115

Tarihin Israiliyawa

تاريخ الإسرائيليين

Nau'ikan

هو ثالث أولاد ماير روتشلد، ولد في فرانكفورت في 16 سبتمبر سنة 1777، وتوفي فيها في 18 يوليو سنة 1836، وهو الذي اختار بلاد الإنكليز مركزا لأعماله، وكان قبل مجيئه إليها يشتغل في فرانكفورت ويبتاع المنسوجات من تاجر كبير هناك، وكان هذا التاجر يظهر الأنفة والكبرياء ويمنن الذين يشترون منه، ولكن ناثان كان أبي النفس فلم يعترف له بجميل فاغتاظ منه التاجر ومنع عنه البضائع، فأخذ ناثان من أبيه عشرين ألف جنيه، وذهب إلى مانشستر فأسس فيها محلا سنة 1798، ولم يمض زمن قليل حتى راجت تجارته وربح كثيرا، ولما اتسعت دائرة أعماله نقل محله إلى لندن سنة 1813، وأقام فيها وكان داهية يتاجر ويضارب ويحتكر ويرابي وخدمه السعد؛ لأنه اشتغل في زمن الحروب وهو زمن الربح للماليين، وقد رأى بعين بصيرته الوقادة أن إنكلترا لا بد وأن تتغلب على نابوليون وتقهره فترتفع الأوراق المالية بعد هبوط قيمتها فأخذ يشتري منها كل ما تصل إليه يده، وكان يربي الحمام الزاجل ويستعين به على نقل الأخبار فعجز الماليون عن مناظرته.

وروى بعضهم أنه لما حدثت واقعة واترلو الشهيرة بين نابوليون وولنتون مضى ناثان إلى ساحة القتال، وأقام على رابية ينظر إلى الجنود المتحاربة إلى أن تأكد أن الإنكليز انتصروا على نابوليون فقفل راجعا في الحال إلى لندن، وابتاع أوراق الحكومة بثمن بخس قبل أن انتشر خبر النصر وارتفع ثمنها، وهذه الرواية مطعون فيها، إذ يقال: إن ناثان لم يذهب إلى موضع القتال، بل إن شخصا اسمه فولر جاءه بخبر النصر قبل أن يعلم به أحد.

وهنا ابتدأت ثروة ناثان الحقيقية وربح أرباحا كثيرة، وذاع صيته وعلا مقامه وصار صاحب الكلمة النافذة في الأسواق المالية والتجارية ومسلف الحكومة الإنكليزية وغيرها من الحكومات الأوروبية.

ومع دهائه هذا غلبه رجل آخر في الدهاء - ونذكره هنا على سبيل الفكاهة - فقد رآه هذا الرجل ذاهبا في المساء إلى مكتبه مع اثنين آخرين فتبعهم ودخل وراءهم ووقع على الأرض مغشيا عليه فحاولوا إيقاظه مرارا وهو لا يتحرك من مكانه، ولما أعيتهم الحيل تركوه، وجعلوا يتذاكرون في أمر مهم، وبعد أن اتفقوا عليه وخرجوا أوصوا الخادم أن يعتني بالرجل، فعند خروجهم أسرع إلى المدينة واشترى جميع الأسهم والأوراق التي اعتمد روتشلد على ابتياعها مع ذينك الرجلين.

وفي سنة 1822 منحه إمبراطور النمسا لقب بارون وعينه قنصلا ووكيلا لدولته في لندن، وكان ناثان صبورا لا يكل من العمل ويلاحظ أشغاله بنفسه ويسعى دائما في توسيعها وإنجاحها، قال له بعضهم لما شاخ: «عسى أن لا يشب أولادك محبين للمال مثلك، ولا أظن أنك تود ذلك.» فأجابه: «بل أنا أوده وأود أن لا يكون لهم هم غير توسيع أعمالهم وتثمير مالهم ولا لذة للمرء بغير التعب، وجمع المال الكثير يقتضي كثيرا من الجهد والحذر، ولكن حفظه بعد جمعه يقتضي عشرة أضعاف ما اقتضاه جمعه من المهارة.»

وترك ناثان ثلاثة أبناء أكبرهم ليونل، ولد ليونل في 22 نوفمبر سنة 1808، وتوفي في 3 يونيو سنة 1879، وقد تعلم في مدرسة كوتنجن الجامعة بجرمانيا، وخلف أباه في إدارة بيت روتشلد في لندن، واشتهر أكثر منه وفاقه في الأعمال المالية العظيمة وإصدار القروض، فصار الماليون يشتركون حالا في كل قرض يتولى إصداره، فإذا طلبت الحكومة مليون جنيه قرضا وكفل روتشلد بإصدار سنداته أقبل الماليون على ابتياعها ودفع ثمنها.

وانتخب ليونيل عضوا في مجلس البرلمنت الإنكليزي سنة 1847 وطلب منه أن يتلو القسم الذي يتلوه كل عضو فأبى أن يقول العبارة الأخيرة منه وهي «بذمتي المسيحية» فرفض، ثم انتخب سنة 1849 و1852 و1857، وكان يرفض دائما أن يتلو العبارة الأخيرة، وأخيرا أقر المجلس أن الإسرائيليين غير ملزمين بتلاوتها، وأجلسوه في البرلمنت.

وزادت شهرة ليونيل وعلا صيته؛ لأنه حفظ السلم في أوروبا وساعد بنك إنكلترا وهو على وشك الإفلاس، وكان أكبر سند وعضد للحكومة الإنكليزية، وهو الذي أقرضها المال اللازم لشراء أسهم ترعة السويس من الحكومة المصرية، وأقرض الخديوي إسماعيل باشا الأموال التي بذرها.

وبعد وفاة ليونيل خلفه ابنه لورد روتشلد وأعطي لقب اللوردية سنة 1885.

ولليونيل أخان: أنتوني وقد ولد سنة 1810، وماير وقد ولد سنة 1818 وتوفي سنة 1874، وعين عضوا في مجلس النواب سنة 1859، وكان دائما مع حزب الأحرار.

Shafi da ba'a sani ba