبرت لوندر عام 1925. ولقد اشتهر هذا الصحفي الكبير الملتزم - الذي كتب: «ليست مهنتنا أن نسعد الناس، ولا أن نشهر بالأخطاء، بل أن نضع ريشتنا على موقع الداء» - العام السابق بفضل مقاله «دانتي لم ير شيئا»، وهو تنديد عنيف بالمستعمرات العسكرية للعقوبات. من السادس وحتى العشرين من مايو 1925، كتب - لجريدة «الباريسي الصغير» - سلسلة من المقالات حول مصحات الأمراض العقلية. كان هو نفسه قد حاول أن يدخل رعاية التمريض التابعة للمستشفى الحكومي على أنه مريض عقليا. فاقترح عليه الطبيب كليرامبو - الذي تظاهر بأنه لا يعرفه (كانا قد التقيا قبل عشرة سنوات في تسالونيكي) - أن يقيم في زنزانة مبطنة؛ فتراجع لوندر خوفا من عدوى المكان. فأعاد له كليرامبو قبعته قائلا: «حاول أن تدخل مصحة أخرى.»
4
لم يكتف ألبرت لوندر بالمشاهدة: «المجنون يكون فرديا، فلا يهتم بمن هو بجواره؛ فيقوم بحركته، ويطلق صرخته بكل استقلالية [...] إنهم ملوك منعزلون. والجسد الذي نراه إنما هو بديل يخفي وراءه شخصية أخرى غير مرئية للعامة أمثالنا، ولكنها تحيا داخله. وعندما يبدو لنا المجنون كائنا عاديا، فربما خرجت شخصيته الثانية تتجول [...] فالمجنون الهائج يمكن أن يهدأ أو تقل حدة هياجه. لا أحد يسأله ماذا يفعل، فعندما لا يكون هناك وقت كاف لتهدئته، يتم تخفيض هياجه. وعندما ينخفض، يمكن حينها تهدئته. يتم التعامل معه كأنه أحد أواني الطبخ التي تغلي. هناك بعض الحالات - لدى الرجال - يتم التعامل فيها مع المريض بنعل الحذاء. لا يأمر الأطباء بهذه الطريقة في المعاملة، ولكنها تحدث بالتحديد أثناء الليل.» كان يذكر في كل صفحة: «المجانين متروكون دون رعاية، دون حراسة . وإذا نال أحدهم الشفاء، فإنما يكون هذا بمحض المصادفة [...] واجبنا ليس التخلص من المجانين، وإنما تخليص المجنون من جنونه.»
وقد نالت هذه الحملات الصحفية فرصة الاستمرار بفضل من جاءوا بعده. في عام 1866، كتب شخص غامض يدعى فالابريج موبخا: «لم يكن الأمر يحتاج جهدا كبيرا للتأكد واقعيا مما كنت قد درسته قبلا، من أنه - بملاحظتها عن كثب - تبدو مصادر هذا الفن ثابتة تقريبا منذ عهد الملك شارل الرابع.»
Shafi da ba'a sani ba