Tarihin Ifriqiya
تاريخ أفريقية والمغرب
Nau'ikan
وأصحابه فهرب، ثم كتبوا إلى العلاء بن سعيد، وهو بالزاب أن يقدم عليهم، وتهيأوا إلى قتال ابن الجارود، فأقبل العلاء حتى وصل إلى الأربس واجتمع مع المغيرة وأبى عميلة وسمدون وفلاح فى أهل الشام، فلما بلغ ابن الجارود قدوم علاء قال عند ذلك:
أفى كل يوم ثائر قد قتلته
بفضل ما ينفك بالفضل طائر
قضيت لنفسى النذر فى قتل مالك
وإنى لها قتل العلاء بناذر
قال: وجرت بينهما مكاتبات فقال العلاء فى آخر جوابه:
نذرت دمى فانظر إذا ما لقيتنى
على من بكاسيها تدور الدوائر
ستعلم إن أنشبت فيك مخالبى
إلى أى قرن أسلمتك المقادر
قال: وأقبل العلاء إلى القيروان، فصادف ابن الجارود وقد خرج منها يريد يحيى بن عيسى خليفة هرثمة بن أعين، وذلك أن الرشيد لما اتصل به وثوب ابن الجارود على الفضل ... إفريقية، وجه يقطين بن موسى لمحلة من دعوتهم ومكانه فى دولته، وكبر سنه وحاله عند أهل خراسان، وأمره بالتلطف بابن الجارود وإخراجه من البلاد، ووجه معه المهلب بن رافع ثم وجه منصور بن زياد ومعه هرثمة بن أعين أميرا، فأقام ببرقة وقدم يقطين القيروان، فجرى بينه وبين ابن الجارود كلام كثير، ودفع إليه كتاب هارون الرشيد فقال ليقطين: قد قرأت كتاب أمير المؤمنين، وأنا له على السمع والطاعة، وليس لأمره دفع ولا بعد أمانه خوف، وقد أظلنى العلاء بن سعيد وفى كتاب أمير المؤمنين أنه ولى هرثمة بن أعين وهو ببرقة بعدكم يصل ومع العلاء ... الثغر، وثب البربر فأخذوه، ثم أخرجوا العلاء منه أو قتلوه، ولا يدخله وال لأمير المؤمنين أبدا، فأكون إمام الخلق على هذا الثغر، ولكن أخرج إلى العلاء فإن ظفر بى فشأنكم بالثغر، وإن ظفرت به انتظرت قدوم هرثمة بن أعين، ثم أخرج إلى أمير المؤمنين فاجتمع يقطين مع محمد بن يزيد
Shafi 120