Tarihin Hauka
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Nau'ikan
في عام 1869، دعا الجراح البريطاني إيزاك بايكر براون - «خاصة بالنسبة إلى الأرامل» - إلى «استئصال البظر»، وخاصة في حالات العادة السرية المزمنة التي تؤدي إلى نوبات صرع واضطرابات عقلية. وتم استكمال هذه العملية بأخرى لاستئصال الشفرين الصغيرين بواسطة سكين «مجلفن كاو». ولقد كلفت هذه النظرية صاحبها شطبه من جمعية طب التوليد بلندن.
أما بالنسبة إلى الطرق العلاجية التقليدية، فلقد احتفظت بمكانتها، بدءا من المهدئات، التي تنوعت وتعددت كثيرا. ولقد حظي نبات الناردين باهتمام كبير في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ولكنه تراجع لصالح أصباغ نبات كف الثعلب، الذي - إذا تم تناوله بجرعات كبيرة أثناء علاج الهذيان والرعشة - «يحدث نعاسا، ويأتي بعده الشفاء.»
77
كما كان يتم تناول الحشيش بجرعات كبيرة، بدافع من تلك النظرية المتناقضة؛ أن الهلوسة تطرد الأخرى: «يفقد المريض بمجرد سيطرة الأحاسيس الجديدة عليه حتى ذكرى الهلاوس القديمة.»
78
في المقابل، كان يصف آخرون - اعتمادا على مبدأ مقاومة الهذيان - مخدرات فعلية ولكن بجرعات محددة. وفي مطلع القرن العشرين، سادت في الولايات المتحدة الأمريكية موجة من علاج الداء بالداء، حتى إن عدد المصحات العقلية التي أخذت تعالج مرضاها بهذه الطريقة تجاوز الست، مثل مصحة ميدلتاون في نيويورك، والذي بلغ عدد مرضاها ألفين وستة وأربعين عام 1913.
فور اكتشافها عام 1826، استخدمت أملاح البروم لعلاج نوبات الصرع، وضد الهلاوس البصرية المصحوبة بارتجاف. وتوالت الاكتشافات الحديثة مع سرعة التقدم الكيميائي: الكوديين وكلوريدات المورفين وعقار زهرة الخشخاش (أحد القلويات المستخرجة من الأفيون) وجرعات الكلوروفورم والكلوروفورم السائل ... إلخ. إلا أن هذه المواد الحديثة الاكتشاف لم تبطل العمل بالمسكنات التقليدية، لدرجة أنه في نهاية القرن التاسع عشر، اشتكى بعض الأطباء من كثرة منتجات الأدوية المتاحة أمامهم. ولاقى ظهور البربيتورات في القرن العشرين تطبيقا فوريا في علاج الصرع، أثناء انتظار نتائج علاجات النوم. وهذه الطريقة - على الرغم من الأمان التي يوحي بها اسمها - ليست بالهينة، حتى إن هناك إحصائية لعام 1925 تسجل خمسا وعشرين حالة وفاة من بين ثلاثمائة وإحدى عشرة.
79
فالعلاج بالنوم - بأنواعه المختلفة (النوم العميق لستة أو عشرة أيام بدءا من عام 1952، والنوم الخفيف والنوم المتقطع على مدار ثلاثة أسابيع) - لم يكن ليستمر كثيرا داخل المصحات حتى اكتشفت مضادات الذهان.
إذا كان معدل استخدام الأدوية المقوية - كما كان الأمر في الماضي - لقلة أنواعها أقل من المهدئات، فإنها كانت دائما موجودة مثل مشروب الكينين، الذي لم يختف من تراث علم الصيدلة النفسية إلا في نهاية القرن التاسع عشر. وإلى جانب الأدوية المقوية التقليدية، كان الإفراط في التغذية هو أحدث صيحة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر في علاج الوهن العصبي. فبعد اتباع نظام غذائي قائم على اللبن لعدة أيام، نشرع في توفير تغذية وفيرة وغنية بالدسم مزودة بنبات الصبار والحديد، وأيضا بزيت كبد الأسماك بالإضافة إلى مواد مستخلصة من الشعير أو الشمبانيا أو القهوة أو الخمر (ويستخدم الأخير بجرعات قليلة). وتجاوزت صيحة الدواء المقوي جدران المصحة، وأصبحت تستخدم مع الأطفال في عهد الجمهورية الرابعة؛ حيث يقدم إليهم زيت كبد السمك، أو مع الكبار، فيقدم إليهم «المقبلات المقوية» مثل الكينا (حيث يستخدم عقار الكوينتونين الذي يباع في الصيدليات ويخلط في الأغلب مع النبيذ الأحمر بنسبة ثلاث عشرة نقطة؛ مما أضفى على هذه الوجبة المقوية البسيطة الطابع الطبي).
Shafi da ba'a sani ba