Tarihin Tattalin Arziki na Duniya: Gabatarwa Ta Kankana
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
7-3
الدخول المجمعة الحقيقية اليومية لأسرة افتراضية من جماعة الياكو تنتج زيت النخيل وبذور النخيل، وقد وضع الشكل على افتراض عدم تغير كفاءة الإنتاج لدى الأسرة بمرور الوقت، وهو واقع الحال. وقد سار دخل الأسرة من بيع زيت النخيل على الدرب المتعرج نفسه الذي سارت عليه الأسعار. منذ عام 1980، ظلت الدخول الحقيقية لمنتجي زيت النخيل منخفضة مثلما كانت في ثلاثينيات القرن العشرين، وقد شهد منتجو الكاكاو انخفاضا مماثلا طويل المدى، غير أنهم لم يجنوا ثمار ارتفاع الدخول في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين؛ حيث لم تمرر هيئة تسويق الكاكاو ثمار ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية إلى المزارعين (الشكل
7-4 ).
شكل 7-4: الدخل اليومي من إنتاج الكاكاو.
اليوم يحقق منتجو الكاكاو قدرة شرائية قدرها 10 بنسات يوميا وذلك حسب قيمة البنس في عام 1913. كان ذلك هو أجر العامل في أكرا في ذلك الوقت، في المقابل يحقق منتجو زيت النخيل نصف تلك القيمة. ينطبق الأمر نفسه على صادرات أفريقيا الزراعية. ونظرا لأن 60٪ من السكان يعملون في الزراعة، تحدد الدخول في هذا القطاع الدخول في سائر قطاعات الاقتصاد الأخرى؛ ومن ثم يرجع السبب في فقر الأفارقة إلى أن الزراعة في القارة الأفريقية تحقق مستوى معيشة يرجع إلى فترة الحرب العالمية الأولى.
هناك سببان وراء عدم تحسن الزراعة في أفريقيا وتحقيقها لنتائج أفضل؛ يتمثل السبب الأول في انخفاض أسعار صادرات المزارع، وهو ما يرجع بدوره إلى ثلاثة أسباب: الأول هو الابتكار وانخفاض أسعار المنتجات البديلة؛ إذ أدى ظهور صناعة النفط في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى ظهور زيوت تشحيم أفضل وأقل سعرا من زيت النخيل، كما حل البارافين - أحد المنتجات النفطية - محل مشتق زيت النخيل الإستيارين في صناعة الشموع، وحل محل الشموع نفسها مصابيح الكيروسين ثم المصابيح الكهربائية. أما السبب الثاني فهو المنافسة مع المنتجين الآسيويين؛ ففي أوائل القرن العشرين كانت أشجار نخيل الزيت تزرع في مزارع كبيرة في سومطرة ومالايا، حيث كانت النباتات تنمو بصورة أفضل منها في منطقة غرب أفريقيا. منذ الحرب العالمية الثانية، هيمنت الصادرات الماليزية والإندونيسية على الأسواق العالمية، مما أدى إلى انخفاض أسعار صادرات الأفارقة. ويتمثل السبب الثالث لانخفاض الأسعار في التوسع في الإنتاج في أفريقيا نفسها، ويمثل هذا السبب أهمية خاصة بالنسبة للكاكاو؛ حيث كان لا يزال معظم الإنتاج العالمي من الكاكاو يأتي من أفريقيا، ولا يوجد بديل جيد للكاكاو في منتجات الشيكولاتة. توسعت زراعة الكاكاو غربا عبر غانا وصولا إلى ساحل العاج، وكانت العمالة هناك تأتي من الأقاليم الفقيرة في غرب أفريقيا؛ فزاد الإنتاج وانخفضت الأسعار. ومن هذا المنظور، تمثل مشكلة الفقر في أفريقيا حلقة مفرغة؛ إذ تؤدي الأجور المنخفضة إلى الإبقاء على أسعار التصدير منخفضة، وتؤدي الأسعار المنخفضة إلى الإبقاء على الأجور منخفضة.
يتمثل السبب الثاني في أن الكاكاو وزيت النخيل لم يحققا دخولا أعلى؛ في أن الإنتاجية منخفضة وثابتة. بصورة جزئية، يعتبر تفسير هذا الأمر بيولوجيا. أجرى الألمان والبلجيكيون أبحاثا أساسية على زيت النخيل، غير أن المفارقة كانت في أن الأبحاث قد أتت بثمارها في منطقة جنوب شرق آسيا على حساب القارة الأفريقية، ومقارنة بالقارات الأخرى، لم تجر سوى أبحاث قليلة للغاية في أفريقيا لتحسين المحاصيل الزراعية.
تعتبر ميكنة عملية الإنتاج مصدرا آخر لزيادة الإنتاجية. تستخدم معظم العمالة في إنتاج زيت النخيل في عملية معالجة النبات بمجرد جمعه، ويتطلب الأسلوب التقليدي وضع النباتات في أكوام، ثم عمليات التخمير والغلي والسحق والضغط والغمر في المياه ونزع رقائق الطبقات والكبس. تستخدم العصي في عملية السحق، والقدم في الضغط، وهكذا. حدثت قفزات هائلة في ميكنة عملية معالجة النباتات على مستوى المزارع، في حين لم يتحقق تقدم ملموس على مستوى الزراعة في القرى. تقلل الماكينات البسيطة المستخدمة في كبس النبات واستخلاص الزيت بصورة كبيرة من الحاجة إلى العمالة، وإن كان ذلك على حساب المزيد من رأس المال. لا تحقق ماكينات استخلاص الزيوت ربحا في المزارع الصغيرة في منطقة غرب أفريقيا؛ نظرا لانخفاض الأجور، ويعتبر هذا مثالا على شرك التكنولوجيا الذي ناقشناه في
الفصل الرابع ؛ حيث تعني الأجور المنخفضة عدم تحقيق ربح من استخدام تكنولوجيا الماكينات اللازمة لزيادة الأجور. على أية حال، لا تتحقق فائدة كبرى جراء تحرير العمالة من العمل على استخلاص زيت النخيل؛ حيث إن عدد السكان ممن لا يعملون في الزراعة يفوق عدد الوظائف المتاحة خارج قطاع الزراعة.
يعكس عدم التوازن في سوق العمالة التطورات في الخمسين عاما الأخيرة. يتمثل أحد هذه التطورات في نمو عدد السكان الذي زاد خمسة أضعاف منذ عام 1950، والتوصل إلى تفسير حاسم أمر مستحيل في ظل عدم توفر البيانات الكافية عن القارة الأفريقية، وإن كانت التجارب في المناطق الاستوائية الأخرى تشير إلى أن السبب المباشر يرجع إلى انخفاض معدلات الوفيات، خاصة وفيات الأطفال وكبار السن، والذي يرجع على الأرجح إلى التقدم في مجال الصحة العامة وانتشار الممارسات الطبية الحديثة.
Shafi da ba'a sani ba